صواريخ "جو جو"

كشفت كلٌ من الصين وروسيا، الشهر الماضي، عن تجارب ناجحة لإطلاق صواريخ "جو جو" عالية السرعة يمكنها تدمير أهدافها على بعد مئات الأميال. ونشر خبراء في مجلس دراسات القوات الجوية في الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب، دراسة جديدة تسلط الضوء على سباق تطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الضوء، حيث أكد خبراء أن الولايات المتحدة الأميركية في طريقها لأن تفشل في هذا السباق، في حين أن وتيرة الولايات المتحدة في تطوير أسلحة تخترق حاجز الصوت- وهي وتيرة بطيئة نسبيًا- تجعلها عرضة لهجمات صاروخية سواء من روسيا أو الصين.

وتقول المعلومات أن سرعة هذه الصواريخ تفوق 5 مرات سرعة الصوت، ويمكنها تفادي الرادارات والتكتيكات الدفاعية من خلال القيام بمناورات مضطردة والارتفاع الى حافة الغلاف الجوي الأرضي. وأوضح التقرير أن الولايات المتحدة قد تواجه تهديدات من تلك الأسلحة "الجديدة"، حيث إن تجارب جمهورية الصين الشعبية وروسيا الفيدرالية قد تشكل خطرًا على القوات الأميركية وعلى الولايات المتحدة نفسها.

ويبدو أن هذه الأسلحة تعمل بنظام السرعة والارتفاع، ولها قدرة خاصة على المناورة التي قد تحبط الهجمات الدفاعية الصاروخية وتتفوق على قدرات الأسلحة النووية الحالية.

وكتب مارك جي.لويس، رئيس مجلس الدراسات، يقول حول ما يتعلق باحتياجات القوات الجوية المستقبلية للدفاع عن أنظمة الأسلحة فائقة السرعة، إن "الولايات المتحدة بحاجة إلى قدرات هجومية ودفاعية؛ بيد أنهما وجهان لعملة واحدة. فعلى سبيل المثال، كان الرادع الوحيد والموثوق به في الحرب الباردة لاستخدام سلاح يخترق حاجز الصوت، هو تطوير أسلحة مضادة تخترق حاجز الصوت".

ويدعو التقرير، الولايات المتحدة، إلى استغلال الوقت وتطوير أسلحة تخترق حاجز الصوت، شأنها شأن الصين وروسيا اللتين تواصلان تعزيز قدراتهما الدفاعية. فقد أصبحت الصين أخر دولة تختبر بنجاح إطلاق صاروخ يخترق حاجز الصوت. ففي الشهر الحالي، اختبرت طائرة J-16 الصينية إطلاق صاروخ عملاق وتدمير طائرة بدون طيار من على مدى بعيد جدا.
وقام الخبراء بتحليل صورة الإطلاق واكتشفوا أن الصاروخ طوله 19 قدمًا وقطره 13 بوصة، وهو ما يعني أنه قادر على ضرب أهداف عن بعد 300 ميل.

وكتب جيفري لين وبي.دبليو سينغر قائلين: إن "هذا الأمر خطير. سوف يفوق الصاروخ أي صاروخ جو جو أميركي أو من قوات الناتو".  وقالا إن حجم الصاروخ سيدرج ضمن فئة صواريخ جو جو ذات مدى بعيد يتجاوز 186 ميل، وإن مداه سيفوق ما بين 250 إلى 310 ميل. علاوة على ذلك، سيرفع المحرك القوي بصواريخ جو جو ذات المدى البعيد سرعتها 6 مرات، وهو ما يعني زيادة سرعة "منطقة اللاهروب" أو منطقة الموت أو عدم الإفلات؛ وهي المنطقة التي يوجد فيها احتمالية عالية للقتل بالنسبة لصواريخ الجو جو حتى لو علم أو تنبه الهدف الخصم بالتهديد عن طريق الأنظمة الالكترونية على الطائرة بقدوم صاروخ موجه راداريًا عليه، أو بمعنى آخر لا يمكن أن يتجاوز فيها الهدف الصاروخ.

 كما أن الصاروخ الجديد مجهز برادار محدثً بشكل جذري، ويعمل بالتوجيه البصري (الليزر) وبالأشعة تحت الحمراء، ويوجد فيه نظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية. وبمجرد اقترابه نحو الهدف، تعزز الدفاعات الجانبية مناورة الصاروخ.

وفي 2015، كشفت دراسة في إحدى المجلات العلمية الصينية عن مسار رحلة صاروخ جو جو ذي المدى البعيد، فبمجرد انطلاقه من الطائرة المقاتلة، يطير بسرعة 15 كلم وبارتفاع 30 كلم. وهو يعمل باستخدام توجيه من مجموعة رادارات بعيدة المدة وبتوجيه ملاحي عبر الأقمار الصناعية، ثم يضرب طائرة العدو خارقًا حاجز الصوت.