غزة ـ فلسطين اليوم
كشف لقاء ثقافي عقد الليلة في مدينة غزة، عن أن الكتابة عن هموم الناس هي الكتابة الناجحة، وأن محاولة إعادة إنتاج الحياة الفلسطينية، تتحقق باستنزاف الطاقات الإنسانية الكامنة فيها.
ونظم مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق، لقاءً ثقافيًا بعنوان "شهادة في التجربة الأدبية" مع الكاتب والروائي غريب عسقلاني (إبراهيم الزنط) في قاعة المركز.
وجاء اللقاء، ضمن أيام القدس الثقافية التي ينظمها المركز خلال تشرين الثاني/نوفمبر، نصرة للقدس وثوابتنا الوطنية تحت عنوان "الثقافة في نصرة القدس"، بحضور نخبة من الكتاب والأدباء والشعراء والأكاديميين والمهتمين الشأن الثقافي.
وأوضح مدير عام مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق الكاتب والباحث ناهض زقوت ان هذا اللقاء المتجدد بكاتب متميز في المشهد الثقافي الفلسطيني، فهو من أوائل الكتاب مع نخبة من الكتاب في قطاع غزة شكلوا المشهد الثقافي والأدبي في قطاع غزة منذ السبعينات، وعمقوا هذا المشهد بكتاباتهم وإبداعاتهم الأدبية حيث صدرت أول رواية للروائي غريب عسقلاني بعنوان "الطوق" في عام 1979، وتواصل مع الإبداع حتى صدر له (12) رواية، و(7) مجموعات قصصية، بالإضافة إلى العديد من الأعمال الأدبية المشتركة.
وأكد الكاتب زقوت أن اللقاء "شهادة في التجربة الأدبية" هو لقاء سيتجدد كل شهر مع كتابنا في قطاع غزة الذين لهم تجربة كبيرة في الكتابة والإبداع الأدبي والثقافي، ليتحدثوا عن تجربتهم الأدبية والإبداعية الذي أرسى لقواعد الحياة الثقافية في قطاع غزة.
وتحدث الكاتب غريب عسقلاني عن تجربته الأدبية قائلا: إنه من مواليد مدينة المجدل في عام 1948، وهاجر مع أسرته إلى قطاع غزة وهو مازال طفلا رضيعا، حاصل على بكالوريوس في الاقتصاد الزراعي من جامعة الإسكندرية عام 1969، ودبلوم دراسات عليا من معهد البحوث والدراسات الإسلامية عام 1983، وعمل مهندسا في مشروع سد الفرات في سوريا في الفترة من 1970 وحتى 1974.
وأشار عسقلاني الى أنه في هذه الفترة تفتحت مداركه على الإبداع الأدبي وقد تأثر بالكاتب السوري عبد السلام العجيلي وتعلم منه أن الكتابة عن هموم الناس هي الكتابة الناجحة، لهذا اعتبر أن كتاباته تعبر عن مسيرة الشعب الفلسطيني دون ترتيب زمني، فهو منذ بدايات تجربته الأدبية التصق بالمخيم وبهموم اللاجئين وحياتهم ومعيشتهم، فكتب عن كل القضايا المرتبطة بهم سواء في الرواية أو القصة القصيرة.
ونوه إلى أسماء العديد من الكتاب الذين شاركوه في إرساء المشهد الأدبي في القطاع في السبعينات، أمثال عبد الله تايه، والمرحوم محمد أيوب، والمرحوم زكي العيلة، ومحمد صبحي حمدان، وعمر حمش وغيرهم.
وأكد تشابه التجربة الأدبية بينهم من حيث المضامين في ذلك الوقت لان هدفهم كان خلق ثقافة مقاومة تدفع الناس إلى الصمود وتحدي الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، وانه بعد عودته إلى القطاع في منتصف السبعينات عمل في سلك التعليم حتى قيام السلطة الفلسطينية، ليلتحق بإحدى مؤسساتها وهي وزارة الثقافة ليعمل مديرا للإبداع الأدبي وناطقا إعلاميا لمعرض فلسطين الدولي للكتاب، ومديرا لدائرة الإعلام الثقافي.
وشارك من خلال عمله في المجال الأدبي والثقافة والكتابة في العديد من الفعاليات الثقافية داخل فلسطين وخارجها، أهمها موسم ربيع الثقافة الفلسطينية في باريس عام 1997.
وأكد الروائي والقاص عسقلاني انه يستلهم في كتاباته روح الشعب الفلسطيني من خلال معاناته، ويحاول إعادة إنتاج الحياة الفلسطينية باستنزاف الطاقات الإنسانية الكامنة فيها، مستفيدا من أدوات القص الحديثة، ويتكئ على مخزون معرفي وعلمي يوظفه في كتاباته الروائية والقصصية.