يطلق على المحرك اسم المحرك الكبير بمروحة بقطر 11 قدم داخل قناة بعمق 18 قدم وعرض 12 قدم

استطاعت شركة جنرال الكتريك للطيران أن تطور محرك جديد تتباهى به سيجلب عمالقة صناعة الطيران مثل شاكيل أونيل و كوبي براينت، ويطلق عليه اسم أكبر محرك طائرة في العالم جي ايه 9 اكس مع مراوح أمامية تمتد في دائرة قطرها 11 قدم، في قناة بطول 18 قدم وعرض 12 قدم، ويستطيع أن يولد قوة دفع تقدر بحوالي 100 ألف باوند. وتعتبر كل هذه الأرقام قياسية في محرك طائرة يكفي لتشغيل طائرة بوينغ 777 اكس، ويجرى اختباره حاليا في معسكر لجنرال الكترك للمحركات بالقرب من بيبلز بولاية أوهايو.

ويكون اختبار هذا المحرك خطوة حاسمة في تطوير أسرة الطائرات الجديدة 777 اكس وهي نسخة جديدة من طائرات 777 ذات طابقين تتسع لحوالي 406 مقعد وستدخل الخدمة في عام 2020، وطلبت بوينغ من الشركة خصيصا أن تطور لها محرك يكفي لتشغيل الطائرة الجديدة والتي طلبتها مجموعة من الخطوط الجوية العالمية مثل طيران الامارات ولفتهانزا والخطوط الجوية القطرية.

وتلقت الشركة أكثر من 700 طلب للمحركات التي تقدر بحوالي 29 مليون دولار، وسيتكون المحرك من أجزاء مصنوعة من مواد مقاومة للحرارة خفيفة الوزن وفائقة القوة مثل السيراميك الذي يعمل على درجة حرارة تصل الى 2400 درجة فهرنهايت، ويسمح هذا المحرك للمهندسين بالحفاظ على الحرارة داخله، دون الحاجة الى حرق المزيد من الوقود مؤدية الى المزيد من الانبعاثات، وصرح الرئيس التنفيذي لشركة جنيرال الكتريك ريك كنيدي  في بيان صدر مؤخرا " كلما زادت حرارة المحرك، كان اكثر كفاءة، واستطاع مهندسونا خلق أشكال أكثر تعقيدا والتي كانت في السابق مستحيلة من بنيها فوهات الوقود والانفاق والكهوف السرية داخل جسم المحرك، واستطاعوا أن يحددوا طريقة لتحرك الوقود من خلال فوهة داخل غرفة الاحتراق."

ويعتبر أكبر محرك مروحي اليوم هو ذلك الذي تنتجه شركة رولز رويس المنافس الرئيسي لجنرال الكتريك، وهو محرك ترينت اكس دبليو بي 97 المروحي ذو الثلاثة مراوح كل مروحة بقطر 10 قدم، يستطيع ان يولد قوة دفع تصل في 97 ألف باوند. ويجري تطوير هذا المحرك من أجل طائرة ايرباص ايه 350 دريملاينر بعيدة المدى وتم بالفعل اختباره عليها، وتنتج شركة جينرال الكتريك بنفسها محرك جيه ايه 90 بمراوح بقطر 11 قدم يولد قوة تصل الى 93700 باوند، يستخدم حاليا لطائرة بوينج 777، ويحتوي المحرك الجديد على 16 ريشة من ألياف الكربون من الجيل الرابع لهذه التقنية موضوعة في مقدمة المحرك والمسئولة عن تغذية الهواء في مرحلة الضغط العالي في المرحلة 11، ووفقا للشركة لا يوجد محرك تجاري اخر لديه قدرة على التموين على ضغط 27:1، وأضاف المهندسون أيضا خزان وقود رابع للمحرك لضمان ألا ينفذ وقوده.

وأشار مدير المصنع لشركة جنرال الكتريك بريان ديبيرن " نحن نسعى لتطوير رافعات المحركات والناقلات للتعامل مع جي ايه 9 اكس ونسعى لتعديل جدار بنيته لتطوير أدائه العام." وتعتبر هذه المرة الأولى للشركة تصنع فيه محرك بأكمله، وقد أجرت الاختبارات على قطعه الفردية لسنوات. وأوضح مسؤول المشروع تشاك جاكسون " نظرا لكمية التقنيات الجديدة في جيه ايه 9 اكس، خططنا لبرنامج اختبارات بشكل مختلف، فهناك اختبارات مبكرة لتصميم والتصنيع سمحت لنا بالتعرف على المنتج وإجراء أفضل التحسينات أولا بأول"، واستثمرت الشركة 10 ملايين دولار لإعداد عملية اختبار بيبلز من أجل اختبار أكبر محرك في العالم، وبالرغم من ان ينتج 100 ألف باوند من القوة الدافعة إلا أن سلفه جيه ايه 90-115 بي صاحب أعلى رقم مع 127 ألف باوند من القوة الدافعة.

وبدأت المرحلة الأولى من اختبارات جيه أيه 9 اكس الشهر الماضي وستستمر لعدة أشهر قادمة من اجل تحقيق أفضل خصائص ديناميكية وهوائية وحرارية وميكانيكية للمحرك، وتمتلك الشركة سمعة طويلة في مجال المحركات الاوائل، فهي بنت أول محرك لطائرة امريكية عام 1942، وكان المحرك جيه 31 النفاث، واستطاع هذا المحرك انتاج 1650 باوند من القوة الدافعة فيما كان وزنه يصل الى 850 باوند مع عزم دوران 16500 دورة في الدقيقة، ويعتبر هذا المحرك نسخة امريكية للمحرك البريطاني يتل وحملته الطائرة الأمريكية بيل اكس بيه 59 ايه ايركوميت واستخدم نسخة متطورة منه في طائرات بيه 59 ايه و بيه 59 بيز.