القاهرة - فلسطين اليوم
دائماً ما نلفت نظر الأبناء إلى تصرفاتهم غير اللائقة أو الخاطئة، حرصاً منا على تعليمهم السلوكيات الجيدة، لكن بما أن الأبوين هم قدوة الأطفال، هل فكرت يوماً أن تواجهي نفسك ببعض المواقف التي ربما تتصرفين فيها بطريقة مخالفة لما تطلبين من أبنائك التصرف بها؟ وقد يترك لديهم انعكاس بقدوة سلبية، وربما تجدينهم في المرة القادمة يخبرونك أننا نفعل مثلك أو مثل بابا.
اليوم «سوبر ماما» تناقش معكِ بعض هذه المواقف، وكيف يمكن أن تتعارض طريقة تصرفك فيها مع السلوك الجيد.
استخدام المحمول أثناء القيادة
كثيراً ما ننهر أبنائنا بسبب قواعد السلامة الخاصة بهم أثناء اللعب، ممارسة الرياضة أو حتى أثناء تواجدهم معنا بالسيارة، لكن هل فكرت يوماً ما هو الانطباع الذي نتركه لأبنائنا عندما يروا آبائهم يستخدمون التليفون المحمول، ويكتبون رسائل نصية أثناء القيادة بالمخالفة للقواعد، خاصة إذا كان لديكِ أبناء على مشارف المراهقة، وربما يقودوا السيارة بأنفسهم خلال فترة قصيرة.
الغضب أثناء القيادة
أعلم جيداً كم هو مرهق للأعصاب القيادة في شوارع مزدحمة ومليئة بالضوضاء، ووارد جداً أن تنفلت الأعصاب للصراخ في وجه أحد السائقين أو نهر أحدهم الأخر، لكن لابد أن تدركي جيداً أن ضبط النفس في أثناء وجود الأطفال في السيارة أمر هام للغاية، لأن الأطفال قد ينقلون نفس الطريقة في التعامل ونفس الألفاظ التي قد تفلت منكِ أو من والدك، فلابد أن تتحاشى الأشياء التي لا تحبي أن تري أبنائك يرددونها.
أثناء اللعب
من القيم التي يحرص الآباء والأمهات تعليمها لأطفالهم هو تقبل الهزيمة، الروح الرياضية، والتعامل بهدوء مع المواقف، لكن للأسف قد نتصرف بأسلوب مختلف تماماً أثناء ممارسة أحد الألعاب في المنزل، مشاهدة مباراة رياضية في الأستاد أو حتى على التلفزيون في المنزل، رؤية الأطفال لأبيهم أو أمهم وصوتهم يعلو بالصراخ والعصبية لمجرد الهزيمة أو بفعل الحماس، قد يهدم تماماً كل قيم الهدوء والروح الرياضية.
أثناء الأنتظار في طابور
هناك بعض الأشخاص لا يشعرون جيداً تجاه الانتظار، ولكن عندما نكون بصحبة الأطفال يجب الانتباه إلي أن تذمرك المستمر من طول الطابور، أو محاولاتك للتحايل على الوقوف في الصف، تعطي صورة سلبية للأبناء تخالف ما نحاول أن نعلمهم إياه من احترام حق الآخرين ومراعاة النظام. ( اقرأي أيضا : 4 طرق لبناء التقليد العائلية )
عند التواجد في الأماكن العامة
يحرص جميع الآباء والأمهات على تعليم أبنائهم التعامل الجيد والمهذب مع الجميع، لكن قد تهتز هذه القيمة كثيراً في عيون الأبناء في حال إذا ما تعاملت أمامهم بشكل فظ مع النادل في المطعم أو عامل السوبر ماركت، لانهم تأخروا في الرد عليكِ، أو لم يحضروا الطلبات كما يجب، تذكري دائماً أن أي خطأ يمكن إصلاحه، لكن الصورة التي ترسم في أذهان أبنائنا من الصعب أن نمحوها.
التدخين
«التدخين ضار جداً بالصحة».. جملة طالما قرأناها على ظهر الكتب والكراسات، وكثيراً ما نخبر الأبناء عن أضرار التدخين، لكن رغم كل تلك التحذيرات قد تجدين أبنائك يمارسون التدخين مع بدايات المراهقة، والسبب ببساطة أنهم يروا أمهم أو أبيهم مدخنين، وهم قدوتهم اللذين يحذون حذوهم.
العصبية والصراخ
لا أحد يحب أن يرى أبنائه يصرخون في وجه أخوتهم، معلميهم أو في وجههم شخصياً، لكن هل تتوقعين العكس وأنتِ تصرخين في وجه أبنائك طوال اليوم، حاولي دائماً السيطرة على أعصابك حتى ينعكس عليكِ ذلك في صورة سلوك جيد من أبنائك.
العنف
قد تفاجئين يوماً بأن أحد أطفالك يضرب الأطفال في النادي أو المدرسة، ولا تعلمين مصدر ذلك السلوك، والحقيقة أن المصدر هو الأسرة، فالطفل الذي يتم التعامل معه بعنف، من الطبيعي جداً أن يوم شخصية عنيفة بالمقابل، حاولي دائماً تجنب العنف والضرب مع الأطفال لتحصلي على أبناء مهذبين غير عنيفين. ( اقرأي أيضا : دور الزوج فى تربية الأبناء و الحياة الأسرية (2) )
تربية الأبناء تربية سليمة مهمة شاقة، لكن كل شىء يبدأ من عند الأبوين، راجعي سلوكياتك مرة أخرى، واحذفي منها أو على الأقل حاولي التحكم في السلوكيات التي لا تحبين رؤية أبنائك يكررونها، لأنكِ أنتِ القدوة، ويجب أن تقدمي لهم نموذج جيد للاحتذاء به.