رام الله - فلسطين اليوم
يتوقف نجاح الحياة الزوجية على أداء كل من الزوج والزوجة معا في أمور كثيرة جداً، وقد يحدث الخلل بسبب أحدهما أو كلاهما معا، ويعد الهروب بالبحث عن بديل لأي طرف منهما خطأ فادح يدق ناقوس الخطر لينذر الجميع بأن الحياة الزوجية باتت على حافة الهاوية.
من المسؤول عن لجوء الزوج لحض إمرأة أخرى؟
لا يمكن في مثل هذه الحالة أن تلام الزوجة فقط على ذلك؟ ففي كثير من الحالات نجد زوجات رائعات يكاد يقتلن أنفسهن ليرضى أزواجهن، ومع ذلك تجدهن مقهورات بسبب هروب أزواجهن إلى أحضان نساء أخريات، لذا فمن الظلم أن يلقى اللوم على المرأة فقط بل يجب أن يؤخذ في الإعتبار أمور كثيرة قد تمهد لذلك، لا يد للمرأة فيها.
والآن فما هي الأمور التي تمهد للزوج البحث عن حضن إمرأة أخرى؟
تتضافر في حدوث ذلك مجموعة من العوامل مثل:
•طبيعة الرجل وميله إلى الخيانة
فقد يكون الرجل من الرجال غير القنوعين الذين يظلون في بحث دائم عن إمرأة أخرى، وهذا الأمر لا يمت للزوجة بصلة وهي ليست سببا في حدوثه في هذه الحالة.
•أزمة منتصف العمر والمراهقة المتأخرة
يمر بها أغلب الرجال تقريبا فالرجل وبخاصة الرجل الشرقي يحب أن يشعر بأنه مطلوب وأنه لا زال هناك من تعجب به، وأن الزمن لم يمر به، فيبحث عن كل ما يشعره بذلك، ومن ضمنها إمرأة أخرى تشعره بجاذبيته ليعيش معها مرحلة أشبه بمرحلة المراهقة.
•عدم شعوره بالسعادة مع زوجته
فقد يشعر الزوج بأن الشعور بالسعادة لا يتحقق بالقرب من زوجته لسبب أو لآخر، فيقرر البحث عن حضن آخر يشعره بها، ويظل باحثا عنه متجولا بين النساء إلى أن يجده.
•إهمال الزوجة للزوج
في كثير من الحالات قد يكون إهمال الزوجة لزوجها وعدم الإهتمام به وبمشاعره وعدم الحرص على قضاء وقت معه لتحقيق التواصل، وكذلك عدم إكتراثها لآلامه وأشجانه سببا في بحث الرجل عن حضن بديل يعوضه ما فقده مع زوجته.
•التسرع في قرار الزواج
عندما يتسرع الرجل بالزواج من إمرأة، وعندما لا تتم دراسة القرار جيدا، يحدث صدام كبير بعد الزواج فيكتشف متأخرا إختلاف الزوجة عنه في كثير من الأمور، وعدم القدرة على تحقيق التفاهم في ما بينهما، وعدم شعورها به والعكس كذلك فتصبح الحياة الزوجية بمثابة سجن له، فينطلق حرا طليقا باحثا عن حضن آخر.
•قسوة الزوجة وبرود مشاعرها
أحيانا تجد الزوجة جامدة وباردة المشاعر يغلب عليها القسوة، والرجل رغم هيبته وقوة شخصيته إلا أنه يظل محتاجا للحنان، فمن الطبيعي أن يبحث عن حض إمرأة أخرى عندما لا يجد حضن يحتويه ويغمره بالعطف والحنان، وعندما يشعر ببرود مشاعر زوجته تجاهه فقد يشتاق لأن يقيس درجة حبها له بغيرتها عليه، إلا أنها لا تأبه لذلك معتقدة أن غيرتها عليه ستفقدها ثقتها بنفسها وستحط من كبريائها.
•إعتقادات الرجل الخاطئة
ففي كثير من الأحيان يحكم الزوج على زوجته خطأ محاولا إثبات صحة إدعائه عليها بكل الطرق ويظل معلقا عليها كل الأخطاء فهو رجل لا يعترف بما ارتكبه من أخطاء، فيظن أنها لا تقدره ولا تحبه ولا تعمل على راحته، وكل هذه الأمور لا تمت للحقيقة أبدا، إنما هي وساوس تتمكن من الزوج وإعتقادات خاطئة تسيطر عليه حتى يبدو بمظهر الضحية أمام الآخرين، فيبدأ في البحث عن حضن آخر مؤكدا أنه على صواب.