جهاز أمازون اللوحي الجديد

أطلقت شركة "أمازون" الجهاز اللوحي الحديث "Fire HD 10" والذي يؤدي الكثير من الوظائف بشكل أسهل وأرخص من حيث التكلفة. وانتشر على مدى الأعوام الأربعة الأخيرة ويضم شاشة لائقة ومواصفات معقولة فضلا عن التكامل مع نظام "أمازون" للأفلام والبرامج والعروض التليفزيونية والموسيقى والكتب والبرامج المختلفة بتكلفة منخفضة عن غيره من الأجهزة.

ويتميز جهاز "أمازون" بتصميم مميز للمستخدم فهو مغطى بغلاف بلاستيكي إلا أنه يبدو رخيص الثمن، وتعرض لاختبارات التعثر في الشركة، حيث تم إلقائه على السجاد عدة مرات ولم ينكسر، واتضح أنه أكثر مرونة من المتوقع، وتجتمع أزرار الجهاز كافة في الجهة العلوية ما يعني أن يدك ربما تغطي أزرار الصوت أو الميكروفون أو زر الطاقة ومنفذ "يو أس بي" أثناء الإمساك به لمشاهدة مقاطع الفيديو.

ويأتي الجهاز اللوحي بسمك 7.7 ملليمترات ويعد هذا سمكا رقيقا في جهاز منخفض التكلفة، ويضم الحواف المدمجة حول الشاشة التي يبلغ حجمها 10.1 بوصة، ما يجعلها تبدو شاشة ضيقة لكنها طويلة بالنسبة لجهاز لوحي، ويزن الجهاز 432 غرامًا وهو ليس ثقيلا عند حمله لمدة 40 دقيقة لمشاهدة أحد العروض التليفزيونية.

وتعد الشاشة من أبرز عيوب الجهاز حيث تبلغ جودتها 720 "بيكسل" فقط بالإضافة إلى انخفاض كثافة الوحدات في البوصة الواحدة لتصل إلى 149 "بيكسل"، وبالمقارنة نجد أن كثافة الوحدات في البوصة في معظم الأجهزة اللوحية تصل إلى 200 "بيكسل" على الأقل، حتى أن جهاز أمازون السابق "Fire HD" جاء في حجم 8.9 بوصات، وكانت شاشته بدقة 1080 بيكسل مع كثافة بيكسل تبلغ 254 في البوصة الواحدة.

ويقدم الجهاز رؤية معقولة للفيديو مع ألوان وزوايا مشاهدة جيدة بينما تبدو النصوص والصور والأيقونات غير واضحة بالقدر الكافي، وتكمن الصعوبة في قراءة أحد الكتب على الجهاز لفترة طويلة، حيث تبدو الحروف غير واضحة بدرجة كافية ما يجعل القراءة لفترة طويلة عملية غير مريحة.ويضم الجهاز سماعات "ستيربو" جيدة وعالية الصوت على الجانب لكنها لا تزال غير كافية عند تشغيل المقاطع الموسيقية على الجهاز، وتعتبر مناسبة لمشاهدة فيديو ما أثناء الطبخ.

ويأتي الجهاز بمعالج رباعي النواة من نوع MediaTek ورامات 1 غيغا فقط وهي لا تساعد على تشغيل "التابلت" بشكل قوي على مستوى المهام التي يؤديها، ويظهر الأمر عند إطلاق أكثر من تطبيق معا أو التبديل بين المهام المختلفة ما يجعل الجهاز يبدو متأخرا قليلا، الجهاز بشكل جيد عند تشغيله وتحميل فيديو من "أمازون" ولكن عند التبديل إلى تطبيق آخر يتعثر الجهاز.

ويمكن ملاحظة ذلك عند تشغيل الفيديو على الجهاز خصوصًا عند تنزيل تطبيقات أخرى، فضلا عن عدم إمكانية تشغيل الألعاب الغرافيكية مثل Real Racing 3 كما تتعثر لعبة Monument Valley أحيانا، وتستمر بطارية الجهاز لمدة 7 ساعات عند تشغيل الفيديو، وما يعيب الشاشة أنها لا تحتوي على جهاز استشعار تلقائي لضبط سطوع الشاشة ما يعني أنها إما أن تكون ساطعة جدا أو داكنة جدا، ويذكر أن الجهاز يستغرق 5 ساعات للشحن بشكل كامل في حين أن معظم الأجهزة اللوحية تستغرق ساعتين أو ثلاث ساعات فقط.

