يوسف إدعيس وزير الأوقاف والشؤون الدينية

أكد يوسف إدعيس وزير الأوقاف والشؤون الدينية، على أن التصعيد الخطير في المسجد الأقصى والبلدة القديمة يأتي في إطار خطط وسياسات موضوعة من جانب الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة لتهويد المسجد الأقصى، والبلدة القديمة ومحيطها وبصورة كاملة من خلال السياسات الحكومية، والمستوطنين، والجمعيات والمنظمات اليهودية المتطرفة، وتكرس كل جهودها من خلال تزايد الاقتحامات، ونوعية المقتحمين، إلى جعل التقسيم الزماني للمسجد الأقصى واقعا حتميا، ريثما يتم تقسيمه مكانيا، عبر توسيع دائرة الجمهور المستهدف وجذب المزيد من المشاركين اليهود في تلك الاقتحامات، وصولا إلى مضاعفة الأعداد المشاركة بشكل دائم ومستمر لتغيير الواقع التاريخي في المسجد الأقصى، ومزامنة مع ذلك اغتصاب ما حول الأقصى من بيوت وحارات وأزقة.

وكشف إدعيس أن الاحتلال خلال تشرين الأول الماضي اعتدى ودنس وانتهك المسجد الأقصى والإبراهيمي، وأبعد وحارب بشدة المرابطين ولجنة الإعمار أكثر من 90 انتهاكا واعتداء.

وبين إدعيس أن المسجد الأقصى تعرض لأكثر من 30 انتهاكا واقتحاما، والمسجد الإبراهيمي لأكثر من 50 وقتا منع الاحتلال رفع الأذان فيه، وقال إن الاحتلال ماض بسياسة التهويد الممنهج، ويواصل الحصار للمسجد الأقصى، ومنعه للمصلين من القدوم إليه بحرية وأمان، ويسعى جاهدا إلى إحلال الطابع اليهودي على المسجد وما حوله، منها ما تقوم به بلدية الاحتلال من أعمال حفر وتجريف ومصادرة، وتغيير الطابع الإسلامي وإعلانها البدء بالإجراءات العملية لإقامة "تلفريك" هوائي في منطقة حائط البراق، وشهد المسجد الأقصى خلال فترة الأعياد اليهودية، وتحديدًا عيد "العرش" تصاعدًا في وتيرة الاقتحامات والانتهاكات الإسرائيلية للأقصى، والتي تخللها أداء صلوات علنية وطقوس تلمودية في باحاته وعند أبوابه.

وشملت الاقتحامات كما قال إدعيس غلاة التطرف من أمثال "يهودا غليك" الذي قاد اقتحاما جديدا للمسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، وبحراسة مشددة ومعززة من قوات الاحتلال الخاصة، وقدّم المتطرف غليك شرحا لمرافقيه من المستوطنين عن أُسطورة الهيكل المزعوم، ونفّذ ومجموعات من المستوطنين جولات استفزازية في المسجد الأقصى، وسط محاولات متكررة لإقامة شعائر وطقوس تلمودية فيه، وواصل الاحتلال تحريضه على المسجد الأقصى والدعوات لاقتحامات متواصلة وبإعداد متزايدة عبر المتطرفة شولي: التي قالت "سعيدة جدا لتزايد أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى"، وكذلك ما يسمى وزير التعليم بحكومة الاحتلال، المتطرف نفتالي بينيت: "الذي صرح بأن "حزبه لن يسمح بأن تكون القدس عاصمة مشتركة مع الفلسطينيين ولن يسمح بتقسيمها".


وواصلت ما تسمى بـ"منظمات الهيكل" المزعوم تحريضها على المسجد الأقصى والمرابطين والمصلين، التي دعت أنصارها وجمهور المستوطنين إلى المشاركة الواسعة والمكثفة في اقتحامات المسجد الأقصى تزامنا مع انتخابات السلطات المحلية، وتحت شعار: "الصلاة والانتخاب أفضل من يخدم فكرة بناء الهيكل"، وكما هي عادة الاحتلال تجاه مقابر المسلمين اعتدت قوات الاحتلال على المقبرة اليوسفية بالقدس، وتشهد المقابر الإسلامية في القدس اعتداءات متواصلة عليها من نبش وتحطيم وتجريف ومصادرة.

وشهد هذا الشهر اعتداء قوات الاحتلال وشرطته على الرهبان واعتقلت أحدهم خلال قمع وقفة نظمتها بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقدس في ساحة كنيسة القيامة احتجاجا على رفض الحكومة الإسرائيلية تنفيذ الكنيسة القبطية أعمال الترميم داخل دير السلطان القبطي، وفي بيت لحم وتحديدا في الخضر مجموعة من المستوطنين اقتحمت قرية شوشحلة القديمة وصورت عددا من المنازل، وأحد المساجد، وتهدف عملية الاقتحام إلى شق طريق التفافية يصل الشارع الرئيس (القدس، الخليل)، وصولا إلى قمة الجبل مكان وجود القرية.

يذكر أن قرية شوشحلة تتعرّض منذ فترة إلى مضايقات من قبل المستوطنين، تهدف إلى تهجير السكان، والاستيلاء على الأراضي لأطماع استيطانية.