لندن - فلسطين اليوم
تواصل تقنيات الذكاء الصناعي التمدد في مجالات جديدة كالرعاية الصحية وصناعة الأدوية، إذ من المنتظر أن تحدث ثورة حقيقية، فعلى سبيل المثال ستبدأ هذه التقنيات في المساعدة في عمليات تشخيص المرضى والاستفادة من كميات المعطيات الطبية الهائلة والتي يتعذر تحليلها واستخلاص معلومات منها، وهو ما سيمكّن من فهم أكثر عمقا للحالات المرضية وزيادة في دقة تشخيص الأمراض.
من ناحية أخرى، ستساعد تقنيات الذكاء الصناعي على فهم صور الأشعة والتحاليل الطبية للمرضى التي يقومون بها وتوجيههم إلى طبيب الاختصاص المناسب بناء على مجموعة من الأسئلة التي ستطرحها هذه الأجهزة على المريض. كما ستحفظ هذه الأجهزة جميع المعلومات المتعلقة بالأمراض والأعراض التي أصابت المريض، وتجمع معلومات كان من الصعب الوصول إليها عند تصفح ملفه الطبي الورقي.
الاتصالات الذكية
سيشهد مجال الاتصالات اللاسلكية خلال العام 2018 تطورا هاما بفضل الذكاء الصناعي والواقع المعزز والتقنيات البيومترية واستخدام الواجهات الصوتية وبداية اختبارات الجيل الخامس للأنظمة اللاسلكية (5جي)، وستجري أهم التجارب للجيل الخامس خلال شهر فبراير/شباط المقبلة في مدينة بيونغ شانغ في كوريا الجنوبية بمناسبة الألعاب الأولمبية الشتوية، ومن المنتظر إجراء تجارب في بعض المدن الأميركية رغم أن الهواتف الذكية التي ستدعم هذه التقنية لن تكون متوفرة خلال العام الحالي.
من المنتظر كذلك أن يتطور خلال السنة الجديدة استخدام السلامة البيومترية التي تعتمد على إحدى الخصائص البيولوجية للفرد في الأجهزة الذكية. وتعتبر البصمة أقدم الوسائل المستعملة في هذا المجال، لكن السنة الماضية شهدت كذلك استخدام خاصية التعرّف على الوجه لتأمين أجهزة الهواتف الذكية كجهاز "آيفون إكس" وبعض أجهزة "سامسونغ" التي تتيح إلى جانب ذلك خاصية التعرف على “بصمة العين".
ويسعى العملاق الكوري كذلك للحصول على براءة اختراع نظام للتعرف على “بصمة ” راحة اليد، وهو ما يوّسع دائرة الخاصيات البيولوجية التي يمكن استخدامها للتعرف على هويات الأشخاص. ويتوقع الخبراء أن تبلغ نسبة الهواتف الذكية التي تستخدم التقنيات البيومترية حوالي 89% من جملة الهواتف التي ستطرح في السوق خلال السنتين القادمتين.
الواجهات الصوتية
ويقول الخبراء إن عام 2018 سيكون عام واجهة المستخدم الصوتية التي ستحل محل الواجهة الرسومية السائدة حاليا في معظم البرمجيات الإعلامية. وستمكن هذه الواجهة من التفاعل بين الإنسان والآلة عبر منصة صوتية لتشغيل خدمة أو إيقافها أو تعديلها.
وهي بذلك واجهة للتحكم في الآلة بواسطة الصوت عوض الأزرار أو الأوامر النصية أو الرسومية، وهو أمر كان محض خيال قبل سنوات قليلة. وتسعى الكثير من الشركات التي اكتسبت مهارة في هذا المجال إلى تصميم واجهات صوتية للتطبيقات الجديدة بالاعتماد على تقنيات الذكاء الصناعي.
نترنت الأشياء
سيشهد العام تطورًا هامًا في مجال سلامة انترنت الأشياء. فهذه الشبكة متحولة وتتمدد بسرعة كبيرة لتصل الأشياء ببعضها وتجعلها تتبادل المعلومات. وقد ظهرت في السنوات الماضية نقاط ضعف فادحة فيما يخص السلامة. ويتوقع الخبراء أن يشهد العالم نوعا من التسابق بين شركات السلامة المعلوماتية لسد الثغرات الأمنية على الشبكة.
من المنتظر أن يشهد عام 2018 انتشار تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي والواقع المختلط في الهواتف الذكية. وستعمل هذه التقنيات على تغيير نظرة الناس إلى العالم الرقمي وكيفية التعامل معه. وسيحدث استخدامها على منصات المحادثة تحولا أساسيا في تجربة المستخدم نحو تجربة غير مرئية.
