لندن ـ كاتيا حداد
تناولت إحدى المنشقات أخيرًا عن تنظيم "داعش" المتطرف، والتي كانت مسؤولة عن تجنيد النساء في صفوف التنظيم، تفاصيل عملية إدخال الفتيات البريطانيات الثلاث (شيما بيغم وخديجة سلطانة وأميرة عباس) إلى سورية؛ إذ وردت إليها تعليمات بوصولهن، وعليه استقبلتهن وسلّمتهن اللباس الشرعي، مبدية اندهاشها من حماس الفتيات لقدومهن إلى سورية.
وكشفت "أم أسماء"، في لقاء خاص مع "أخبار الآن"، أساليب الأخير في غسل عقول الفتيات بهدف استغلالهن جنسيًّا بزريعة الدفاع عن الدين وترويج أحلام كاذبة عن دولة الخلافة المزعومة والجنة التي تنتظر هؤلاء النسوة على الأرض.
وأكدت أنها كانت ضمن كتيبة الخنساء النسائية، المختصة بتطبيق قوانين داعش على الأهالي في الأسواق، وأن نظام العمل كان يعتمد على الدوريات والمداهمات الليلية.
وأوضحت الفتاة السورية التي انشقت عن التنظيم أخيرًا، أنها كانت مختصة بالتعاون مع آخريات في جلب النساء المنتسبات حديثًا للتنظيم وتسهيل مرورهن إلى مناطق سيطرة التنظيم، عبر الحدود التركية إلى مدينة الرقة السورية، معقل تنظيم دعش، مؤكدة الغموض الذي يكتنف طريقة عمل التنظيم، وأن الدور يقتصر على تنفيذ العملية بطاعة عمياء، دون أيّة مناقشة.
وأضافت "أم أسماء" أن التنظيم يوظف نحو 90% من النساء لمهمات التجنيد، مشيرة إلى أن أعداد النساء اللاتي جُندن لصالح التنظيم كبيرة جدًا ومن جنسيات مختلفة.
وأشارت "أم أسماء" إلى أن توافد النساء الأجنبيات يُسبِّب غيرة لدى النساء العربيات والسوريات، ما دفعهن إلى مزيد من التطرف.
واختتمت أم أسماء بشأن أسباب انشقاقها عن التنظيم، أن القسوة الشديدة التي انتهجها داعش بحق المدنيين، والعقاب الذي لا يتناسب مع الجُرم، وامتهان النساء هو الدافع الرئيسي، فهي لا تستطيع أن تشاهد فتاة وهي تتعرض للجلد، فالمجتمع السوري يحترم المرأة، ومجرد ضرب المرأة يعد شيئًا عظيمًا في المجتمع السوري.