كثير من الخلافات الزوجية سببها الصراحة



يجهل الكثير من المتزوجين حديثاً والشركاء الجدد قواعد الصراحة بين الرجل والأنثى، ظانين أن الصراحة في كل الأمور هي نوع من الشفافية في العلاقة مع الطرف الآخر وتعبر عن الحب والإخلاص والارتباط القوي بالشريك، وأنهم بالصراحة يبنون علاقة قوية ومتينه ويؤسسون حياة مشتركة في كل شيء.
 
كثيرون من الاختصاصيين ينادون بالصراحة بين الزوجين وآخرون على العكس تماماً يعتبرونها وسيلة سهلة لتعميق الخلاف. ولكن ما اتفق عليه الجميع وصوصاً أصحاب العلاقات الزوجية الطويلة من الرجال والنساء أن الحياة الزوجة والشراكة بين الرجل والأنثى أساسها الاحترام والتقدير والإخلاص والعطاء وذلك أهم من الصراحة، وأن  الصراحة يجب أن تكون مقيدة وتحكمها قوانين وتستخدم بحكمة بالغة ولا يجب أن تكون مطلقة أبداً، ولأنها سلاح ذو حدين قد تؤدي إلى خلافات ومشاكل لم تكن مقصودة أبداً.
 
وتأكيداً على ذلك سيلاحظ الكثير أن الصراحة قد يفهمها الشريك في بعض الأحيان أنها نوع من الاعتراف بالخطأ المقترف في وقت غيابه، وهذا يشكك في الثقة بين الشركاء، ويكون الطرف الأول قد صرح بذلك من باب الصراحة المطلقة وكونه لا توجد أسرار بين الشركاء، ويبدأ الطرف الآخر في ربط الأحداث ببعضها كأن يقول لماذا لم أعلم من قبل بذلك، وكيف يحصل ذلك دون علمي مسبقاً... وهكذا.
 
إذن ينبغي على الأزواج والشركاء الاقتناع أن لكل منها أسراره الخاصة هذا أولاً، وثانياً أن الصراحة يجب أن تكون في الأمور الضرورية والأساسية وليست في كل التفاصيل الصغيرة الهامشية وأنه مهما كان هناك حب بين أي رجل وامرأة لابد من وجود أمور تختلف النظرة إليها من شخص إلى آخر. وأيضاً لابد من كل طرف ان يفهم طبيعة الطرف الآخر في ما يتعلق بالأمور التي تغضبه أو حتى تزعجه أو تمس أي جانب من مشاعره وخطوطه الحمراء، فهنا الصمت سيد الموقف تجنباً للمشاكل وتركيزا على ما هو أهم وأسمى في العلاقة وأن ذلك هو الحب الحقيقي.