كما جاء استقبال الـ"واي فاي" ضعيفًا في الجهاز في حين يلتقظ جهاز نيكزس 6P وأي باد إير2 إشارة "واي فاي" بشكل قوي، ويعاني جهاز Fire HD 10 من التقاط إشارة "واي فاي" على بعد 12 مترًا من "الراوتر".

ويعمل الجهاز بنظام تشغيل Fire OS 5 بالاعتماد على اصدار "أندرويد لولي بوب 5" حيث تتشابه البرامج على شاشة الجهاز ولكن عليك التمرير يمينا أو يسارا لتصنيف الفئات، وعند التمرير يظهر لك الكتب التي قمت بشرائها مع اقتراحات كتب مجانية إذا كان لديك اشتراك في خدمة Amazon Prime أو Kindle Unlimited بالإضافة إلى اقتراحات أخرى استنادا إلى تاريخك الشرائي للكتب، ويحدث الأمر ذاته بالنسبة للكتب والتطبيقات والكتب الصوتية والفيديو والألعاب وغيرها.

ويظهر في الجزء الأيسر من الشاشة العناصر التي تمت مشاهدتها وهي أسرع طريقة لمحاولة العودة إليها مرة أخرى، ولكن بقية البرامج لا تعمل بشكل جيد في الجهاز، وعند التمرير من أعلى إلى أسفل يمكنك رؤية الإخطارات والتي تشبه اختصارات سريعة لـ"واي فاي" و"البلوتوث" وتدوير الشاشة، ولكن في الحقيقة تعد هذه اختصارات لشاشة الإعدادات وهو ما يعتبر مخيبا للآمال.

ويسمح الجهاز بتسجيل حساب واحد على "أمازون" بالإضافة إلى إمكانية عمل حسابات أخرى للأطفال وهو ما يبدو جيدا لـ"تابلت للعائلة"، ويقوم نظام تشغيل Fire OS بتشغيل معظم تطبيقات أندرويد ولكن يمكنه الوصول فقط إلى متجر أمازون للتطبيقات والذي يضم مجموعة من التطبيقات المجانية والمدفوعة، إلا أن المتجر لا يضم العديد من التطبيقات مثل متجر غوغل، وكذلك لا يوجد أحدث التطبيقات الخاصة بالألعاب والكاميرا.

ويضم الجهاز كاميرا ضعيفة حيث تبلغ دقة الكاميرا الأمامية 5 ميغا بيكسل أما الكاميرا الخلفية تأتي بدقة 0.3 ميغا بيكسل، ما يجعلها تلتقط صورًا قاتمة وضبابية تفتقر إلى وضوح التفاصيل، ويأتي الجهاز بسعة 16 غيغا بايت مع وجود إعلانات على شاشة القفل بسعر 170 إسترليني في اللونين الأسود أو الأبيض، أما الإصدار ذات 32 غيغا سعة تخزينية يبلغ سعره 200 إسترليني، ويتكلف حذف الإعلانات 10 إسترليني.

ويبلغ سعر تابلت سامسونغ غلاكسى تاب A 179 إسترليني بحجم 9.7 بوصات، أما جهاز غلاكسى تاب S2 بحجم 8 بوصات يبلغ سعره 240 إسترليني بسعة تخزينية قدرها 32 غيغا، ويصل سعر أرخص جهاز أي باد من آبل 219 إسترليني، كما يأتي تابلت Tesco’s Hudl 2 بسعر 99 إسترليني، بالإضافة إلى وجود العديد من الأجهزة اللوحية بسعر حوالى 200 إسترليني.

ويمكن القول إن جهاز Fire HD 10 من "أمازون" غير جيد ولا يرقى إلى مستوى إصدارات الشركة السابقة، وصحيح أن الجهاز يتميز بنظام تشغيل أفضل من الإصدارات السابقة لأمازون إلا أن الجهاز لا يقدم دقة جيدة تتناسب مع خدماتها أو الألعاب الغرافيكية الكبيرة كما أنه يتعثر عند أداء بعض المهام البسيطة، وتكمن مشكلة الجهاز في أنه ليس رخيصا، فإذا كان بسعر 100 إسترليني فيمكن التغاضى عن عيوبه، ولكن بسعر 170 إسترليني فهناك العديد من الأجهزة المنافسة التي تقدم أداء أفضل.