مدريد - لينا عاصي
استخدم علماء الآثار والأطباء في إسبانيـا تقنية المسح ثلاثي الأبعاد لفحص أربعٍ من المومياوات القديمة أسفل الضمادات. وجرى نقل العينات من متحف الآثار الوطني في مدريد الى ثلاثة مصريين وواحدة الى أحد سكان Guanche الأصليين من البربر الذين توطنوا في جزر الكناري.
ويعقد الخبراء الآمال بعد الإستعانة بالمسح ثلاثي الأبعاد في أن يكونوا قادرين على إكتشاف المزيد بشأن كيفية قضاء هؤلاء الأفراد حياتهم، وما الذي تسبب في مقتلهم إضافةً إلى طقوس الجنازة التي أقيمت لهم عند دفنهم.
ونقلت المومياوات بعناية إلى مستشفي جامعة كيرون سالود Quironsalud مدريد ( HUQSM ) حيث المرفق الوحيد الذي يضم أحدث تقنيات المسح. وعقب الإنتهاء من فحص المومياوات، فإن هناك فريقا من الأطباء على إستعداد لإجراء الدراسة ويضم فيسنتي مارتينيز دي فيغا، وخافيير كاراسكوسو و وسيلفيا باديو رودريغيز من البرتغال وبمساعدة من علماء المصريات كارمن بيريز داي و تيريزا غوميز اسبينوزا واستير بونس.
ورافق الفريق في جولة المومياوات طاقم تلفزيوني من قناة RTVE الوطنية، والتي سوف تعرض على الهواء فيلماً وثائقياً بشأنهم في العام المقبل. ويتميز الماسح الضوئي بمستويات منخفضة من الإشعاع، ودقة وضوح فائقة تسمح بإختراق الأشعة السينية للأجسام وإستخراج كميات هائلة من المعلومات والمقارنات.
وقالت عالمة المصريات كارمن بيريز إنها أمضت أغلب أوقات حياتها مع هذه المومياوات، مشيرةً إلى أنها تمثل قطعا غايةً في الأهمية، وتتطلع إلى البدء بهذه الطريقة الجديدة من الدراسة لها بما يكشف عن المزيد بشأنها لم يستطع أحد الوصول إليه.
وتعود آخر الصور للمومياوات التي حصل عليها الفريق من الأشعة السينية إلى عام 1976، فيما يظهرالفريق متحمساً في الوقت الحالي للتقنية المتقدمة والتي سوف تسمح لهم بإكتشاف المزيد حول حياة وممات هذه المومياوات وكيف كانت حضارتهم.
وتستعين الفرق الأثرية في مختلف أنحاء العالم بالتكنولوجيـا، وذلك من أجل التوصل إلى حياة جديدة للجثث الراقدة منذ زمنٍ طويل.
وفي السنوات القليلة الماضية، إستخدم الباحثون في بريطانيـا و ألمانيـا و الولايات المتحدة فحوصات ( التصوير المقطعي ) للنظر عن كثب الى المومياوات القديمة والحصول علي مزيداً من التفاصيل، إلى جانب عرضها على الزوار من دون حتى وجودهم في نفس الغرفة مع هذه الأجسام