واشنطن - رولا عيسى
أعلنت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء، أن واحدًا من مبيدات الأعشاب المستخدمة على نطاق واسع في العالم في قطاع الزراعة وفي القضاء على القمل والجرب، "ربما" يسبب السرطان بعد تداوله لأكثر من 70 عاما في الأسواق.
وذكرت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة، أن المبيد الحشري "دي دي تي"، وتركيبه الكيميائي ثنائي كلور ثنائي الفينيل ثلاثي كلور الإيثان، ربما يتسبب في الإصابة بالأورام فيما تربطه أدلة علمية بمرض سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الخصية وسرطان الكبد.
وبيّنت لجنة خاصة تابعة للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، بعد مراجعة لمختلف المواد الكيميائية المستخدمة في قطاع الزراعة، أنها قررت تصنيف المبيد الحشري على أنه "يسبب السرطان للإنسان" في الفئة التصنيفية 1، وأن المبيد الحشري "دي دي تي"، "ربما يكون مسببا للسرطان لدى البشر" في الفئة 2 أ، ومبيد الأعشاب "2-4-دي"، وتركيبه الكيميائي ثنائي كلور فينوكسي حمض الخليك،"يحتمل أن يكون مسببا للسرطان لدى الإنسان" في الفئة التصنيفية 2 ب.
وأوضحت اللجنة أن الدراسات الخاصة بالأوبئة لم تتوصل إلى زيادات كبيرة أو متوسطة بشأن مخاطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية بسبب التعرض لمبيد الأعشاب "2-4-دي"، لكن هناك أدلة قوية توضح أنه يؤدي إلى الإصابة بحالة الإجهاد التأكسدي التي تتسم بتدمير خلايا الجسم علاوة على أدلة متوسطة بشأن التأثير على جهاز المناعة.
وكشفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان أنه تم في السابق تسجيل حالات تعرض شديدة للمبيد الحشري لدى العمال الزراعيين ومن يقومون برش مبيدات الآفات، مضيفة أن " دراسات موسعة خاصة بالأوبئة والتعرض للكيماويات في قطاع الزراعة في الولايات المتحدة وكندا، أوضحت زيادة بنسبة 60 في المائة فيما يتعلق بمخاطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية لأولئك الذين يتعرضون لليندين".
واستخدم المبيد الحشري "دي دي تي" لمكافحة الأمراض التي تنقلها الحشرات إبان الحرب العالمية الثانية واستخدم بكثافة فيما بعد للقضاء على الملاريا وفي قطاع الزراعة، ورغم أن معظم استخداماته تم حظرها في سبعينات القرن الماضي إلا أن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان حذرت من أن المبيد الحشري "دي دي تي" ومنتجاته "تبقى لمدد طويلة ويمكن أن توجد في البيئة وفي أنسجة الإنسان والحيوان في شتى أرجاء العالم".
وأشارت الوكالة إلى أن "التعرض للمبيد الحشري دي دي تي لا يزال يحدث لاسيما من خلال الأغذية"، وأضافت أنه لا يزال مستخدما خصوصا لمكافحة الملاريا في مناطق بالقارة الأفريقية وذلك في أضيق الحدود، ومنذ بدء استخدامه عام 1945 ظل مبيد الأعشاب "2-4-دي" مستخدما على نطاق واسع للقضاء على الأعشاب والحشائش في مجال الزراعة والغابات وفي المناطق العمرانية.
ولفتت إلى أن التعرض لمبيد الأعشاب "2-4-دي" في المجال المهني، يمكن أن يحدث أثناء عمليات التصنيع والتطبيق ويمكن أن يتعرض له الناس العاديون من خلال الغذاء والماء والغبار أو أثناء الرش.
وتأتي نتائج منظمة الصحة العالمية بعد ثلاثة أشهر من توصل وكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة على مبيد آخر - غلايوفوسات - أنه "ربما مسرطن للبشر"، وبعد تصنيف الغليفوسات، تحركت بعض الشركات والمسؤولين الحكوميين للحد من استخدامه.