طائرة دون طيار

تتواصل الحرب شرق أوكرانيا منذ عام تقريبًا، وذلك على الرغم من محاولات وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والانفصاليين المدعومين من روسيا، وفي سبيل ذلك تبنى فريق تطوعي إجراء اختبارات جديدة لإنتاج طائرات دون طيار.

وبالقرب من مواقع تلك الاختبارات يوجد اثنين من الجنود الأوكرانيين في كراسنوارميسك، يرتديان الأقنعة ويحملان بنادق الكلاشينكوف والدروع الواقية، وينتظران في حالة تأهب عند نقاط التفتيش، وأيضًا يحمل عشرات الجنود عند البنادق الخفيفة ويتخذون أوضاعًا هجومية.

يذكر أن الحرب في أوكرانيا أسقطت 6 الآف شخص معظمهم من المدنيين الأبرياء، وفرّ أكثر من مليون مدني، وسط مشهد لا يمكن إعادة ترتيبه مرة أخرى، ولكن تبدو أن الحرب مستمرة والعودة إلى دونيتسك بات أمرًا صعبًا.

وشهد العالم التدخل الروسي في دولة ذات سيادة مستقلة، ولكن الغرب تدخل فقط  لحماية أوكرانيا، على غرار ما حدث في بودابست العام 1994، وتم فرض العقوبات على روسيا، وهي التي تم فرضها الآن على مسؤولين روس.

ومع القليل من المساعدة الدولية التي حصل عليها الشعب الأوكراني، يقف الآن في وجه الإمبراطورية الروسية، إذ يزود الأوكرانيون قواتهم المسلحة بالدروع والآلات، وربما الأهم من ذلك "طائرات دون طيار".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع كان هناك لقاء بين فريق البحث والتطوير في أليكس، واحدة من كبرى الشركات الخاصة بمصادر تكنولوجيا المعلومات في البلاد، وهذا الفريق يتكون من 7 أشخاص، كلفوا لكتابة المشاريع السرية والطائرات دون طيار الأوكرانية.
وتسمى المجموعة "ايروروزفيداكا" وهم مجموعة من هواة صنع أسلحة الطائرات دون طيار، وأحد جحافل المتطوعين لسد حاجات الجيش الأوكراني.
ومع استمرار القتال اليوم، يستهزأ الجنود الأوكرانيين بفكرة وقت إطلاق النار مع الجانب الروسي، فقط يتساءلون بشأن كيفية صدّ ومواجهة الهجوم المقبل.

وعلى طول المدينة الأوكرانية، توجد نقاط تفتيش عدة، وفجأة اختفى أحد الجنود داخل أحد المنازل وبعد فترة خرج وهو يحمل صاروخ، حتى يتمكن من صد أي هجمات من قِبل الجانب الروسي.

وأثناء ذلك، كان هناك أصوات لتبادل إطلاق النار ومرت العربات المدرعة وسط إطلاق النار تجاه القوات الانفصالية، وخلال تلك الأثناء استخدم الجنود الأوكرانيين الطائرة دون طيار في الهواء.

ولدى الروس والمتمردين عدد كبير من قطع المدفعية وراجمات الصواريخ في مناطق محظور فيها وجود مثل هذه الأسلحة، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وما زالوا يرسلون أسلحة ثقيلة إلى هذه المناطق.

وفي هذا السياق، شدد الرئيس الأوكراني بيترو بروشينكو على ضرورة أن تبقى الوحدات العسكرية في جيش بلاده مستعدة لأيّة هجمات محتملة، وذلك على الرغم من قرار وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في وقت سابق من الشهر الماضي بين حكومة كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في المناطق الشرقية من البلاد، وقد تم إرسال اللواء 92 المتمركز في مدينة خاركييف، شرق أوكرانيا، إلى منطقة الشرق التي تتواصل فيها العلميات العسكرية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا، وذلك للانخراط في تلك العمليات.

ويحاول الجيش الأوكراني عدم الاعتماد على الأسلحة المقبلة من الغرب، لذلك كونت أليكس فرق من المتطوعين لصناعة الأسلحة، والعمل على البرمجيات الخاصة بالطائرة دون طيار.

وأكد مدير المشروع، إيفان دميترفايش: نحن نستثمر للدفاع عن بلدنا، نعمل على أبحاثنا، وبعد ذلك سنتحول إلى التمويل الجماعي.

ويشير إلى أن الغرض من صناعة هذه الطائرات هو تمكين الجنود الأوكرانيين من العودة إلى منازلهم، إذ أن روسيا يمكنها التشويش على امتلاكها أنظمة تكنولوجية متطورة للغاية.

ويؤكد أن هذه الطائرات تساعد فرق المدفعية الأوكرانية، ويمكنها التقاط الصور؛ لأن المدفعية تحتاج إلى الصور الدقيقة لتحديد مواقع العدو.