مسبار " فيلة "

يعيش علماء الوكالة الأوروبية للفضاء أوقاتا حرجة في انتظار حصولهم على معلومات جديدة قبل أن يطمئنوا بأن مسبار " فيلة " الذي انزلوه على مذنب قد استقر في مكانه.

وقد شكل هبوط المسبار مساء أمس الاربعاء على المذنب الذي يبعد عن الأرض بحوالي نصف مليار كيلومتر إنجازا لا يضاهيه إلا نزول أول انسان على سطح القمر.

وتمكن المسبار الفضائي "فيلة" من الهبوط على النيزك "شيرموف جيراسمينكو" وذلك بعد انطلاقه من سفينة الفضاء روزيتا التابعة للاتحاد الأوروبي والتي حلقت لبرهة فوق النيزك.

وتعد هذه المرة الأولى في تاريخ البشرية التي يتمكن الإنسان فيها من انزال مسبار على سطح أحد النيازك.

وأرسل المسبار أول اشاراته الى غرفة التحكم في " دارمشتاد " في ألمانيا ليبدأ في نقل الصور والبيانات من فوق سطح المذنب الثلجي والذي جاء من خارج المجموعة الشمسية.

ولكن عملية الهبوط واجهتها بعض الصعوبات إذ لم تنطلق "الرماح" الخاصة بتثبيتها على سطح المذنب.

وقال مدير برنامج فيلة ستيفان اولاميتش "لم يثبت المسبار على سطح المذنب، ولا ندري بعد ما حصل بشكل كامل." وتتكون المذنبات في اجزاء بعيدة من الفضاء ثم تقترب من المجموعة الشمسية، بسبب جاذبية الشمس وتدور حولها قبل أن تعود الى خارج المجموعة الشمسية مرة أخرى، اذا لم تختف بشكل كامل في رحلتها نحو الشمس.

وقال جان جاك دوردان رئيس فريق تسيير المسبار في غرفة التحكم ،"فيلة يتحدث الينا ونحن الآن فوق سطح المذنب".

ومن المفترض أن تفيد البيانات والصور التي يرسلها فيلة في فهم طبيعة وتكوين النيزك.

ويأمل الباحثون ان تحوي البيانات التي سيحصلون عليها من فيلة مما يساعدهم في فهم طبيعة تشكل المجموعة الشمسية قبل نحو 5 مليارات سنة.

ويمكن لهذه العينات أن تكشف كيف تشكلت الارض والكواكب الأخرى لأن المذنبات هي مخلفات نتجت عن تشكل المجموعة الشمسية.

ويعتقد العلماء أن المذنبات قد تكون مسؤولة عن جلب جزء كبير من المياه التي تمتلئ بها المحيطات الآن.