الأطفال الذين يبكون أكثر قوة من الآخرين

تختلف طباع الأطفال دون شك وطباع الإخوان داخل الأسرة الواحدة، ومن هذه الطباع التي قد تقلق الأمهات قابلية الطفل للبكاء والتعبير عن مشاعره من خلال الدموع حتى بعدما يتجاوز مرحلة الطفولة المبكرة إلى المتأخرة، وقد تصف بعض الأمهات طفلها الباكي في هذه المرحلة بالطفل "النكدي" أو الذي مازال يتصرف كالصغار، وقد تستغرب سلوكه وتنهره عنه، خاصة إذا كان الطفل ذكراً، إلا أن الدراسات التربوية الحديثة أشارت إلى أن الطفل الباكي أكثر قوة وصلابة من أقرانه الذين لا يبكون.
التربوية روان هاني تخبرنا في السطور التالية عن الأسباب:

بداية تقول روان: الشائع بين الناس هو أن الطفل أو الشخص الذي يبكي يتسم بالضعف، وهذا التشخيص خاطئ؛ لأن البكاء في الحقيقة يحتاج إلى عدة صفات خاصة لا تتوافر في كل الأطفال، وهي مؤشرات لشخصية سوية قوية، وهو ما سأوضحه في النقاط التالية:

1. هذا الطفل لا يخاف التعبير عن مشاعره
يعتقد الكثيرون أن الطفل الذي يبكي إما مصاب بضعف الشخصية أو اهتزت ثقته بنفسه، إنما الحقيقة على العكس تماماً، فإذا كان الإنسان سعيداً فإنه سيفرط في ابتسامته، والأمر بالنسبة للبكاء كذلك تماماً، فإذا كان الإنسان يشعر بالحزن أو الضغط العصبي، فإن التنفيس عن ذلك هو أن يبكي قليلاً لتخفيف هذا الضغط بدون الالتفات إلى مظهره العام، مما يعد شجاعة.

2. هذا الطفل يدرك قدرة الدموع على التهدئة
للدموع قدرة على تهدئة أي شخص يتعرض لانفعال ما، وقد أثبتت بعض الدراسات العلمية أنه إذا تعرض الشخص لحالة من الحزن أو التوتر، ثم بدأ يبكي، فإن العقل يتمدد بشكل طبيعي لا إرادي بحيث يسمح للشخص بالتفكير في حل لوضعه أو للمشكلة التي يبكي بسببها.

3. هذا الطفل لا يرائي
الطفل الباكي لا يرائي الناس ولا يضع لهم اعتبارات مقيدة ومزيفة، والكثيرون يستنكرون على الذكور البكاء؛ لأنهم لا يستوعبون مبدأ أن الذكور لا يمكنهم البكاء أيضاً، لذلك فعلى أي شخص يشعر بحاجة إلى البكاء أن لا يضع في اعتباره هذه المعايير التي تضع فرقاً بين الذكر والأنثى في البكاء .

4. هذا الطفل لن يصاب باكتئاب وعقد نفسية
الطفل الذي يبكي حينما يتعرض لضغط نفسي يجنب نفسه مشكلة الاكتئاب بشكل مزمن، على عكس الأشخاص الذين يكتمون البكاء ويحاربونه، فالطفل الباكي يزيل عن نفسه التوتر أولاً بأول ويزيل عن كاهله عبء الاكتئاب الناتج عن الضغط العصبي الدائم .