الفتيات من "داعش"

يخاطر أفراد شبكة سرية بحياتهم في سبيل مساعدة النساء المضطهدات من تنظيم "داعش" على الهروب من جحيم هذه الجماعة والفرار من الأراضي التي يسيطرون عليها حيث يتم خطفهن واستخدامهن كـ "سبايا جنس"، ويتعرضن للاغتصاب والاعتداء من قبل مقاتلي "داعش" وقاداتهم.

وتم توثيق مأساة هؤلاء النساء في برنامج وثائقي جديد على شاشة "القناة الرابعة" بعنوان "الهروب من داعش" ومن المقرر أن يعرض هذا الأسبوع، ويتناول الفيلم هؤلاء المسؤولين عن مساعدة ضحايا "داعش" من النساء عبر شبكة هروب تتمتع بدقة عالية، ومن بين أفراد هذه الشبكة المحامي السابق خليل داخي الذي تحول لكي يصبح من أحد النشطاء.

ودأب تنظيم "داعش" على الجرائم الجنسية بحق الفتيات "اليزيديات" منذ خطف أكثر من ثلاثة آلاف فتاة من منازلهن شمالي العراق في آب / أغسطس الماضي، حيث اعتبر المتطرفون هذه الطائفة الأقلية بأنهم كفار لا يستحقون سوى القتل بسبب معتقداتهم غير العادية، وكانت ترسل أكثر الفتيات جمالًا بواسطة قادة "داعش" إلى أسواق النخاسة لإجراء مزايدة عليهن بعد تجريدهن من ملابسهن للبيع بأعلى سعر.

وأوضح مخرج الفيلم الوثائقي إدوارد واتس، أن غالبية من تم إنقاذهن من "اليزيديات" وقعن ضحية لمعاملة غير آدمية بسبب اعتقاد "داعش" بأنهن "عبدة للشيطان"، وأضاف بأنهن يائسات من حمل هواتف محمولة وأنه عندما يتسنى لهن يتصلن بذويهن للتأكيد على وجودهن في أمان وأنهم ما زلن أحياء.

وتحدث واتس عن شبكة الإنقاذ، "إنهم يحددون موقع الفتيات المحتجزات لدي جماعة داعش ومن ثم يتدخلوا لإخراجهن وتهريبهن، فهي مهمة شاقة، ويتعرض فيها الفتيات لكثير من المصاعب حتى يصلن إلى بر الأمان، وفقدت فتاة حذائها وظلت ليومين تسير حافية القدمين فيما اختبأت مجموعة من النساء داخل أحد الحقول أثناء هطول الأمطار".
وأفاد واتس أن هذه المجموعة من المنقذين أنقذت ما يقارب من 500 امرأة، وأن هناك بعض من رجال الإنقاذ فقدوا حياتهم في سبيل تهريب هؤلاء النساء من قبضة "داعش"، وذلك بعد نصب فخ لهم من جانب مقاتلي التنظيم.