القاهرة - فلسطين اليوم
أطفالنا هم انعكاس لشخصياتنا.. فغالبا ما يكونون مثلنا في الطباع وحتى في الشكل، ولأن معظم أوقات الطفل يقضيها مع والدته، يكون لها أكبر الأثر عليه وعلى شخصيته، وغالبًا ما تُشكل شخصية الأم سلوك طفلها، وهذا ما سنقدمه في هذا المقال من خلال استعراض نماذج لبعض شخصيات الأمهات وتأثير هذه الشخصية على سلوك أبنائها.
1- شخصية الأم العصبية والمتوترة:
تتميز شخصية هذه الأم بالاندفاعية الشديدة في ردود فعلها، فهي تثور لأتفه الأسباب، وما بالك بالطفل الصغير الذي يتميز بفرط حركته وتساؤلاته وأخطاؤه الكثيرة، ما يجعلها تتعامل معه دائمًا بالصراخ والعصبية، فيفاجأ الطفل من رد فعل الأم الغريب، وهو لا يفهم لماذا تصرخ هكذا طوال الوقت.
تنقل الأم لطفلها لا إراديًا هذه الصفة، فيجد الطفل والدته منذ صغره دائمة الصياح والتعصب وتبالغ في حدة صوتها، ومع بدء تطور الطفل وفهم ما حوله نجد أن صوته مرتفع مثلها لا يعرف إلا الصياح حتى في أوقات لعبه يرتفع صوته بالصياح بشدة، وعندما يكبر سيكون مثل والدته دائم العصبية صعب التعامل معه، ولا يقتنع إلا بما يرى ويعبر دائمًا عن غضبه بالبكاء الشديد أو ضرب الآخرين أو تكسير الأشياء.
2- شخصية الأم الحازمة:
الحزم لا يعني القسوة، ولكن يعني إدارة الحياة بالشكل الجيد وبما هو لازم وما هو نافع، فلن يكون الحزم مجديًا لو لم يمزج بالحب والحنان، وعلى الأم أن تفرق متى ينبغي تطبيق الحزم أو الليونة في قراراتها مع أبنائها، فالأم تحتاج للحزم مع أطفالها منذ الصغر ومع بداية فهمهم، فهي تتمسك بالحزم عندما تأتي مواعيد نوم أطفالها أو أنواع الطعام الذي يتناولونه أو عندما يرغبون في شراء أشياء ليسوا بحاجة إليها أو متكررة عندهم أو عند أداء العبادات أو الواجبات أي هي تطبق الحزم لمصلحتهم ولتنمية شخصياتهم بطريقة صحيحة.
عندما تكون الأم حازمة، فهي بذلك ستؤثر في نشأة أولادها على احترام مبادئ الانضباط والالتزام، ويصبح ذلك من عاداتهم الشخصية وتبعدهم عن الكسل والفشل والتهاون في أداء الواجبات، وتصنع منهم شخصيات رائعة ذات هدف في الحياة قادرة على اتخاذ قرارات سليمة في حياتهم بعد ذلك.
3- شخصية الأم المفرطة القلق:
هي الأم التي يسيطر الخوف والقلق على معظم تصرفاتها، ويزيد هذا النوع من القلق بعد إنجابها، فهي تخاف على طفلها من كل شيء وأي شيء، تخاف أن يحمله والده أو أي شخص غيرها، وعندما يكبر طفلها قليلاً فهي تخاف عليه من اللعب مع أطفال آخرين حتى لا يؤذونه ويزيد هذا الخوف عندما يكبر ويذهب للحضانة أو المدرسة فهي تخاف أن يقع.. ألا يأكل طعامه.. أن يمشي بمفرده.. أن يفشل.. فيصبح الخوف والقلق هي مشاعر مرافقة لها دائمًا.
غالبًا ما تنقل هذه الأم للطفل الشعور بالخوف دون أن تدري بذلك، فالطفل بطبعه يحب التجربة ولا يخشى أي شيء ولا تنمو فطرته بهذا الشعور بل إننا من نزرعه بداخله، وهذا الشعور بلا شك يؤثر سلبًا على نفسية الطفل فينمو الطفل بشخصية ضعيفة ومترددة ويكون فاقدًا للثقة بالنفس ويشعر دائمًا بالخوف وليس لديه قدرة على اتخاذ قرارات صائبة.
4- شخصية الأم المهملة:
هي الأم التي لا تولي أطفالها أو بيتها الاهتمام اللازم الذي يستحقونه، فهي تنشغل في أغلب الأوقات بعملها أو أصدقائها أو التحدث في الهاتف أو الخروج والمشتريات والزيارات، ولا تنتبه لمواعيد طعام طفلها ولا تنتبه لسلوكه، ولا تعرف ماذا يحب وماذا يكره أو ماذا يشاهد في التليفزيون، أي أنها تهمل معظم احتياجات طفلها وتترك مسؤوليته على المربية أو والدتها.
يفسر الأبناء هذه التصرفات على أنها نوع من الكراهية أو النبذ وتنعكس على سلوكهم بعد ذلك في أنهم يفضلون الوحدة والبعد عن الأجواء الأسرية، فهم يجدون المتعة مع أنفسهم فقط وقد يصل الأمر إلى ظهور بعض الاضطرابات السلوكية، مثل العنف أو العناد أو عدم احترام الوالدين.
5- شخصية الأم المُدلِلة:
هي الأم التي تشعر أن التعبير عن الحب يكون بالتدليل الزائد والاستجابة لرغبات طفلها دون حدود وتفضيل عدم توجيهه عند الخطأ حتى لا يشعر بالحزن أو يبكي والتساهل مع في كل شيء. فهي لا توبخه إذا تصرف بشكل خاطئ وتبرر ذلك بأنه لا يزال صغيرًا، وعندما يكبر ويفهم إذا أصر على شراء شيء فهي تأتي به أو أصر على تكرار لعبة يفضلها فهي تحقق له ما يريد ولا تريد أن تحرمه من أي شيء لأنها تحبه.
ينشأ هذا الطفل وهو لا يحب الاعتماد على نفسه ويكون متردد دائمًا ويرجع ذلك لسلوك أمه معه ويصبح غير قادرًا على تحمل أي مسؤولية فهو تعود على أن يأخذ فقط ولا يعطي وإذا حدث أن لامه أي شخص، فهو يبكي ويكون شديد الحساسية وكثير البكاء.
6- الأم ضعيفة الشخصية
هي الأم التي تعجز عن توجيه سلوك أطفالها، فهي لا تجد في نفسها القوة الحقيقية المطلوبة للوقوف في وجه الخطأ أو لاتخاذ أي قرارات بشأن أسرتها نتيجة لخوفها من زوجها أو من المجتمع أو حتى من طفلها حتى لا يشعر إنها قاسية معه، لذلك فهي تفضل السكوت غالبًا وعدم اتخاذ أي موقف أو نجدها تنساق وراء آراء الآخرين.
تجعل هذه الشخصية طفلها مشتتًا ولا يعرف الخطأ من الصواب، لأنه لم يحصل على أي توجيه، كما أنه سيكون مترددًا مثلها ولا يحب الصراحة وينمو بداخله الشعور بالخجل والسلبية وعدم الرغبة في الانخراط في المجتمع.