واشنطن ـ يوسف مكي
بلغ قلق الولايات المتحدة من شركة "هواوي" الصينية، المعروفة بأنها واحدة من أكبر شركات تصنيع الهواتف الذكية ومقدمي خدمات الاتصالات في العالم ، مستوى عالياً في الآونة الأخيرة، بعد المؤتمر السنوي الكبير لصناعة الهواتف المحمولة الذي بدأ في مدينة "برشلونة" الإسبانية.
ويشارك نحو 100 ألف مؤسسة حول العالم من شركات التكنولوجيا، وشركات الاتصالات، وصانعي الأجهزة الإلكترونية في المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة في مدينة "برشلونة" كل عام، لإبرام الصفقات وعرض التقنيات الناشئة. وفي هذا العام ، سيطرت تقنيات "الجيل الخامس" من الشبكات "5G"، على المؤتمر بشكل حصري تقريبًا ، نظرًا لأن الشركات تتطلع إلى تقديم شبكات الجيل التالي للهاتف المحمول فائقة السرعة.
ورعت شركة "هواوي" هذا المؤتمر بشكل كبير ، حيث حققت طموحاتها الكبيرة حول إمكانياتها التي تصل إلى تقنيات الجيل الخامس"5G"، لكن من ناحية أخرى، كانت الصحافة تلقي الضوء على ما إذا كانت تقنيات "هواوي" قد تسمح للحكومة الصينية بالتجسس على الناس.
اقرا ايضا شركة "هواوي" تستعدّ لتقديم هاتف "مات أكس" القابل للطيّ
وتنتظر كبيرة المسؤولين الماليين في الشركة، منغ وانزهو ، قرار كندا حول ما إذا كان سيتم تسليمها إلى الولايات المتحدة ، بعد انتهاكات العقوبات الأميركية على إيران.
وفي مؤتمر صحفي غصّ بالمديرين التنفيذيين والصحفيين، تحدث رئيس مجلس الإدارة جو بينغ ، يوم الثلاثاء الماضي عن تقنيات الجيل الخامس من "هواوي"، واستغرق خطابه منعطفا غير متوقع، عندما تحدث عن أنظمة المراقبة التي تستخدمها الحكومة الأميركية ، مما دفع المزاعم بأن شركة "هواوي" تتجسس نيابة عن الصين مرة أخرى على أميركا.
وقال بينغ في إشارة إلى نظام مراقبة "بريزم "PRISM الذي تستخدمه وكالة الاستخبارات الأميركية : إن "هواوي لديها سجل حافل في مجال الأمن خلال ثلاثة عقود وثلاثة مليار عميل حول العالم، إن الاتهامات الأمنية الأميركية للتجسس من خلال تقنياتنا الجديدة من الجيل الخامس ليس لها دليل."
بعد مرور خمس ساعات فقط من ظهور بينغ ، عقد مسؤولو الحكومة الأميركية مؤتمراً صحفياً صغيراً لجعل موقفهم واضحاً من شركة "هواوي". حتى تلك اللحظة، لم يكن هناك أي موقف واضح لحكومة الولايات المتحدة، التي كانت اتجهت في هدوء إلى المؤتمر العالمي للجوال للضغط على حلفائها الأوروبيين بعدم استخدام منتجات "هواوي" في شبكاتهم.
وقال روبرت ستراير، مسؤول الاتصالات الدولية الأميركية: إن "الولايات المتحدة تطلب من الحكومات الأخرى والقطاع الخاص النظر في التهديد الذي تشكله هواوي وغيرها من شركات تكنولوجيا المعلومات الصينية." وأشار مسؤول سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن الولايات المتحدة "قلقة من القوة العسكرية والاقتصادية للصين".
وقال خبراء أمنيون أن جهود الضغط التي تقوم بها أميركا هي أكثر من مجرد حماية من شبكات الجيل الخامس الوليدة من الغرب، ولكن ايضا حماية من الجواسيس الصينيين المحتملين.
قد يهمك ايضا شركة "هواوي" تكشف النقاب عن هاتف "مات أكس"