النادلة ياسمين اليوسفي

كشفت النادلة ياسمين اليوسفي (20 عامًا) عن مخاطرتها بحياتها من أجل امرأة مصابة بعد أن أطلق متطرف "داعش" المسلح 30 رصاصة في المطعم الذي تعمل فيه، وانطلقت ياسمين إلى الخارج في محاولة لمساعدة من يتعرضون لضرب النار في الخارج.

وأفادت ياسمين: "كنت أفضل أن أموت بدلًا من أن أتركهم يموتون، أنا أعلم شعور الإنسان وهو وحيد ولذلك لم أكن أستطيع العيش مع نفسي إذا لم أحاول أن أساعدهم، لم أكن أريد للمصابين أن يشعروا أنهم تم التخلي عنهم".

وأظهرت الصور الحصرية التي حصلت عليها صحيفة "الديلي ميل"، وشوهدت بواسطة الملايين في جميع أنحاء العالم النادلة ياسمين وهي تختبئ تحت البار وتلف ذراعيها حول إحدى الضحايا التي تنزل بينما الرجل المسلح يقف على بعد خطوات ويقتل المزيد من الضحايا.

وروت ياسمين كيف ساعدت السيدة المصابة بطلق ناري في يدها والرصاص يتدفق من حولها، وظهرت ياسمين وزميلها النادل سمير في اللقطات وهما يمسكان بعضهما البعض ويختبئان خلف البار أثناء قيام المسلح صلاح عبد السلام المولود في بلجيكا (26 عامًا) بإطلاق النيران، وشوهدت ياسمين فيما بعد وهي تدفع رأس زميلها تحت أحد الأغطية لكنه هرب سريعًا متجهًا إلى المطبخ القبو عبر الدرج، وبعد لحظات ظهرت امرأة مصابة تحاول الاختباء خلف البار وساعدتها ياسمين على الفور محتضنة رأسها.

وذكرت النادلة المولودة في باريس وينحدر والداها من المغرب والجزائر: "في البداية اعتقدت أن الأطفال يلعبون بالألعاب النارية، وبعدها سمعنا ضجيجًا آخر ولكن في هذه المرة انفجرت النوافذ، وكان هناك إطلاق نيران، وما أعرفه هو أنني انخفضت إلى أسفل وحاولت الاختباء خلف البار، وكنت أصلي حتى يتوقف إطلاق النار، وأعتقد أن الضرب استمر لمدة 10 أو 20 ثانية، ولكن بالنسبة لي شعرت أنه استمر لدقيقة أو دقيقتين".

وتابعت ياسمين: "ابن عمي النادل هرب إلى الطابق السفلى عبر الدرج ورأيت امرأة جريحة تدعى لوسيل تركض نحوي، أردت حمايتها وكانت مصابة في ذراعها، كانت تبكي وتقول إن صديقها كان في الخارج وربما يكون ميتًا لكنه في الواقع ما زال على قيد الحياة، كنت أعرف أنها خائفة ومصابة ولم أكن لأجري وأتركها، لا أستطيع فعل هذا مطلقًا، وكانت تبدو في عمر 25 عامًا وكانت تنزف كثيرًا، وعندما أخذتها إلى الطابق السفلي قالت لي إنها لا تشعر بيدها مطلقًا".

وأخذت ياسمين المرأة المصابة وبقية الزبائن إلى الطابق السفلي لحمايتهم وبعدها ذهبت إلى الخارج لمعرفة ما إذا كان يمكنها مساعدة الضحايا المصابين، وعندما هرب عبد السلام ورفاقه خرجت ياسمين إلى الخارج ليواجهها العديد من الجثث.

وأردفت: "ذهبت إلى الخارج ولكن بعد فوات الأوان، أطلقوا النيران على الجميع، وكان هناك امرأة تصارع الموت وثلاثة ماتوا بالفعل، وكانت السيدة التي تصارع الموت تنظر لي وأمسكت يدها لمدة ثانية أو اثنتين لكنها ماتت بعدها، وعندما التفت وجدت رجلًا ملقى على الأرض وكنت أتمنى أن يكون مصابًا فقط لكنه كان يحتضر أيضًا، ثم أخبرني أحد رجال الشرطة أن أسأل المصابين عن أسمائهم وأناديهم بها ولكني لم أستطع معرفة أسمائهم".

وأكملت ياسمين: "الرجل الذي كان يحتضر لم يمكنه حتى التنفس، وكانت السيدة التي رأيتها تموت أيضًا في الوضع نفسه، لا يمكنني نسيان هذه المشاهد مطلقًا، لم يبدو عليهم الخوف أو الجرح إنها نظرة مختلفة لما كنت أراها من قبل، كنت أركض لأتفقد الجميع لأرى ماذا يمكنني فعله، تحدثت إلى أحدهم لكنه كان ميتًا، كنت أسأل هل أنت بخير هل تسمعني ولكن بالطبع لم يسمعني أحد لأنه مات بالفعل، وكان أحد الرجال ميتًا لكن يديه كانت ترتعش".

وتابعت: "ما زلت أذكر وجوههم عندما أستيقظ وعندما أخلد إلى النوم، إنه الشيء الوحيد الذي رأيته في الواقع، كنت أتذكر السيدة التي ماتت بالفعل ولكن جسدها كان يبدو حيًا ولا أعرف حتى اسمها".

وأضاف بائع الزهور المقابل للمقهى عيسى فريدج، أن النادلة ياسمين التي عملت في المطعم منذ شهر فقط كانت أول شخص في الساحة، مردفًا: "كانت شجاعة جدًا وكانت أول شخص يخرج من المطعم ويعبر الشارع، وذهبت لرؤية امرأة ماتت بالقرب من المقهى لتطمئنها، ثم اتجهت إلى امرأة أخرى حتى لفظت أنفاسها الأخيرة".

وبيّنت ياسمين التي جاءت من خلفية عرقية مشابهة للقتلة: "نشأت في عائلة مغربية ولكني فتاة باريسية، وأسوء شيء حدث لي هو ما حدث لهذا البلد ولم أشعر بالارتباط بهذا البلد مثلما أشعر الآن، هؤلاء الناس ماتوا فقط لأنهم أرادوا أن يعيشوا، ماتوا لأنهم أرادوا الاستمتاع بالموسيقى والبيرة مع أصدقائهم أو لأنهم كانوا يسيرون في الشوارع الخطأ، الجميع يبكي من أجل القتلى".