لندن ـ ماريا طبراني
تخضع الفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاي، التي أُصيبت بعيار ناري في الرأس من قبل حركة "طالبان" أخيرًا، لعملية جراحية في مستشفى برمنغهام في وسط بريطانيا، يأمل الأطباء بأن تكون الأخيرة، وأن تساهم في إتمام رحلة علاجها، حيث سيتم تركيب لوحة من "التيتانيوم" على جمجمتها وزرع سماعة لمساعدتها على استعادة حاسة السمع في أذنها اليسرى. وقال المدير الطبي في مستشفيات جامعة برمنغهام وخدمات وزارة الصحة الوطنية البريطانية، الدكتور ديف روسر، إنه "من المتوقع أن تغادر المذكورة المستشفى بعد يومين أو ثلاثة، ونأمل بأن تصبح في النهاية قادرة على التركيز بشكل كامل على جلسات إعادة التأهيل". واضاف الدكتور ديف روسر، أن "ملالا لديها ضعف في الجانب الأيسر من وجهها فقد أصبح متدلٍ، ولكن هناك فرصة جيدة لتتعافى تمامًا في غضون 18 شهرًا، وتسترد حاسة السمع في الأذن اليسرى"، فيما وصفها روسر بأنها "شابة رائعة وتحقق تقدمًا كبيرًا في شفائها، من الرصاصة التي أصابت جبينها الأيسر ومرت بجانب رأسها واخترقت كتفها بدلاً من جمجمتها، وأنه من المتوقع أن تستغرق كل العمليات الجراحية التي يتعين إجراؤها في غضون الأيام العشرة المقبلة، نحو 90 دقيقة لكل منهما". وقد تعرضت ملالا "15 عامًا" إلى طلق ناري من قِبل حركة "طالبان" في تشرين الأول/أكتوبر، بينما كانت في حافلة مدرستها في باكستان، بعد دعوتها لتعليم الفتيات، وقالت إنها تدرك تمامًا التهديدات التي واجهتها من قبل "طالبان"، لكنها ستواصل الدفاع عن قضية حقوق المرأة، وأنها ليست ساذجة على الإطلاق بشأن ما حدث لها، والوضع الذي أصبحت فيه، وهي لديها إصرار رائع على الاستمرار في التحدث عن قضيتها". يُشار إلى أنه من المرجح أن تحصل مالالا الآن على إقامة دائمة في المملكة المتحدة، بعد أن تم منح والدها وظيفة في القنصلية الباكستانية في برمنغهام، بل وأصبحت التلميذة الصغيرة رمزًا عالميًا لقضايا تعليم البنات وحقوق المرأة في مواجهة حركة "طالبان"، وكانت هناك دعوات بأن تكون مرشحة لجائزة نوبل للسلام، وقد انتبه الرأي العام العالمي إلى قضيتها للمرة الأولى في العام 2009 عندما كتبت مذكراتها من دون ذكر اسمها على موقع "BBC" بعنوان "الحياة تحت حكم طالبان" وصورت فيها بلدتها مينغورا في وادي سوات شمال غرب باكستان.