بيروت - فلسطين اليوم
هناك أسباب عدّة تدفع الطفل للكذب، منها محاولة تجنُّب العقاب على فعلٍ، كان قد تم نهيُهُ عنه سابقًا. ويمكن أن يأخذ الطفل ألعابًا ليست له بعد أن تم نهيُهُ عن ذلك، وعند سؤاله عنها يكذِبُ حتى يتجنَّب العقوبة التي يمكن أن يوقعها عليه أحد والديه، كأن يقول بأنه لم يرها. وكذب الطفل من أجل التأثير في الآخرين، كأن يقول أنه أخذ الألعاب لأن والدين لا يحضرون له ألعابًا، مع العلم بأن والدين يحضِرون له ما يريد، ولكن يستخدم الكذب من أجل الحصول على المزيد.
وقد يكذب الطفل من أجل جذب انتباه أشخاص آخرين، كأن يقول لوالده أو أحد أقاربه بأن أمه لا تُمانع أن يأكل المثلجات "الآيس كريم" في فصل الشتاء مثلاً، وذلك من أجل الحصول عليها من مصدر آخر غير والديه الذين يمنعونه من ذلك في هذا الوقت من العام.
وعند تقدُّم العمل بالطفل حتى سن الخامسة، تختلف أسباب الكذب عن الفترة التي سبقتها، حيث أن الطفل في هذه المرحلة بدأت الخيالات تتكون لديه، والكذب في هذه المرحلة يدلّ على نمو هذه الصفة وربما يكون له خيالٌ خصب.
وأسباب الكذب في هذه المرحلة تكون إما بسبب الخلط بين الواقع والخيال الذي يعيش فيه الطفل، كأن يُخبر والديه أن هناك وحْشًا يعيش في غرفته، وقد يكون كذِبًا بسبب شعوره بالنقص لشيء ما، كأن يُخبر أصدِقاءه أو المُعلِّمة أن عنده كلب في البيت وهو لا يمتلكه. وقد يكون الكذب بهدف الانتقام من أحد الأشخاص، فيقوم الطفل بفعل أمرٍ منهيٍّ عنه؛ ويقوم بإلصاق التهمة بهذا الشخص حتى يُعاقب. وأخطر أسباب الكذب عند الأطفال هي تقليد الكبار وخصوصًا والديه.