عمان - وفا
شدد وزير الثقافة إيهاب بسيسو على عمق العلاقات الفلسطينية الأردنية على جميع الصعد، ومنها الصعيد الثقافي على مر العقود، مؤكدا أهمية الدور الاردني في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني عبر الثقافة.
وجاءت تصريحات بسيسو في ندوة جمعته وهزاع البراري ممثلا عن وزير الثقافة الأردني السابق عادل الطويسي، وأدارها وزير الثقافة الأردني الأسبق صالح جرار، في قاعة الندوات بارض معرض عمان الدولي للكتاب، الليلة الماضية، تحت عنوان "العلاقات الأردنية الفلسطينية/ التواصل الثقاقي".
وتطرق بسيسو الى الدور الريادي للمبدع الفلسطيني أينما كان، مبرزا دور الثقافة في تعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني على أرضهم والتصدي لسياسات الاحتلال القائمة في هذا المجال على السلب والتزوير، وخاصة في القدس.
كما تحدث عن اهمية التعويل على ما دور المثقف والمبدع الشاب في فلسطين من داخلها وخارجها، مشددا على ان دعم الثقافة والمثقف الفلسطيني وتعزيز صمود فلسطين وشعبها يكون بزيارتها والتفاعل مع آلامها وامالها عن قرب ومن داخلها.
وكان بسيسو بدأ حديثه بالقول: هناك بعض العوامل التي من المهم التطرق إليها لقراءة المشهد الثقافي الفلسطيني الأردني، من بينها عامل الجغرافيا، بحيث أن هذا العامل، وخاصة ما قبل النكبة شكل ممراً للعلاقات الثقافية الفلسطينية الأردنية، وهو ما ينطبق على مصر ولبنان أيضاً، لكن ما حدث في العام 1948 (النكبة) خلق بتراً في مسيرة الثقافة الفلسطينية، وفي الحالة الثقافية بسبب قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 78% من مساحة فلسطين الانتدابية، ما شكل واقعاً سياسياً جديداً ما لبث أن تطور مع حرب حزيران في العام 1967، والتي أدت إلى احتلال كامل فلسطين الانتدابية ما خلق حالة شديدة في المشهد الثقافي الفلسطيني، ولكن على الرغم من ذلك بقي عامل الجغرافيا يلعب دوراً أساسياً في شحذ الهمم، وحالة من الوحدة المعرفية والسياسية، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات على صعيد الإنتاج الثقافي، وعلى صعيد تعميق العلاقات الاجتماعية والاقتصادية.
وأضاف بسيسو: لولا النكبة لربما كان المشهد الثقافي أكثر اختلافاً، وتنوعاً، وتناغماً، وحضوراً، على صعيد العلاقات الفلسطينية .. انهيار المدينة الفلسطينية الذي رافق النكبة، وخاصة حيفا ويافا كحاضنتين أساسيتين للعمل الثقافي، وكذلك دور القدس الثقافي بسبب النكبة وتداعياتها، كان له الأثر البالغ في خلق مساحة بالعمل الثقافي البديل،والذي وفرته المقاومة الفلسطينية في المنافي المختلفة... نحن أمام واقع متغير، لكن على الدوام كانت تشدنا هذه العلاقات المتميزة مع الأردن القائمة على أسس عدة، وايضاً في العلاقات الثقافية الفلسطينية مع عمقها العربي والإنساني، وخاصة في الجانب الإبداعي.
بدوره، استعرض هزاع البراري في كلمته بالنيابة عن وزير الثقافة الأردني السابق عادل الطويسي فصولا اجتماعية وثقافية وسياسية تعكس عمق العلاقات الأردنية الفلسطينية التي تصل حد التوأمة بدءا من تدخل رجالات العشائر الأردنية في نصرة اهل عكا خلال حصار نابليون بونابرت لها والحملة الفرنسية.
وكان وزير الثقافة الأردني الأسبق صلاح جرار قدم دلائل كثيرة على العلاقات المتميزة بين الجانبين على الصعيدين الشعبي والرسمي والثقافي على وجه الخصوص.
وخلص كل من بسيسو والبراري وجرار في الندوة على ضرورة تعزيز العلاقات الأردنية الفلسطينية المتينة، وبخاصة في الجانب الثقافي، حيث أن الفرص مواتية لمزيد من التقدم على هذا الصعيد