هل تتغير الحياة الزوجية بعد الإنجاب

الإنجاب نعمة عظيمة يبحث عنها كثيرون، وتتمناه وتشتاق له كثير من القلوب، ويتلهف عليه كثير من الأزواج الذين لم يرزقوا بعد بنعمة الذرية، ولا أحد يستطيع أن ينكر أبدأ فرحة وسعادة وجود طفل بالمنزل، وقطعا سيشعر الزوجان ببعض التغيرات الحتمية التي ظهرت على حياتهم فالعش الهاديء لم يعد كذلك، والزوجين لما يعودا وحدهم المحظوظين بإهتمامهم لبعض، ولكن ليس الإنجاب فقط، فأي حدث جديد من شأنه أن يحدث تغيرات في أي علاقة، ولا يمكن ثبات هذه التغيرات، فقد تختلف درجتها ونوعيتها بالنسبة لزوجين عن غيرهما.
 
ولأهمية الموضوع، والحيرة التي يسببها لبعض الأزواج، كان لزاما علينا أن لا نعتمد في طرح الموضوع على آرائنا نحن، إذ قامت هي بسؤال بعض الأزواج والزوجات للتعرف على هذه التغيرات، والسبب في حدوثها من خلال التعرف على تجاربهم المختلفة، فلنبدأ:
 
إيهاب نديم من مصر: أشعر بالغيرة
قطعا فرحت بطفلي أنا وزوجتي، ولكن هناك تغيرات حدثت بعد الإنجاب، وأحيانا أشعر بغيرة شديدة من طفلي الذي حظى بإهتمام ورعاي فائقة ترتب عليها عدم إتاحة الفرصة لي لأتحدث مع زوجتي، حتى أن إهتمامها لم يعد منصبا علي كما في السابق، خاصة في الشهور الأولى من الإنجاب، وأنا لا ألومها ولكني افتقدتها فترة، ولكن بمرور الوقت وبعد أن كبر طفلي قليلا تلاشت هذه الأحساسيس وانتبهت زوجتي لي بتنظيم الوقت، وسعدنا به معا.
 
غرام من سوريا : فقدت الرومانسية
أنا أعشق طفلتي، ولا أتخيل حياتي بدونها، خاصة أنني قدر رزقت بها بعد 3 أعوام من الزواج، لكن ثمة شيء فقد في حياتي أنا وزوجي ولا نجده إلا بالصدفة، وهو الرومانسية فقد كنا من قبل وطول هذه المدة لا نفترق، نستمتع بأوقاتنا، لا يوجد عند كلانا أمر يشغلنا عن بعضنا، ولكننا عوضنا بمرح وحب ولهو طفلة جميلة عمت أرجاء البيت بالفرحة والسرور، والآن نحاول أنا وزجي أن نل قدر من الرومانسية معا حتى تكتمل إحتياجتنا العاطفية، ولنحيا بسرور.
 
نادين من لبنان: صدمت لفترة
وتحدثنا نادين عن أمر ما أصابها بعد الإنجاب، وهي أنها ومع سرورها وفرحتها بمولودها إلا أنها صدمت بتعلق زوجها به أكثر منها، وأنه بدأ يتجاهلها لفترة منشغلا بالطفل عنها، وقد أثر ذلك على نفسيتها لفترة، خاصة في الشهورة الأولى بعد الولادة، وأصبح كل كلامه معها خاص بالطفل، حتى عند إتصاله بها لا يذكرها أبدا، فقط وصايا، وسؤال عن أحوال طفلهما، فشعرت بضيق من إهماله لها في أكثر فترة حرجة للمرأة، هي فترة ما بعد الولادة.
 
عاصم لبيب من السعودية : الأولوية لي
فرحت جدا بمولودي الجميل، وحمدت الله عليه، ولكني لم أعد الأول في حياة زوجتي، خاصة وأني أحبها جدا، وكلما وجدته في أولى أولوياتها شعرت بالحسرة، نعم هو طفلي ولكني تعودت أن أكون الأول في إهتمامتها، ولم أتحمل التقصير، وظللت لفترة منفعل في ردود أفعالي، وقد اختفى ذلك كله بمجرد بسمة رأيتها على وجه طفلي.
 
وبالرغم من تباين التجارب إنهم جميعا قد أجمعوا على أن هذه التغيرات حتمية وتحدث في كل الزيجات، ولابد لجميع الأزواج أن يتوقعوا ذلك حتى لا يصدمون، كما أوضحوا أن هذه التغيرات لم تسبب إنتكاسة للحياة الزوجية، هي طبيعية وستختفي بعد العام الأول للطفل، وسيحل محلها مشاعر الألفة وبالأنس بالجو الأسري الجميل المليء بالأمل الموجود في عيون الأطفال، وقد ختموا جميعا بنصيحة لكل المقبلين في جو مرح قائلين أخروا الإنجاب قليلا واستمتعوا في عشكم الهادئ بالحب والرومانسية.