نصائح للتعامل مع حجج هروب أطفالك من المذاكرة

عندما كنا طلاباً كنا نشعر جميعاً برغبة شديدة فى النوم أثناء المذاكرة، خاصة لو كانت مادة لا نحبها، ثم بعد أن نقوم من المذاكرة إذا بالنشاط يدب فى أوصالنا! هل يحدث هذا مع أبنائك؟ هذه واحدة من حجج الأطفال للهروب من كابوس اسمه المذاكرة، والحجج لا تنتهى! ما هى الحجج الأخرى؟ ولماذا يهرب الأطفال من المذاكرة؟ وكيف تحفزين أبنائك نحوها؟
ماذا يقول الأطفال ليتهربوا من المذاكرة؟
إذا صدقت النية فلن تعدم الحيل.. أى إذا أراد الإنسان أن يفعل شيئاً فلن يجد صعوبة فى العثور على الوسائل التى تساعده على تحقيقه، وبناء عليه فالطفل إذا أردا ألا يذاكر فلن يعدم الحجج، هذا بعض مما يقوله الأطفال ليتهربوا من المذاكرة:

    التظاهر بالجوع، أو الرغبة فى النوم، أو التعب أو المرض، حيث يدعى أنه يشعر بألم فى بطنه أو رأسه أو.. إلخ.
    إخبار أمه أنه لا يحتاج مساعدة ثم لا يذاكر.
    التحجج بأن عليه التزام آخر يفعله، لكنه يكون أقل أهمية من المذاكرة.
    التظاهر بالمذاكرة على الكمبيوتر ليلعب الألعاب أو يتصفح الإنترنت.

[اقرأي أيضا  : أنواع الذكاءات وتوظيفها فى المذاكرة (1)]
ماذا يقول طفلك؟ لماذا يتهرب الأطفال من المذاكرة؟.. هناك أسباب متعددة، هذه قد تكون بعضها:

    لا يشعر بفائدتها له أو ارتباطها بحياته.
    لا تناسب قدراته، كأن تكون معتمدة على الحفظ الذى لا يجيده، أو تكون معتمدة على الكلام، بينما يغلب عليه الذكاء البصرى.. إلخ.
    لا يشعر بعدم الأمان النفسى وبالتالى لا يستطيع التركيز، بسبب سوء المعاملة من الوالدين أو الخلافات بينهما علي سبيل المثال.
    ربما يكون فعلاً متعباً أو مريضاً أو ضعيف صحياً مما يؤثر على تركيزه.

[اقرأي ايضا : صعوبات التركيز عند الأطفال]
كيف تحفزين أبنائك على المذاكرة؟
يرى فروبل ومونتسورى – الرواد فى المجال التربوى – أن الأطفال لديهم استعداد فطرى للتعلم، وأنهم ليسوا بحاجة إلى التحفيز من الكبار، أما وأنه قد تم طمس هذه الفطرة، فإننا فى حاجة إلى التدخل لاستعادة جزء من هذه الحب الفطرى للعلم.

    حب الوالدين: ترى «مايا كلمر برنجل» المديرة والمؤسسة للهيئة القومية للطفولة فى بريطانيا أهمية العلاقات بين الطفل ووالديه فى تحفيزه على التعلم، فعندما يمنح الوالدين الطفل الحب غير المشروط يشعر بالأمان وبالثقة بنفسه وبقدراته، والحب غير المشروط أن يعلم ابنك أنكِ تحبينه دائماً، قد لا تحبين سلوكاً يفعله ولكنك تحبينه هو، لا تقولى له مثلاً «ذاكر عشان أحبك»، فأنتِ بذلك تجعلينه يشعر بالتهديد بأنه يمكن أن يفقد حبك.
    أن يكون الوالدان قدوة فى حب العلم: كانت إحدى الأمهات تقوم بإعداد رسالة الدكتوراه، فلم تكن بحاجة إلا نادرا إلى الجلوس بجوار أبنائها لأداء واجباتهم، وكل ما كانت تفعله أنها كانت تضع أوراقها على المائدة وتجلس، فيأتى الأبناء ويجلسون على نفس المائدة، ليس هذا معناه أن على كل الآباء أن يعدوا الدكتوراه، لكن أن يكونوا قدوة فى الإقبال على التعلم والقراءة.
    إعلاء قيمة العلم: بأن تكون الكتب جزء من هدايا الوالدين للأبناء، والحرص على حضور الأبناء الدورات وورش العمل التى تنمى مهاراتهم فى مختلف المجالات.
    النقاش والتفاهم بحيث يشعر الطفل بفائدة ما يفعل، وتجنب الوعظ المباشر والتقريع بما يؤدى فى النهاية إلى كره الأبناء للمذاكرة وللعلم كله.
    ربط ما يتعلمه الطفل بواقع الحياة: مثل إجراء بعض التجارب البسيطة، استخدام الخريطة أو الكرة الأرضية فى معرفة أماكن البلدان أو تحديد القبلة، زيارة المتاحف والآثار، قيامه بشراء أشياء للمنزل ليطبق مبادئ الحساب التى تعلمها.. إلخ.
    استغلال حبه للكمبيوتر والإنترنت: بالبحث عن معلومة على الإنترنت، أو الكتابة على برنامج الـ«Word» بدلاً من الكتابة على الأوراق، أو تصميم عرض على الـ«Powerpoint».
    تجنب التبرع بشرح معلومات زائدة، فهذا يزهد الطفل فيها.
    مكافأة الطفل إذا أتم ما اتفقتما على مذاكرته، والالتزام بما تعدينه به، حتى يتعلم منكِ الالتزام هو الآخر، المكافأة تكون بالشيء الذى يحبه، كوقت زائد يقضيه على الكمبيوتر، أو زيادة فى المصروف، أو نزهة إلى مكان يحبه، أو أكلة يحبها.. إلخ.
    التجديد فى يوم الإجازة بالخروج إلى الأماكن العامة، أو زيارة الأقارب، أو زيارة أماكن جديدة، أو دخول فيلم كارتون فى السينما، أو شراء شيء كان يرغب فيه.. إلخ، فقد قال الحكماء: روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلت عميت.
    افحصى الأسباب التى يقدمها للهروب من المذاكرة، فربما يكون بعضها صحيح!