رام الله - فلسطين اليوم
تهدد السمنة حياة الكثير من الأطفال الذين لم يُنتبه لهم...
ويعد عدم الإنتباه لسمنة هؤلاء الأطفال سبباً هاماً وراء تضخم المشكلة وظهور أسوأ آثارها على حياتهم، ويزيد عدم الإنتباه عندما يكون الآباء أنفسهم مصابين بالسمنة.
وقد أكدت ذلك دراسة علمية دراسة حديثة أجرتها كليه لندن للصحة والطب الإستوائي، ومعهد صحة الطفل التابع لها، وشريك الأبحاث لمستشفى "جريت أورموند ستريت"، مفادها أن الآباء الذين لديهم أطفال يعانون من السمنة قد لا يتمكنون من ملاحظة زيادة زون أطفالهم، ما يصيبهم بمستويات مفرطة من السمنة، ويزيد من أخطار صحية قد تودي بحياتهم.
كما لفتت الإنتباه إلى ارتفاع معدلات السمنة في مرحلة الطفولة حول العالم في العقود الأخيرة. وزيادة إحتمالات وفاة الأطفال بسببها، ولذلك وعمد فريق البحث إلى النظر إلى مقياس هذه المشكلة على نطاق أوسع وتحديد العوامل الإجتماعية الإقتصادية التي من شأنها توقع تقليل أو مبالغة تقدير الآباء لوزن أطفالهم، والعمل على ثقيفهم وتوعيتهم حيال هذا المرض الخطير الذي يحمل معه العديد من الأمراض الفتاكة.
واكتشف الباحثون أن 31% من الآباء قللوا التقدير، حيث استقر مؤشر كتلة جسم (BMI) أطفالهم عند مقاييس السمنة الحكومية، التي تصنف الأطفال وفقاً لمقاييس إما وزن مفرط (أو سمين) أو وزن زائد عن المطلوب أو وزن صحي أو تحت الوزن المطلوب، وقد وجد الباحثون أن أربعة آباء فقط هم الذين قاموا بوصف دقيق لأطفالهم، وهو معاناتهم من الوزن المفرط بالسمنة على الرغم من أنه تم تحديد 369 طفلاً رسميا، بأنهم يعانون من الوزن المفرط وفقا للحد المقرر لمؤشر كتلة الجسم. تماشيا مع لإرشادات الرسمية، كما تم تصنيف الأطفال بالوزن الزائد عن المطلوب عند مؤشر 85 من مئة والوزن المفرط (أو سمين) عند 95% من الآباء.
كما قدر الفريق أنه بالنسبة لطفل بمؤشر كتلة جسم عند 98 من مئة، فهنالك فرصة بنسبة 80% أن يقوم الأب بتصنيف طفله عند الوزن الصحي، لكنهم لاحظوا أن الآباء أصبحوا أكثر احتمالية لتصنيف أطفالهم عند مقياس وزن زائد عن المطلوب عندما يكون لدى الطفل مؤشر كتلة جسم فوق 99.7 من مئة.
وأفاد الدكتور سانجاي كينرا، أستاذ علم الأوبئة الإكلينيكي في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي والباحث الشريك في إدارة دراسة "بروميس": "أن عدم تصنيف الآباء لوزن أطفالهم بدقة، قد يكون بسبب عدم رضاهم، أو عدم رغبتهم في إجراء تغييرات على بيئة الطفل وتغيير نمط الحياة المتبع إلى نمط حياة صحي يضمن له صحة جيدة، ويبعد عنه كابوس الأمراض الخطيرة".
وعليه فقد أكد البروفيسور راسل فاينر، أخصائي طب الأطفال الأكاديمي في معهد صحة الطفل التابع لكلية لندن الجامعية والباحث الشريك في إدارة دراسة "بروميس"، ضرورة إتخاذ اللازم للبدء ببعض الإجراءات التي تقلل الفجوة بين تصورات الآباء عن حالة وزن الطفل ومقاييس السمنة المستخدمة من قبل الأخصائيين الطبيين لمساعدة الآباء على أن يفهموا بشكل أفضل المخاطر الصحية المصاحبة لزيادة الوزن، وزيادة الاهتمام بتبني أنماط حياة أكثر صحية".