عباس الجراري عميد الأدب المغربي

قال عباس الجراري، عميد الأدب المغربي عضو أكاديمية المملكة، إن ما جذبه بداية في كتاب "نوبة الاستهلال، تاريخ، تدوين وتحليل" هو أن كاتب العمل دكتور في الصيدلة يُعنى بالآلة ومتعلّقاتها، وأوضح أن هذا لم يثر استغرابه بل أثار إعجابه، مستحضرا في هذا السياق تعدّد اختصاصات العلماء القدامى.

ندوة "جمعية روافد موسيقية" التي نظّمت بطنجة من أجل تقديم كتاب "نوبة الاستهلال" الصادر عن أكاديمية المملكة المغربية لكاتبه عمر المتيوي، تطرق فيها الجراري لأهمية الحديث عن هذه النَّوبة وتقريبها من الجيل الصاعد، ووضّح أن القدماء كان يُسمّون الموسيقى الأندلسية "الآلة"، لا "الموسيقى الأندلسية" أو "الموسيقى المغربية الأندلسية"، مفسّرا أن أصل هذه التسمية مردّه إلى اشتهار المغاربة بالفنون وتميزهم في الآلة والملحون الذي كان يطلق عليه "الكْلام"، فتقابله بالتالي "الآلة".

وذكر المتحدّث أن الأشعار كانت رافعة وضابطة للإيقاعات، وفن الآلة كان يساعد على حفظ الإيقاعات، مضيفا أن القصد في الآلة هو الإيقاعات والأنغام الموسيقية لا فهم الكلمات، بينما هدف الملحون هو الشعر والعبارات الجميلة، ثم زاد مبيّنا أنه يصحّ من حيث الواقع التاريخي أن الموسيقى التي نطلق عليها الأندلسي قد انتقلت مع من هاجروا إلى الشمال الإفريقي من الأندلس، "ولكنَّ من أوجدَ الأندلسَ كانوا هنا، مغاربة، وذهبوا الى هناك، كما طعّمت بما جاء في الدولة الأموية وما جاء به فنانو الدولة العباسية"، وزرياب نموذجا في هذا الباب.

وأورد الجراري أن الدارسين يكادون يجمعون على أن "الاستهلال" من وضع المغاربة، وأن "الدّرج" طبعه مغربي ويغنى بـ"البراوي"، ودعا إلى التريث واستعمال الاسم الحقيقي الذي يناسب السياق التاريخي للفن بالمغرب، رغم استفادة البلد من هجرات العلماء والصناع والفنانين، مذكّرا في هذا السياق بأن اهتمام أكاديمية المملكة بهذا الفن يتمّ برعاية سامية؛ "لأن الملك كان حريصا على أن يكون لأكاديمية المملكة هذا الغطاء الذي يضم الفنون بجميع أشكالها"، وأحال على الخطب الملكية حول "التراث اللامادي وعلى رأسه الفنون".

كما أشاد عميد الأدب المغربي بتمكّن الكاتب عمر المتيوي من جميع مقتضيات فن الآلة تاريخا وإنشاء وإبداعا، مثيرا حاجة الفنونِ جميعِها إلى أن تُدرَسّ وتُبحَث وينكبّ عليها العلماء المتخصّصون.

وذكر محمد الكتاني، أمير السر المساعد لأكاديمية المملكة المغربية، أن حضور الأكاديمية ليس فقط شهادة أكاديمية على مجهود علمي وفني توَّج سنوات من الدراسة في الموسيقى وضبط تلاوينها وشرح مصطلحاتها، بل يأتي أيضا في إطار عنايتها بالتراث المغربي، سواء كان ملحونا أو آلة، قصدَ "إنجاز مشروع يخلد التراث الفني الوطني بمختلف تجلياته".

وقد يهمك أيضاً :

رئيس الوفد الإماراتي يُؤكّد أنّ مؤتمر الأدباء يُعزِّز ثقافة التسامُح

حلقة نقاشية بعنوان "الأدب العربي وتحديات ترجمته إلى اللغات الأجنبية"