الدكتور أيمن بكر

أكد الناقد الأكاديمي المصري الدكتور أيمن بكر صعوبة الوقوف على تاريخ الإبداع السردي الفني على اختلاف أشكاله، فالسرد، على حد قوله، أقرب لأن يكون غريزة منذ كان الإنسان الأول ينقش حكاياته على جدران الكهوف.

وأضاف بكر خلال محاضرة استضافها مختبر السرد الكويتي إنه من الممكن تتبع تاريخ السرد منذ العصر اليوناني، حين كان ضمن أشكال شعرية ملحمية ومسرحية، وحديثا من خلال تتبع الأشكال السردية المعاصرة كالرواية والقصة القصيرة والدراما والكوميكس وأشكال السرد الرقمية، وتلك التي تفرزها وسائل التواصل.

وقال بكر الذي يعمل أستاذا للأدب والنقد بجامعة الخليج بالكويت إن أفلاطون، قدم في نظرية المحاكاة أساسا للإبداع الفني عموما بما يتضمنه من سرد لأحداث.

واستعان بكر بأرسطو ليشير إلى أن العنصر الأهم الذي يشكل التراجيديا هو ترتيب الأحداث، لأن التراجيديا ليست تمثيلا للبشر ولكنها تمثيل لشريحة من الأحداث التي تضم بين جنباتها الحياة بما فيها من سعادة وتعاسة، مشيرا إلى أن الحبكة هي المبدأ الأساس، وإنها روح التراجيديا ثم تأتي بعدها الشخصيات.

وأشار إلى أن التراث العربي لم يهتم بالتحليل السردي، رغم وجود أشكال سردية مهمة كالسيرة والمقامة وكتب المسامرات والليالي، وعلى قمتها ألف ليلة وليلة، وأكد أن البلاغيين والنقاد العرب في عصور ازدهار الحضارة كانوا أخلص للشعر الغنائي بوصفه منبع التقاليد الأدبية، في مقابل إهمال السرد التخييلي، بل والتعامل معه بازدراء بوصفه نوعا من الكذب.

ورأى أن النظرية السردية التي طورها الفرنسيون هي جزء عضوي من الفكر البنيوي الذي رغم منجزه المهم في النقد عموما، يعبر عن أزمة في الوعي الغربي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية، وان البنيوية في جانب منها هي انعكاس مباشر لفقدان اليقين، ولبحث الإنسان الغربي عنه، بعد أن خاض حربين عالميتين أودتا بعشرات الملايين، ومن قبلهما مارس عدوانا كونيا على الدنيا كلها في الفترة الاستعمارية.

وذكر بكر أن النمط التحليلي يتسبب في إشكاليتين؛ الأولى: الانفصال الحاد عن الثقافة المحيطة، والثانية: التجانس المفروض على البنية السردية بما يضيق آفاق التجريب أمام الكاتب والناقد معا.