لندن ـ كاتيا حداد
زعم الباحثون أنَّ رحلات الفضاء ربما تكون مرتبطة بسرعة نمو وشيخوخة الجهاز المناعي، ومن المعروف أنَّ الرحلات الفضائية الطويلة يكون لها آثار ضارة على الجسم البشري، بما في ذلك العضلات والعظام.
لكن الآن يبدو أنَّ البعثات البشرية التي تسافر إلى المريخ ستحتاج إلى تطوير طرق مواجهة الآثار السلبية للسفر على جهاز المناعة؛ من أجل الحفاظ على الحالة الصحية للطاقم.
وأجريت دراسة نشرت في مجلة "اتحاد الجمعيات الأمريكية للبيولوجيا التجريبية" (FASEB)، من قِبل العديد من المؤسسات الفرنسية بما في ذلك جامعة لورين في فاندوفر ليه نانسي.
يذكر أنَّ فريق البحث استخدم نموذجًا قائمًا على أرض الواقع، والذي يطبق بعض آثار رحلات الفضاء على الفئران، وهذا النموذج يقوم على تعليق الساقين الخلفية للفئران في الهواء، في حين تبقى أرجلها الأمامية على الأرض.
وعلقت مجموعات الدراسة ثلاثة فئران لمدة 3 و6 و13 و21 يومًا لاختبار آثار الجاذبية عليهم.
كما حلل العلماء العظام والخلايا، التي من شأنها أنَّ تلد الخلايا الليمفاوية B في نخاع عظام الفئران الشابة، في الفئران الكبيرة التي تعرضت لتعليق ساقيها لمدة 3 أسابيع.
من المعروف أنَّ الخلايا الليمفاوية B، وتسمى أيضًا خلايا B، واحدة من الأجزاء الرئيسية للجهاز المناعي البشري.
كما وجد الباحثون أنَّ الفئران في ظروف الجاذبية، تكون الخلايا الليمفاوية B في نخاع عظامهم مماثلة لتلك التي في الفئران المسنة التي تعيش في ظروف الأرض، ونفس الآثار يمكن أنَّ تكون موجودة في البشر.
وبالرغم من أنَّ آثار الرحلات الفضائية على جهاز المناعة البشري كانت معروفة من قبل، إلا أنَّ هذه الدراسة هي الأولى التي تشير إلى أنَّ مثل هذا النموذج، الذي يقوم بتعليق الساقين الخلفية للفئران في الهواء، في حين تبقى أرجلها الأمامية على الأرض، يمكن أنَّ يكون مفيد في فهم أشياء أكثر من ذلك.
فيما أكد الباحثون أيضًا أنَّ نموذجهم يمكن أنَّ يستخدم لاختبار أو تطوير الجزيئات والمركبات التي يمكن أنَّ تحسن الاستجابات المناعية عند رواد الفضاء.
كما صرَّح الباحث في جامعة لورين في فاندوفر ليه نانسي في فرنسا، الدكتور جان بول فريبيت، بأنَّ هذا النموذج لا يستخدم فقط لتطوير الجزيئات والمركبات، التي يمكن أنَّ تحسن الاستجابات المناعية عند رواد الفضاء، بل أيضًا لكبار السن وطريح الفراش على الأرض.
وأضاف محرر في مجلة اتحاد الجمعيات الأميركية، الدكتور جيرالد وايزمان، أنَّ السفر للمريخ يعد مهمة كبيرة، الأمر الذي يتطلب مساهمات من كل تخصص علمي تقريبًا.
يقيم رائد الفضاء في ناسا، سكوت كيلي وروسكوزموس، في آذار/ مارس من هذا العام، لمدة عام على متن مركبة فضاء دولية، وذلك للمرة الأولى.
كما تم تصميم هذه المهمة لنرى كيف يمكن لرواد الفضاء البقاء لفترات طويلة في الفضاء، وكان الأطقم سابقًا يقضون على متن المركبة الفضائية مدة أقصاها ستة أشهر ثم يعودون إلى الأرض.
وسيتم دراسة آثار رحلات الفضاء الطويلة على جهاز المناعة خلال هذه المهمة، بالإضافة إلى جوانب أخرى من البيولوجيا البشرية مثل كيمياء الجسم والقلب.
لكن هذه المهمة لن تكسر الرقم القياسي لأطول رحلة في الفضاء، والتي كانت 437 يومًا للروسي فاليري بولياكوف على متن محطة الفضاء "مير" في العام 1994-1995، فقط بل أنها ستقدم أيضًا معلومات وبيانات لا تقدر بثمن.
كما يعد النموذج الذي يقوم على تعليق الساقين الخلفية للفئران في الهواء، في حين تبقى أرجلها الأمامية على الأرض واحدًا من أحدث الطرق لجمع بيانات لهذه المهمة.