التفكير في الزواج

الجميع يعلم حق اليقين أن الزواج رزق مقسوم وقدر مكتوب لكل إنسان منذ أن كان في بطن أمه، ومن المعلوم أن كل شيء ينزل بقدر وفي ميعاده لا يستأخر ساعة ولا يستقدم، إلا أن هوى النفس أحيانا تقودنا إلى الشكوك والظنون وتبعدنا عن طريق الإيمان بالقدر، فنجد الفتاة عندما يتأخر عنها رزقها، وتظل تنتظر فارس أحلامها حتى تمل فتصبح متشائمة بالحياة، ثم تذرف دموع الحسرة والأسى على حظ لم يبتسم يوما في وجهها، وبما أن الزواج حاجة فطرية وضرورة نفسية واجتماعية فإنه من البديهي جدا أن يفكر الشخص في مسألة الزواج، وهنا يبقى المشكل المطروح ليس في قضية التفكير في الزواج وإنما في طريقة التفكير الملح الذي يربك الأعصاب و يرهق النفس ويجعلنا نسبح في متاهة الشكوك والظنون والعصيان..

سنقدم لك اليوم عزيزتي الفتاة بعض الأفكار الخاطئة التي تقودك إلى إرهاق نفسيتك بالتفكير في الزواج، وسنضع بين أيديك مجموعة من النصائح والإرشادات التي ستوضح لك الصورة أكثر وستجعلك تفكرين بطريقة إيجابية :

إياك عزيزتي أن تجعلي كلام الناس يؤثر عليك ويضغط على نفسيتك، فالبعض يلقون بكلامهم الجارح بقصد وضعك في موقف محرج، فلا شخص آخر يحق له أن يتخذ قرار الزواج بالنيابة عنك، وضعي في ذهنك أن الزواج ليس مهربا من كلام الناس بقدر ما هو مسكن ومنبع للود والمحبة وملجأ يتطلب مسؤوليات أوسع وتحديات أكبر من تحديات العزوبية، فلا تنظري فقط إلى الجزء الايجابي والرومانسي للحياة الزوجية وتغفلي عن الجانب الآخر.

غالبا ما نجد أن الفراغ الكبير هو من بين الطرق الخاطئة التي تؤدي إلى كثرة التفكير بالزواج، فعندما لا تجد الفتاة ما تملأ به فراغها وتشغل به وقتها لا تجد ملاذا سوى التفكير بالأمور التي هي بحاجة إليها والتي قد تجدها عن غيرها وتفتقر إليها، فحينما لا يكون للفتاة إنجاز في حياتها ، وعندما لا يكون لديها ما تستطيع أن تعبر به عن ذاتها فهي غالبا ما ستلجأ إلى التفكير المضني والممل في الزواج كنوع من الهروب النفسي وملأ الفراغ لتبرير عدم وجود انجاز في حياتها ..

إن كثرة التفكير في الزواج يؤدي غالبا إلى التدهور، مما قد يدفع الفتاة إلى إسقاط نفسها في علاقات عاطفية كوسيلة لسد الفراغ العاطفي، ولذلك ننصحك عزيزتي أن تجعلي من المعاني الإيمانية محفزا لك في ضبط تفكيرك بالزواج، فكلما راودت فكرة الزواج ضعي في ذهنك بيقين تام أن الزواج وإن تأخر فإن الله ألطف بعباده.