العلاقات الزوجية

تزداد العلاقات الزوجية متانة مع الخلافات... ومن هنا، تثبت قليلاً صحّة النصائح التي تعظك بالارتباط بشخص يختلف عنك، إذ إن الاختلاف والخلاف هما المكوّن الأساس للشغف المستمرّ، ومن الشغف ينبع الحب، الحب العميق المدمّر الذي يؤثر على جميع تفاصيل حياتك ويجعلك غير قادرة على العيش بدونه. ولكن تجدر الإشارة الى أنه عند الحديث عن الخلافات، لا يعني الأمر التقاتل الجسدي أو العنف، بل الاختلاف والجدل حول أمر معيّن بالكلام والمواقف لا أكثر. ولكن ماذا تعني هذه الخلافات وتجاوزها معاً؟؟

يعني أن حبكما يمكنه أن يتجاوز أيّ شيء


إن لم تتجادلي والشخص الذي تحبّين، فهذا يعني أن ما بينكما ليس حبّاً حقيقياً... فإن كان بإمكانكما أن تتقاتلا، فهذا يعني أنكما تملكان القوة لتخطي الأشياء والمواقف، خاصة إن كان بإمكان أحدكما أن يتفوّه بكل ما يدور في عقله وقلبه دون أن يشعر هو أو الآخر بالنفور.

يعني أن كليكما يحترم وجهة نظر الآخر


يمكن لوجهات نظركما إلى الاشياء نفسها وفي كثير منها أن تكون متناقضة كلياً، ولكن هذا الأمر لا يعني أن تقللا من احترام أحدكما للآخر، إذ إن الاحترام المتبادل هو لا شك ضروري وصحّي لعلاقة تدوم بين طرفين. قد تختلفان كلياً في الآراء، ولكن التوافق أو عدمه أفضل من أن تسمحا لهذه الأمور بفصلكما، إذ إنه سيمنحكما تفاهماً أفضل وآفاقاً أوسع.

يعني أنكما لا تخافان من بعضكما


إن كنت لا تستطيعين الاختلاف أو الدخول في جدل مع الطرف الآخر، فهذا يعني بوضوح أنكما تخافان من بعضكما. وهناك فرق بالطبع بين التمتع بحب صحيح وصحّي وبين الاستعداد الدائم للمغادرة وترك الآخر، ما يعني أن أيّ جدال أو خلاف هو دائماً اختبار لمتانة حبكما وعلاقتكما. وإذا تمكنتما كلاكما من تجاوزها والاستمرار، إذاً أنتما قويّان ويمكنكما أن تحتملا آراءكما المختلفة كشخصين قويين.

يعني أن الشغف بينكما قوي


بالطبع تعرفين أن الخلاف بينكما سيفضي أخيراً الى مصالحة حميمة، أي إن التقارب الحميم سيصبح بينكما أكثر متانة بعد كل خلاف. كما أن الخلافات بينكما هي دوماً دليل على شغف أحدكما القوي بالآخر، لأنكما إذا لم تتجادلا، فلن تشعرا بقوة الأمور بينكما.

يعني أن أحدكما سيتعلم دوماً من الآخر


لا بدّ من أن أكثر شيء ترغبين فيه من شريكك هو معرفة أكبر، وتريدين أن يكون شخصاً يعلمك ويمنحك من معرفته. ومن هنا، لا بد للخلافات والتفاهمات بعدها من أن تكون دوماً مصدراً للمعرفة بينكما.