لندن - ماريا طبرانيا
حذّر خبراء من أن تؤثر ظاهرة كسوف الشمس على حياة قائدي السيارات، أو تعرضهم لخطر الحوادث بسبب تشتت تركيزهم، إذ يعد الحدث من اللحظات الفلكية النادرة عمومًا، كما أنها المرة الأولى التي يحدث فيها مشهد فلكي خلال ساعات الذروة في بريطانيا.
وأوضح باحثون أن القمر سيظهر أمام الشمس خلال النهار، ويلقي بظلاله على الأرض، مشيرين إلى أن نسبة من الشمس التي سيغطيها القمر أثناء الكسوف، ستكون أعلى في الشمال في المملكة المتحدة، كما أن الكسوف سيحدث بنسبة 84 % في لندن، و89 % في مانشستر و94 % في غلاسكو وأبردين وإدنبرة.
وأوضح الباحثون الفلكيون أنه يمكن رؤية الكسوف الكامل، في جزر "شتلاند"، وتحديدًا في "يرويك"، ويختلف التوقيت في عدد من المدن، ففي لندن يبدأ الكسوف الجزئي، عندما يبدأ القمر بلمس حافة الشمس في الثامنة وأربع وعشرين دقيقة صباحًا، وسيبلغ ذروته في التاسعة والنصف صباحًا، وستكون هذه هي النقطة التي يكون فيها القمر أقرب إلى مركز الشمس, وفي حلول الساعة العاشرين والأربعين دقيقة، يغادر القمر حافة الشمس وينتهي الكسوف الجزئي.
وستظلم السماء في أي مكان يتجاوز الحد الأقصى للتعمية والتي تمثل نسبة 95%، في شمال غرب اسكتلندا وهبريدس ووجزر شيتلاند، وهذا يعني أن السائقين في هذه الأماكن سيضطرون إلى تشغيل المصابيح الأمامية الخاصة بهم.
وصَّح المتحدث باسم مركز النشاط الإقليمي, سايمون وليامز, أن "الخطر الأكبر للكسوف من وجهة نظر سائق السيارة سيكون الإلهاء فضلًا عن الظلام"., وأضاف أن السبب الرئيسي لحوادث الطريق يتمثل في الإلهاء وكان عاملًا مساهمًا في 23% من الحوادث المميتة في عام 2013.
وتابع "من الضروري أن يحافظ السائقون في ساعة الذروة على التركيز الجيد على الطريق بدلًا من إغراء النظر إلى مشهد القمر الذي يحجب الشمس، وبالتالي عدم التركيز بشكل كامل على ما يجري من حولهم, وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى عمي مؤقت نتيجة للنظر لأشعة الشمس الساطعة قبل الكسوف".
وسيلعب الطقس دورًا بارزًا في هذا اليوم، فالكسوف يكون أكثر مأساوية، وبالتالي قد يشكل إلهاء أكبر لسائقي السيارات, وأفضل نصيحة هي مشاهدة الكسوف من مكان آمن أو مشاهدته في الأخبار بعد ذلك.
ونصحت وكالة الطرق السريعة مستخدمي الطريق، بالقيادة بعناية وضبط السرعة، تمامًا كما يفعلون في أحوال الطقس أو الطرق غير المألوفة.
ودعت مؤسسات مثل جمعية علم الفلك الشعبية "SPA" والمجتمع الملكي الفلكي، الناس إلى مشاهدة الحدث بسلام، وذلك باستخدام نظارات خاصة أو كاميرات ذات ثقب، على سبيل المثال، ونشرت النصائح والإرشادات.
وبيّن الباحث الفلكي في مرصد "غرينتش" الملكي, توم كيريس: أن "القمر أصغر من الأرض، وبعيدًا جدًا، فالظل الذي يلقيه بشكل صحيح يقدر فقط بحوالي 100 ميل، وسيقضي معظم وقته في إظلام شمال المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي.
وأضاف "إذا كان الطقس صافيًا, فالمراقبون على سفالبارد وجزر فارو يجب أن يشهدوا 3 دقائق تقريبًا من الظلام الاستثنائي خلال النهار, وما هو أكثر، أن الحضيض القمري وهو الوقت الذي يصبح فيه القمر أقرب للأرض سيحدث في المساء قبل الكسوف".
وتابع "ظل القمر سيكون أكبر قليلًا في هذا المشهد، فقد يبدو أغمق قليلًا، ولكن في الواقع أعتقد أن هذا سيكون من الصعب أن يحدد، حتى من قبل مطاردي الكسوف من ذوي الخبرة, ومع ذلك، فإنه من الجميل أن يكون القمر عملاقا، فتساوي الليل والنهار والكسوف سيحدثان معًا في اليوم ذاته, وهما يستحقان أن نلقي نظرة لنرى اثنين من الهيئات الفلكية الأكثر أهمية في حياتنا، ونشهد آخر كسوف يغطي الكثير من شمس أوروبا على مدار أكثر من عقد من الزمان".