الطائرات من دون طيار الذكية
من المنتظر أن تشهد صناعة الطائرات من دون طيار الموجهة (درون) نموًا هامًا بعد أن تحولت خلال السنتين الأخيرتين من مجرد لعبة مسلية إلى أداة لتقديم الخدمات ونقل البضائع الخفيفة ثم إلى أداة صناعية، فعلى سبيل المثال ستصبح الطائرات المُسيَّرة بفضل الذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء وأنظمة المراقبة الذكية المرتبطة بنظام تحديد المواقع (جي بي إس)، إحدى الوسائل الفعالة لمراقبة شبكات نقل الكهرباء عن بعد والتدخل لإزالة الأجسام العالقة بها التي يمكن أن تسبب في انقطاع الكهرباء.
نحو الذكاء التعاوني
يتوقع الخبراء مع انتشار الأشياء الذكية أن يشهد العام الجديد تحولا من طور الأشياء الذكية بذاتها (ذكاء منفرد) إلى طور الذكاء الجماعي أو التعاوني لمجموعة من الأشياء الذكية، وستعمل في هذا النموذج أجهزة متعددة معا، إما بشكل مستقل وإما مع مدخلات بشرية. وقد بدأ التفكير في استخدام هذه التقنيات في المجال العسكري لاستخدام أسراب طائرات من دون طيار تتبادل المعلومات فيما بينها وتحللها لتنفيذ خطة هجوم على هدف محدد أو الدفاع عن موقع عسكري.
روبوتات اجتماعية
لقد فُتن الإنسان بالروبوتات على اختلاف أنواعها، لذلك من المتوقع أن تشهد السنة الجديدة انتشار ما تسمى الروبوتات المرافقة، وهي تختلف عن تلك الموجودة اليوم في المنازل للعب، أو للقيام بمهام معينة، وتتميز الروبوتات الاجتماعية بتعدد مهامها التي تتمحور حول تقديم المساعدة المباشرة للإنسان ومرافقته، كالتذكير بوقت تناول الدواء للأشخاص المرضى وقراءة قصة للأطفال قبل النوم.
هذه التوقعات وغيرها تدفع بعض الخبراء إلى الاعتقاد بأن علاقة جديدة ستتشكل بين الإنسان والآلة بفضل الذكاء الصناعي يطلق عليها “علاقة تكافلية” تمتلك بعض العناصر الخصوصية لعلاقة الانسان بالإنسان. إذ لن تكتفي هذه الآلات بمساعدة البشر على إنجاز مهام مختلفة، بل ستكون قادرة على إبداء “رأيها” واتخاذ قرارات بناء على ما تستخلصه من استنتاجات وما تتعلمه من التجارب السابقة.
بيانات كونية
قد يقلّ غموض التدفق الراديوي السريع كثيرًا عندما تبدأ التجربة الكندية لقياس كثافة الهيدروجين (CHIME) في العمل بكامل طاقتها هذا العام. ويأمل علماء الفلك في استخدام هذه التجربة؛ لرصد العشرات من هذه الظواهر يوميًا؛ لزيادة الحصيلة الحالية لما رُصِد منها، التي تبلغ إجمالًا بضع عشرات فقط. وفي شهر إبريل، سينقضّ علماء الفلك على مجموعة البيانات الثانية القادمة من مهمة “جايا” Gaia، التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، التي ستكشف موضع وحركة ما يزيد على مليار نجمة في درب التبانة. وقد تساعد البيانات على تحسين فَهْمنا للتكوين الحلزوني للمجرّة.
الأميركيون القدماء
ربما تساعد النتائج، التي يُتَوَقَّع أن يتوصل إليها عدد كبير من دراسات الجينوم القديم في عام 2018، على تفسير كيفية انتشار البشر عبر الأميركتين. ويتطلع العلماء إلى تضييق نطاق التقديرات الخاصة بوقت انتشار البشر في المنطقة، الذي بدأ قبل 15 ألف عام تقريبًا، وطريقة ذلك الانتشار، كما يتطلع العلماء إلى تحديد توقيتات الهجرات اللاحقة، ومساراتها. وربما تساعد الدراسات أيضًا على تفسير التنوع الوراثي الذي نلحظه في مجتمعات الأميركيين الأصليين اليوم.
تجديد وحدات القياس العلمية
بعد عقود من العمل، سوف تنطلق إشارة البدء لإعادة تعريف أربع وحدات قياس في وقت لاحق من عام 2018. وسوف يصوِّت مبعوثون من 58 دولة في المؤتمر العام للأوزان والمقاييس، الذي سوف يُعقد في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، على اعتماد تعريفات جديدة لوحدات الأمبير، والكيلوغرام، وكلفن، والمول. وسوف تستند هذه التعريفات إلى قيم دقيقة لثوابت أساسية، بدلًا من الاستناد إلى التعريفات التقديرية، أو الموجَزة. وفي حال الموافقة على التغييرات، فإنها سوف تُفَعَّل في شهر مايو/أيار من عام 2019.