القاهرة - فلسطين اليوم
تلقى أزمة ارتفاع سعر الدولار بظلالها على صناعة النشر والكتب فى مصر، وكما تأثرت العديد من السلع الاستهلاكية والمواد التى يستخدمها المواطنون، ارتفعت أسعار الكتب المطبوعة حديثا تأثرا بارتفاع أسعار الدولار، ومن المقرر أن ترتفع مرة أخرى بنسبة ٥٠٪، وبالتالى تواجه الصناعة الراكدة تحديات وصعوبات تضاعف من أزماتها.
وقال محمد رشاد، مدير "الدار المصرية اللبنانية"، ورئيس "اتحاد الناشرين العرب": إن ارتفاع سعر الدولار يؤثر على زيادة أسعار الكتب بشكل كبير، خاصة أن جميع الأدوات المستخدمة فى صناعة الكتب يتم استيرادها من الخارج، وبالتالى تخضع لسعر الدولار الذى شهد ارتفاعا كبيرا من ٨ جنيهات إلى ١٧ جنيها فى البنوك.
وأضاف رئيس "الناشرين العرب" "القرار يسرى على مستلزمات الكتب التى تصنع فى مصر وكذلك الكتب التى يتم استيرادها من الخارج سواء الكتب العربية أو الأجنبية"، معتبرا أن الحل الوحيد لمواجهة الأزمة هو تقليل عدد الكتب التى تتم طباعتها من جانب دور النشر كتعويض عن المرتجعات، فضلا عن الإعفاء أو تقليل الضرائب المفروضة على صناعة الورق.
الناشر عادل المصرى، مدير "دار أطلس للنشر"، ورئيس اتحاد الناشرين المصريين رأى أن ارتفاع الدولار يزيد من تكلفة الكتب بنسبة ٥٠٪، مضيفًا: "مستلزمات الطباعة بأكملها يتم استيرادها من الخارج"، مؤكدا أن الاتحاد سيطالب الحكومة بإعفاء الناشرين من الضرائب، حال استمرار ارتفاع سعر الدولار، حتى يستطيع الناشر مواجهة أزمة تزوير الكتب.
ويوافق "المصرى" فى الرأى، الناشر إسلام عبدالمعطى، مدير دار "روافد للنشر والتوزيع"، الذى يرى أن إعفاء الناشرين من الضرائب أولى خطوات دعم الدولة لصناعة النشر التى تعتبر صناعة راكدة، فالناشر لا يستطيع أن يعوض ارتفاع الأسعار من قبل المستهلك أو القارئ الذى لا يلقى بالا بالكتب، وتعتبر كسلعة ترفهيهة وليست أساسية بالنسبة له، مضيفا: «النشر كصناعة إذا أولت لها الدولة اهتماما ستساهم فى إدخال العملة الصعبة لمصر، من خلال مشاركات دور النشر فى عدد من المعارض العربية أو الدولية".
ويظل تقليل عناوين الكتب المطبوعة من جانب دور النشر هو أحد الحلول المفروضة على الناشرين، فضلا عن ارتفاع أسعار الكتب المطبوعة يجعل الأولوية لأصحاب الكتاب ذات الشهرة الواسعة فى مقابل شباب الكتاب الذين لم يصدر لهم سوى أعمال قليلة أو لم يصدر لهم أى أعمال سابقة.
من ناحية أخرى ينفى الكاتب الشاب محمود عبدالغنى أى تأثير لارتفاع سعر الدولار على دور النشر المصرية، مؤكدا أن دور النشر العربية ستكون صاحبة نصيب الأسد من التأثر والخسارة، مضيفا: "دور النشر المصرية لا تتكلف أموالا كبيرة نظير طباعة الكتاب، حيث إن عددا كبيرا من الكتاب المصريين وخصوصا الشباب يتحملون تكلفة طباعة أعمالهم".
وتابع صاحب رواية "متحف النسيان"، الصادرة عن دار "روافد": "مستلزمات الطباعة يتم استيرادها، ولكن الطباعة فى مصر مقارنة بالدول العربية رخيصة، كما أن بعض الكتاب يحصلون على حقوقهم المادية نسخ من الكتاب»، أما خالد لطفى، مدير مكتبة "تنمية" فيقول: إن ٩٥٪ من الكتب المعروضة بالمكتبة عربية أو مترجمة فى دور نشر عربية، مضيفا: "ارتفاع سعر الدولار أثر على زيادة أسعار الكتب وهو أمر طبيعى، ولكن ما يحدث أن أسعار الدولار غير منتظمة، وبالتالى الكتاب الذى يباع اليوم بسعر ربما يختلف سعره فى اليوم التالى، وهو ما يعرض الموزعين لخسائر، حيث يقومون بشراء الكتب بأسعار قد تكون مرتفعة ولكنهم يضطرون لبيعها بأسعار منخفضة".