لندن ـ ماريا طبراني
كشف محمد شاكيل والد تارينا شاكيل، 26 عامًا، الأم البريطانية التي حكم عليها بالسجن لمدة 6 سنوات لأخذها طفلها إلى سورية للإنضمام إلى داعش، أن ابنته تعرضت لحكمًا ظالمًا بسبب الإسلاموفوبيا، وسافرت تارينا إلى سوريا في أكتوبر/ تشرين الأول 2014، وأصبحت عروسًا جهادية لمقاتلي داعش، وتحدثت عن رغبتها فى أن تصبح شهيدة، ونشرت شاكيل صورة لطفلها البالغ من العمر 14 شهرًا بجانب أحد الأسلحة على وسائل التواصل الاجتماعية داعية الناس إلى حمل السلاح.
وزعم محمد والد تارينا الثلاثاء، أن ابنته تعرضت للظلم، وأن إدانتها كانت مؤامرة من أجهزة المخابرات MI5 و MI6 وكذلك محاميها، وتحدث والدها إلى LBC خارج قاعة المحكمة واصفًا القضية بالمهزلة، زاعمًا أن ابنته المثالية سوف تكرس نفسها لله بشكل أكبر، مضيفًا: "أتمنى ألا تعود أي مرأة حتى لا تواجه هذا النوع من الظلم فى البلاد، وكانت ابنتي أخر أمل لجميع المستضعفين لكنهم قتلوا هذا الأمل، إنه الخوف من الإسلام، كما تعلمون الغرب يقاتلوننا إنها مهزلة كبيرة، إنها مؤامرة من أجهزة المخابرات لأنها لم تساعدهم، إنها مؤامرة بين الإدعاء ومحامي الدفاع، إنها ستكرس نفسها إلى الله بشكل أكبر، هذا ما سوف تفعله ابنتي".
وسافرت شاكيل إلى سوريا بعد أن أخبرت أسرتها أنها ذاهبة إلى عطلة في تركيا، وزعمت أنها اختطفت أثناء وجودها على الشاطئ في تركيا، واقتيدت إلى سوريا للعيش فى ظل حكم الشريعة، وأصدر القاضي ملبورن إنمان، حكمًا عليها الثلاثاء، بسبب الكذب في ظل محاولاتها للتهرب من تهمة التطرف، وحكم عليها بالسجن لمدة 4 سنوات بسبب عضويتها في تنظيم داعش، وعامين آخرين لتشجيع أعمال التطرف، وقال لها القاضي: "لقد كذبتي على الشرطة والمحكمة بين شهري فبراير/شباط، ونوفمبر/تشرين الثاني 2015، بما في ذلك واقعة اختطافك، ونفيتي مسئوليتك عن أي تغريدات أو صور ضد إرادتك، وقلت مزيد من الأكاذيب لهيئة المحلفين لكن الهيئة رفضت هذه المزاعم لأسباب مفهومة".
وأضاف القاضي أن من السمات البغيضة لهذه القضية هو وجود نجل شاكيل طرفًا فى الموضوع واصطحابها له واستخدامه بواسطة داعش، موجها حديثة إلى شاكيل "لقد وصفتي من قبل الرقة بأنها أخطر مكان على وجه الأرض، ولكن لماذا عرضت ابنك للخطر مع المتطرفين، وقمت بنشر صور لطفلك مرتديًا وشاح داعش بجانب أحد الأسلحة وعلقت على الصورة: أبو جهاد البريطاني، كنت على علم بما يتعرض له ابنك وكنتي ترغبين فى أن يستكمل حياته كمقاتل متطرف".
وطُلب من شاكيل إعلام الشرطة بمكان وجودها لمدة 15 عامًا بعد إطلاق سراحها من السجن، فيما لوحت شاكيل لأسرتها أثناء اقتيادها إلى زنزانة السجن بواسطة اثنين من حراس الأمن، فيما صاح والدها "استمروا في المهزلة"، وخرج من قاعة المحكمة مع زوجته ونجل ابنته.
وأخبرت المحكمة أثناء المحاكمة كيف أصبحت شاكيل متطرفة عبر الإنترنت، وتظاهرت بالذهاب إلى تركيا لقضاء عطلة لكنها عبرت الحدود إلى سوريا بدلا من ذلك، ويعتقد المحققون أن شاكيل مولت رحلتها من خلال قرض طلابي، وأبلغت عائلة شاكيل الشرطة عن غيابها بعد يوم واحد من مغادرة شاكيل لبريطانيا، وعندما فتش الضباط منزل عائلة شاكيل وجدوا رسالة منها إلى والديها جاء فيها "إذا كنتم تقرأون هذه الرسالة اعلموا أني ذهبت، أحبكم جميعًا لا تنسوا ذلك، ولن أقول وداعًا لأن هذه ليست النهاية سنتلقي مرة أخرى إن شاء الله، لا تبكي يا أمي".
