رام الله - فلسطين اليوم
إنها الساعة الثامنة، هيا حان وقت النوم» عبارة ينفر منها أطفال كثر بل تبدو بالنسبة إلى بعضهم عبارة تظلمهم، إذ كيف يأوون إلى الفراش ولا يزال المساء في بداياته، ولم ينتهِ برنامجهم التلفزيوني بعد أو لم ينهوا لعبتهم على الآيباد، كيف يحق لأهلهم السهر، وهم لا.
بعضهم يماطل في ذهابه إلى الفراش فيدّعي أنه يريد الذهاب إلى الحمام ويقوم بذلك مرات عدة في الساعة الواحدة، وآخر يدعي أنه لم يغسل أسنانه وبالتالي يستغرق وقتًا طويلاً وهو يفعل ذلك.... المناورة والمماطلة هما الوسيلتان اللتان يعتمدهما بعض الأطفال للتهرب من وقت النوم.
يؤكد اختصاصيو علم نفس الطفل أن خلال العام الدراسي، يجب أن تكون للأطفال مواقيت نوم محدّدة، ذلك أن النوم هو الضمانة لمزاج جيد طوال اليوم، وبالتالي يعزّز تركيز التلميذ في الصف فيتحسن أداؤه المدرسي. وفي المقابل، قد يتساهل الأهل في مواقيت ساعة نوم أطفالهم أيام الإجازات أو خلال العطلة الأسبوعية، ويختلف الأمر خلال الأسبوع المدرسي.
ولكن هل يعرف الأهل ساعات النوم التي يحتاجها الطفل؟ في ما يأتي بعض البيانات التي من شأنها أن تسمح للأهل بضبط مواقيت ساعات النوم المثالية بالنسبة إلى أبنائهم وفق سنّهم.
من سنتين إلى 6 سنوات، من المهم أن يحصل الطفل من 10 إلى 13 ساعة نوم.
من 7 إلى 12 سنة الحد الأدنى عشر ساعات وهي ضرورية للطفل ليكون في مزاج جيد وبصحة جيدة.
من 13 إلى 16 سنة، يحتاج المراهق من 9 إلى 12 ساعة نوم كل ليلة.
وفقاً لهذه التحديدات وإذا عرفت الأم أن طفلها يحتاج إلى 10 ساعات نوم، فمن المهم عدم إرساله إلى الفراش في وقت متأخر جدًا، ولكن ليس في وقت مبكر للغاية.
فإذا كانت تطلب من طفلها الذهاب إلى الفراش في الساعة السابعة والنصف مثلاً، عليها أن تعرف أنه سوف يستيقظ عند الساعة 5:30 صباحًا... وبالتالي ستستيقظ هي أيضاً! لذا عليها تحديد ساعة استيقاظها التي تتزامن مع ساعة استيقاظ طفلها.
إضافة إلى معرفة ساعات النوم التي يحتاجها كل طفل وفق سنّه، يجب تحديد ساعة النوم تبعًا لطقوس المساء، فإذا كانت العائلة تتناول العشاء في ساعة متأخرة، على الأم أن تمنح طفلها وقتًا لكي يهضم ما تناوله، فمن المهم أن يكون هناك فارق ساعة، بين تناول العشاء وموعد النوم.
وفقاً للروتين المنزلي
الالتزام بروتين قبل النوم لا يقل أهمية عن الالتزام بإنهاء الواجبات. لذا وقبل وقت النوم المقرّر، على الوالدين أن يجعلاه وقتًا ممتعًا مع الأطفال في محيط هادئ. كأن يخصّصاه لقراءة قصة، ومناقشتها، وكتابة رسائل متبادلة قبل النوم مثلاً، كأن يكتب الطفل رسالة إلى والدته قبل أن ينام، فتردّ عليه والدته برسالة يقرأها عند صباح اليوم التالي.
ومن المسائل التي يجدر تجنبها قبل النوم، جعل الطفل يبذل مجهودًا فكريًا. مثلاً تجنيب إلزام الطفل القيام بوظيفته المدرسية، فهو متعب جدًا لبذل المزيد من الجهد الفكري، فضلاً عن أن انجاز الواجب المدرسي قبل النوم يجعل الدماغ في وضع متأهب إذا لم ينجز التلميذ فروضه في شكل جيد.
وللأسباب نفسها، يجب تجنب ألعاب الفيديو ومشاهدة البرامج التلفزيونية. فيما الاستحمام قبل وقت النوم وسيلة جيدة ليشعر الطفل بالاسترخاء والنوم بشكل عميق. روتين وقت النوم يجب أن يكون ثابتًا، وكذلك وقت الاستيقاظ.