رام الله - فلسطين اليوم
كثيرة هي، ومعقدة مشاكل الفتيات، فقد تتعرض الفتاة لتجارب قاسية في حياتها، ورغما عنها، فإما أن تجد مجتمع يتفهم واقعها ومرارة ما عاشته وعانت منه، أو أن تجد مجتمعاً قاسياً لا يبالي لألمها، وحسرتها، ويحكم عليها بحياة بائسة لا تخلو من الحزن والآلام..
خطابي اليوم للرجل، وهو في الصميم، لتكرار المشكلة التي سأتحدث عنها اليوم مع فتيات كثيرات كنّ ضحايا لغدر ونذالة مخلوقات غريبة أطلقت على نفسها كلمة "رجال" مسيئة بذلك إلى كل رجل بحق، يعي جيدا معنى الرجولة ويتسلح بقيمها، ومبادئها الراسخة.
القبول حياة والرفض موت
في كثير من الحالات نسمع عن فتيات يائسات تحطمت عزيمتهن، بسبب حادث أليم تعرضن له رغما عنهن، حادث حول حياتهن إلى جحيم، هو حادث "الإغتصاب"، وفقدان العذرية، على يد أحقر البشر، فماذا عسانا أن نقدم لهن هل نقبل بهن ونخلق لهن حياة جديدة، أم نرفضهن ونحكم عليهن بالموت وهن على قيد الحياة، فلا حق لهن في الزواج ولا الإنجاب ولا الحياة الكريمة كباقي النساء الأخريات؟
قرار صعب
أعلم أنه سؤال شديد الحرج والصعوبة في نفس الوقت، فهل تقبل أيها الرجل بالزواج من فتاة فقدت عذريتها رغما عنها، علما بأنها فتاة على خلق ولم يلاحظ عليها إلا الإستقامة، والإحتشام، ولم يعبها شيء قط، فالذي يعاب عليه هو من سمح لنفسه بإنتهاك حرمة جسدها وأفقدها عذريتها.
فهل تقبل بهذه الفتاة الخلوقة التي أطلعتك على سر ربما لم تكن لتعرفه أبدا لو أنها قامت بعملية "ترقيع غشاء البكارة"، خاصة وأن الشرع قد سمح للمغتصبات بذلك إنصافا لهن، وتعويضا لهن عن الإهانة القوية وجرح النفس العميق جراء ما تعرضن لهن، ولكنها أبت أن تبدأ حياتها معك على أخطر كذبة بالعالم.. هل تقبل أم أنك ستلوذ بالفرار منها وسترفضها بكل ما فيك من مشاعر وأحاسيس؟
قبل الإجابة وإتخاذ القرار
هل تضمن عزيزي الرجل لأختك، أو أحد فتيات العائلة أن يعدن للمنزل في يوم من الأيام دون أن يتعرضن لهذا الحادث الأليم، الذي يعد أكثر الأحداث قسوة على نفس المرأة بوجه عام، وماذا سيكون ردة فعلك حيال ذلك، هل ستقف بجوارها، أم أنك ستتخلى عنها، هل ستنادي بقبول المجتمع لها فعلا وليس بأشعار تفتقر إلى التطبيق، هل ستنظر لها بعين الرحمة؟ أم ستحكم عليها بالإعدام مثلك مثل بعض أفراد المجتمع؟
عزيزي الرجل.. ربما لم تملك هذه الفتاة أغلى هدية من الممكن أن تقدمها فتاة لزوجها في ليلة عرسها، ولكنها قد تملك صفات وأمور أخرى تفتقر إليها أغلب النساء، وربما كانت هذه الزوجة هي الأخلص لك والأبقى عليك، فالأنثى خاصة وهي مجروحة لا تنسى أبدا من وقف بجوارها وأعزها وأكرمها .. ففكر سويا قبل أن تقرر.
إلى كل فتاة تعرضت للإغتصاب
ارفعي رأسك عاليا في السماء، وتجاوزي المحنة وقوي إيمانك بالله، ولا تنظري للخلف، بل أنظري أمامك وارسمي لك مستقبل سعيد وعاوني نفسك بنفسك وافرضي نفسك بتفوقك وإجتهادك واثبتي للجميع من أنت بحق.