واستمع المحلفون إلى أن شاكيل قبل ذهابها إلى سوريا تحدث عبر الأنترنت مع أحد أعضاء داعش البارزين والذى يدعى " فابيو بوكاس"، كما كانت شاكيل على اتصال بسالى آن جونز الأرملة البريطانية للجهادى جنيد حسين الذى قتل فى إحدى الغارات الجوية فى سوريا العام الماضى، ومن بين علامات التطرف التى ظهرت على شاكيل بحثها على مقاطع فيديو "أنور العولقى"، وهو متطرف على صلة بتنظيم القاعدة وقتل فى غارة أمريكية فى اليمن عام 2011، وكتبت شاكيل على صفحتها على الفيس بوك والتى ضمت صورة لعلم داعش الأسود " إذا لم يعجبك الوضع فى الشام عليك أخذ سلاحك وليس لوحة المفاتيح".
وذكر مساعد رئيس الشرطة ماركوس بيل والذى يقود مكافحة الإرهاب فى جميع أنحاء ويست ميلاندز " أصبحت شاكيل متطرفة بنفسها بعد أن تعرضت لمواد متطرفة على شبكة الأنترنت قبل أن تغادر بريطانيا فى أكتوبر 2014، تقييمنا أنها ليست ساذجة وأنها كانت لديها نية واضحة تماما عندما غادرت بريطانيا، وأرسلت تغريدات لتشجيع الجمهور للانضمام إلى داعش لارتكاب أعمال ارهابية، كما اصطحبت طفلها الصغير معها للانضمام إلى داعش".
وبيّن بيل "عثرنا على صور على هاتف السيدة شاكيل لها ومعها سلاح نارى ومرتدية قناع داعش وحقيبة عليها شعار داعش وشخص أخر يمسك مسدسا، والتقطت هذه الصور عندما كانت فى سوريا، ودعت السيدة شاكيل الناس لارتكاب أعمال ارهابية على وسائل الاعلام الاجتماعية بعد أشهر من حياتها تحت حكم داعش، وبلا شك هى تشكل خطر عند عودتها إلى بريطانيا العام الماضى، واستطعنا اعتقال شاكيل فى المطار بفضل يقظة شرطة مكافحة الإرهاب واتخذنا التدابير اللازمة لحماية طفلا من تفكيرها المتطرف" ورفضت عائلة شاكيل التعليق خارج قاعة المحكمة.
وأفادت الدكتورة فلورنسا جوب خبيرة الصراعات فى العالم العربى إلى زيادة عدد النساء البريطانيات اللاتى انضممن إلى التنظيم المتطرف، موضحة أن العدد الإجمالى للنساء اللاتى انضمممن للتنظيم من أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا حوالى 600 امرأة، وتعتقد جوب أن هناك حوالى 5 آلاف مقاتل غربى لدى داعش بما فى ذلك النساء حاليا فى سوريا، ويشكل هذا العدد ربع القوة العسكرية المقدرة ب 40 ألف مقاتل والتى تمتلكها داعش وفقا لإحصاءات صيف عام 2014، ويعد نصف هذا العدد مقاتلين أجانب ليسوا سوريين أو عراقيين لكنهم جائوا من تونس والسعودية.
وأشارت جوب إلى أن هذه البيانات تأتى من مصادر موثوقة بما فى ذلك البيانات الاستخباراتية العسكرية وتحليلات من مصادر أخرى مثل التقارير الإعلامية، وتطرقت جوب إلى قضية المنشقين عن داعش والذين عادوا إلى وطنهم وغادروا الأراضي التي تحتلها داعش، مضيفة " غادر ما يتراوح بين 1500 إلى 2500 فرد من الاتحاد الأوروبى وبريطانيا وأمريكان الشمالية أراضى داعش، أما الناء الهاربات فيتراوح عددهم بين 0 إلى 90 امرأة".
وقدرت الحكومة البريطانية وجود 800 بريطانيا فى سوريا خلال الأربع سنوات الماضية ويعتقد أن نصفم لا يزال فى البلاد، فيما أوضح وزير الخارجية فيليب هاموند خلال زيارة سابقة إلى تركيا أن الأجهزة الأمنية أوقفت 600 بريطانيا من دخول منطقة الصراع فى الشرق الأوسط فى محاولة للانضمام إلى داعش، وبين هاموند أن 800 بريطانيا دخلوا سوريا خلال السنوات الأربعة الماضية ولا يزال نصفهم تقريبا فى البلاد.