نيويورك ـ أ.ف.ب
تستخدم شركة أبل جميع متاجرها في شتى أرجاء العالم كفصول دراسية مؤقتة هذا الأسبوع لتعليم برمجة أجهزة الكمبيوتر.
وتستعين الشركة بمتاجرها، وعددها 468 متجرا، لتقديم دورات تدريبية في إطار حملتها السنوية التي تطلق عليها "ساعة برمجة".
وقال كرايغ فيديرغي، أحد كبار المديرين التنفيذين في أبل، إنه يرغب في "إلهاب حماس" المتعلمين من الشباب، فضلا عن رغبته في تبديد صورة العبقرية المكوّنة عن مبرمجي الكمبيوتر "المتفردين"، قائلا "إنها (البرمجة) وسيلة ابتكارية رائعة، لا تختلف عن الموسيقى".
وتعد "ساعة برمجة" حملة عالمية تتيح للمستخدمين دروسا تمهيدية في مجال برمجة الكمبيوتر.
وتطبق الحملة في نحو 180 دولة، تدعمها شركات التكنولوجيا والحكومات الوطنية، ويذكر أن أكثر من 100 مليون شخص استفادوا منها العام الماضي.
ويدعم الحملة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إلى جانب شخصيات بارزة في مجال التكنولوجيا مثل، بيل غيتس، وسير ريتشارد برانسون وممثلو شركات مايكروسوفت وغوغل وفيسبوك وأمازون.
كما تتيح الشركة المنتجة للعبة "ماين كرافت" الحاسوبية دورة تدريبية خاصة في إطار الحملة.
وتدعم شركة أبل الحملة هذا العام من خلال حلقات عمل لتعليم البرمجة ومحادثات من الشركات المطورة ودورات تدريبية ينظمها مهندسو البرمجيات.
ويقول فيديريغني إنه نظرا لأن الحياة الحديثة غارقة في التكنولوجيا الرقمية، أصبح فهم لغة الكمبيوتر شكلا ضروريا من أشكال التعلم.
وأضاف : " هذه الأجهزة أصبحت جزءا من حياتنا، فكلنا يملك نوعا من أنواع الكمبيوتر في أي مكان يذهب إليه، لذا أصبحت القدرة على خلق هذه الوسيلة أساسية تماما مثل القدرة على الكتابة".
وقال فيديرغني، نائب رئيس هندسة البرمجيات في آبل، إنه بدأ تجربة على البرمجة عندما كان في سن العاشرة.
وأضاف : "كانت اللحظة الأولى التي أدركت فيها استطاعتي إدخال بعض الأوامر في الكمبيوتر وخلق شئ منها بمثابة الإلهام".
وقال إن البرمجة يجب اعتبارها بمثابة "لغة وطريقة تفكير".
ونظرا لكون الكثير من الشباب يتمتعون بإمكانية كبيرة تتعلق باستخدام أجهزة الكمبيوتر، فإن القدرة على برمجة هذه الأجهزة تعد "المرحلة الثانية للتعلم"، على حد قوله.
لكنه قال إن ثمة مشكلة ، موضحا أن "الناس تكوّنت لديهم فكرة صورة عن البرمجة أشبه بشئ متفرد وتقني للغاية.
لكن البرمجة مهنة من بين المهن التي تتسم بقدر عال من الإبداعية والتعبير والاجتماعية".
وأضاف : "إنها وسيلة إبتكارية رائعة لا تختلف عن الموسيقى، وثمة انسابية بين الناس بشأن تحديد من هو مبرمج ومن هو موسيقي".
ويقول فيديريغي إنه يرغب من استخدام سلسلة معارض آبل العالمية كقواعد تدريب وتعليم.
وأضاف أن الجذور الأولى لأبل كانت ترتبط بالتعليم، واليوم أصبحت تكنولوجيا الكمبيوتر جزءا من نطاق الفصول الدراسية.
ويقول إنه من الصعب التنبؤ بالمرحلة التالية الخاصة بطريقة استخدام الطلبة للتكنولوجيا الرقمية، ومتى "يتحرك الشباب بسلاسة بين مختلف أنواع الأجهزة".
لكن هناك بعض الانتقادات الموجهة للتكنولوجيا في التعليم، من بينها تقرير رئيسي من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يبرز عدم وجود علاقة بين المليارات التي تنفق على التكنولوجيا التعليمية وأي تحسين في النتائج.
ويضيف فيديرغي : "لا أشك في قيمة التكنولوجيا في تأجيج العقول الشابة".
وقال : " مثلها كمثل أي أداة أخرى، إذا طرحتها داخل الفصل الدراسي، دون التفكير في تحقيق أفضل استفادة من هذه الأداة، وتجربة طرق قديمة باستخدام تكنولوجيا جديدة على المكتب، فلن تجدي على الإطلاق".
وأضاف: " بل تصبح التكنولوجيا حال تطبيقها بطريقة دقيقة بمثابة ظاهرة".