القاهرة - فلسطين اليوم
إنه شهر واحد، لا يجيء إلا كل أربع سنوات.. فاتركي زوجك وشأنه مع مبارايات كأس العالم.، ولا تنغصي عليه حياته.. ولأجل أن يستمتع بهذه المناسبة التي ينتشي لها كل ملليجرام تستوستيرون في جسمه، هناك مجموعة من الأسئلة، لا تعكري بها صفوه.
.واتركيه في حاله من فضلك مع فرقه المفضلة وخصومه التاريخيين. اتركيه يصرخ ويهلل..ويركل الأشياء..اتركيه يقفز..اتركيه يحس بنشوة إنسان الكهف الأول بداخله.. ولا تسألي هذه الأسئل
ة: 1- "اتغلبتوا؟" هذه هي الصيغة الأسوأ على الإطلاق للسؤال عن نتيجة مباراة، أنت تعرفينها جيدا.. أولا : زوجك لم يكن ضمن تشكيلة الفريق، ولم يكن مديره الفني، فلماذا تخاطبينه كأنه واحد من الفريق؟ لماذا تضمينه إليهم؟ أي نعم قد يجلس زوجك طوال المباراة موجها تعليماته للفريق كأنه نابليون بونابرت وليس مجرد مدير فني لفريق كرة، لكن هذا لا يعني أنه ينبغي أن يخضع للمساءلة والغمز واللمز بعد الخسارة. لأن جوهر المتعة أحيانا، هو أن تغامر دون أن تدفع أنت شخصيا الثمن.
حين يخسر فريق زوجك، فلتشاركيه في استنزال اللعنات من السماء على الحكم والعارضة وحارس المرمى..لكن أبدا، لا تسأليه بكل ما أوتيت من خبث "اتغلبتوا؟" حين تقولين لزوجك "اتغلبتوا؟" فإن ذهنه يترجم الجملة تلقائيا باستحضار كل مواقف الفشل في حياته..من أول زميل المدرسة الذي كان يضربه وهو صغير، وصولا لآخر جزاء وقعه عليه مديره في العمل.. كفى سادية..ولا تسألي هذا السؤال الوحشي مرة أخرى..
2- "يعني إنت هتاخد فلوس معاهم مثلا؟" لا تحاولي تسفيه فرحة زوجك بانتصار فريقه، ولا تقللي من نشوته بالمكافآت التي سيحصل عليها اللاعبون. أي نعم لن يقاسمهم فيها، لكنه جزء من فريقه..بتشجيعه وصراخه وتحليلاته وأوامره التي يصدرها من على كنبة الصالة في شقتكم والتي لا يتبعها المدربون والمدراء الفنيون عادة.
هذه لحظة من لحظات الصفاء النفسي التي يحس فيها الرجل بأنه ينتصر في الحياة، ولا يطمع في أكثر من أن ينتمي للجانب المنتصر..اتركيه مع انتصاراته الحالمة، ولا تذكريه طوال الوقت بأن ثروته أبدا لن تضاهي ثروة لاعب كرة.. إنه الآن زاهد ٌناسك..
3- "يعني انتو محتاجين جون ولا اتنين يعني عشان تكسبوا؟" حين يكون فريق زوجك مهزوما أو في وضع صعب في المباراة، سيكون زوجك مشغولا بحساب النقاط وفارق الأهداف وأوضاع الفرق المنافسة، فلا تفسدي عليه حساباته المعقدة بمثل هذا السؤال السخيف. صدقيني أنت لا تتضامنين معه في الدقيقة 80 من المباراة حين تسألين هذا السؤال..أنت فقط تبعثرين أفكاره، المشتتة بدورها.
وفي لحظة بعينها سيحس أنك أنت السبب في خسارة فريقه! فاتركيه مع تحليلاته وخيباته جانبا..
4- "طيب المدرب مبينزلش مهاجم ليه؟" حين يصيح زوجك غاضبا من تغيير ما أجراه مدرب فريقه، وحين يصرخ (لماذا تستبدل مدافعا بمهاجم؟ لماذا لا تلعب بثلاثة مهاجمين؟) حين يسأل هذه الأسئلة، فإن لها نكهة وجودية فلسفية في ذهنه، ولا يقصد بها على الإطلاق سؤالا تقريريا يمكن الإجابة عليه منطقيا.. هناك أسئلة ذات أغراض بلاغية وغرضها الأساسي التنفيس..لا أكثر ولا أقل.
5- "طيب هو ليه بيروح للأوفسايد برجله؟" صدقيني، لا يختار أي مهاجم أن يقع في مصيدة التسلل برغبته. وحين يقول لك زوجك إن الأوفسايد هو أن يتسلل المهاجم لدفاعات الخصوم حتى يتلقى الكرة وهو واقف بمفرده، فإنه يقولها دون أن يشرح لك كل محدداتها واحتمالاتها..لذا لا تحاولي أن تزعمي أنك "ميشيل بلاتيني"..
فلا أحد يذهب للأوفسايد بكامل قواه العقلية..إنها الخدعة والفخ..لا أكثر ولا أقل! أخيرا.. اتركي تعليقات الجدات والأمهات للمسلسلات العربية.. لا تقولي على لاعب من الفريق المنافس: إلهي تنزغد في قلبك.. لا تقولي عليه: إلهي تنشك في رجلك..
فكل هذه الأدعية، تصلح لاستحضار اللعنات على الممثلين الأشرار في المسلسلات التركية، ولا يستسيغها الرجال، حين توجه لخصومهم في الملعب.