الحمل الكيميائي

الحمل الكيميائي هو أشبه بمزحة مزعجة، إذ تخصعين لاختبار الحمل المبكر بسبب تأخر الدورة الشهرية عن موعدها وتحصلين على نتيجة إيجابية ضعيفة. فتشعرين بفرحةٍ عارمة وتبدأين بنشر الخبر السعيد إلى أن تفاجئكِ الدورة الشهرية ويقول لكِ الطبيب" حملك كان مجرّد حملٍ كيميائي!"

الحمل الكيميائي

وفي هذه اللحظات، يتملّككِ الارتباك والحزن والتوتر.. ويتهيّأ لكِ بأنّكِ لم تحملي أبداً وأنّ الحمل الكيميائي هو نتيجة موجبة خاطئة لاختبار الحمل المبكر. ولكنّ الحقيقة عكس ذلك تماماً.

فالحمل الكيميائي هو حمل فعليّ وفي الوقت نفسه إجهاض مبكر جداً، إذ لا أدلّة فعلية الى حدوثه سوى تأخّر الدورة الشهرية والاختبارات البيوكيمائية، كتحليل الدم اتش سي جي واختبار الحمل المنزلي (الذي يقيس مستوى الاتش سي جي في البول).

بكلامٍ آخر، الحمل الكيميائي هو الحمل الذي لا يدوم أكثر من خمسة أسابيع ولا يظهر له أثر في صور الموجات فوق الصوتية.

اقرأي أيضاً: تحليل الحمل المنزلي... هل يُعطيك أملاً كاذباً؟

 

ما هي أعراض الحمل الكيميائي؟

تختلف أعراض الحمل الكيميائي بين امرأة وأخرى. فالبعض منهنّ لا يشعر بأي أعراض والبعض الآخر يختبر:

- نزيفاً شبيهاً بالدورة الشهرية

- تشنّجات في البطن وظهور بقع دم قبل النزيف

- انخفاض مستويات الاتش سي جي في الدم بدلاً من ارتفاعها (بحسب اختبارات الحمل)

 

ما الأسباب الكامنة وراء الحمل الكيميائي؟

يعتقد الأطباء بأنّ أسباب الحمل الكيميائي شبيهة إلى حد كبير بأسباب الإجهاض، وتشمل:

• بعض أنواع الالتهابات، على غرار داء المقوّسات والكلاميديا والزّهري

• تشوّهات في الرحم

• اختلال في مستويات الهرمونات

• انغراس البويضة خارج الرحم

ولكنّ الاحتمال الأكبر يبقى لتشوّه الكروموسومات في البويضة الملقّحة.

اقرأي أيضاً: مسبّبات الإجهاض عند المرأة الحامل

 

هل الحمل الكيميائي أمر طبيعي؟

لا أحد يعلم تماماً ما هو الحمل الكيميائي، ولكنّ بعض الباحثين يؤكد أنّ 70% من محاولات الحمل تنتهي بالإجهاض.

وبالنسبة إلى النساء اللواتي يحاولنَ الحمل من دون أن يراقبنَ عن كثب وتيرة دورتهنّ الشهرية، فقد يختبرنَ تجربة الحمل الكيميائي من دون أن يدرينَ. وفي حالات أخرى كثيرة، قد يكون الحمل الكيميائي أحد الأسباب المحتملة لتأخر الدورة الشهرية عن موعدها بضعة أيام.

هل يمكن الوقاية من الحمل الكيميائي؟

لسوء الحظ، لا سبيل للوقاية من الحمل الكيميائي ولا وسيلة محدّدة للعلاج منه. وعلى كل امرأة اختبرت هذا النوع من الحمل أن تتابع حالتها مع الطبيب وتخضع لمزيد من الفحوصات حتى تتأكد من عودة مستويات الاتش سي جي في جسمها إلى طبيعتها، وتصبح مستعدّة للحمل من جديد.