القاهرة - فلسطين اليوم
نسمع كثيراً عن علاقات زوجية فاشلة، ربما يأتي هذا الفشل في حالة لجوء البعض إلى فكرة الزواج من أجل سد الاحتياجات المتبادلة بين طرفي العلاقة الزوجية، خاصة ما يتعلق منها بالوحدة والأنس، خاصة هؤلاء ممن تعرضوا لأزمات مريرة في الحياة، كالطلاق أو الترمل أو العنوسة.
تنتشر العنوسة في مجتمعنا العربي بدرجة كبيرة، وحسب الإحصاءات الرسمية يوجد في مصر وحدها أكثر من 13 ملايين شاب وفتاة تجاوزت أعمارهم 35 عاماً لم يتزوجوا، منهم 2.5 مليون شاب، و 10.5 مليون فتاة فوق سن الـ35 ومعدل العنوسة في مصر يمثل 17% من الفتيات اللاتي في عمر الزواج، ولكن هذه النسبة في تزايد مستمر وتختلف من محافظة لأخرى.
ومن هنا تضطر فتيات عانوا من شبح العنوسة الزواج من أول رجل يطرق الباب، الأمر الذي يجعل الرجل يستغل ظروف الفتاة وانتهاك جزء من حقها المادي، وربما المعنوي، فهناك رجال يتخذون من أزمة العنوسة وسيلة للتعدد، ولزواج السر، وغيره من الزيجات الاضطرارية التي يمكن أن توافق عليها المرأة هرباً من شبح العنوسة، الأمر الذي انهك البنية الاجتماعية للمجتمع، وأضعف العلاقات الاسرية، وفرض علينا واقع الطلاق، الذي يتكرر يومياً على مسامعنا وأبصارنا.
التسرع في الاختيار إهانة
من جهتها، تقول الدكتورة والمستشارة النفسية رضوى فرغلي 'التسرع في الاختيار يجلب على الحياة الزوجية الكثير من المشاكل التي يصعب حلها، وهو يمثل إهانة لأي امرأة تتزوج للاضطرار، والتأني في اختيار الشريك أمر هام جداً، وجانب لا يمكن تجاهله عندما نختار أزواجنا، فالمادة ليست هي الوسيلة التي يمكن أن ينعم بها الفرد بحياة هادئة، كما أن انجاب الأطفال سبب غير كافي من أجل اتخاذ قرار الزواج.
وتضيف الدكتورة رضوى أن ما يضمن لأي علاقة أن تستمر، وخصوصاً العلاقة الزوجية، هو الاحترام وتقدير كل طرف للآخر بغض النظر عن وجود الحب، ثم إن التوافق العمري أمر يغفل عنه النساء، فماذا تتوقعين عند معاشرة رجل يفوق عمرك بعدة سنوات، موضحة أنه ' في حالة وُجود الأطفال أصبح الاحترام واجباً وحتمياً لأنه عامل أساسي في تربيتهم، فكما يقول سيدني هاريس: 'أفضل ما تمنحه لأولادك العادات الصالحة والذكريات الجميلة'، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا في ظل وجود تكافؤ معنوي ومادي بين طرفي العلاقة الزوجية'.