زوجة نتنياهو تتهم خصومه السياسيين بالغيرة

تزداد الأجواء سخونة في الأراضي المحتلة كلما اقترب موعد الانتخابات الإسرائيلية، المقررة في 17 آذار/ مارس المقبل، ولكن بعض التصريحات "المسربة" تسهم بلا شك في إزكاء نيران الغيرة والمنافسة بين المرشحين.

إذ تم الكشف أخيرًا عن وثيقة مسربة لزوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سارة نتنياهو، اتهمت خلالها زوجة أحد خصوم زوجها السياسيين بالغيرة منه ومن مواهبه السياسية وحُب الناس وأفراد أسرته له.

أثار هذا التسريب غضب حزب الليكود، الذي يترأسه بنيامين نتنياهو؛ لأنه سيتم تداوله، عشية انتخابات 17 آذار المقبل؛ لإحراج الحزب.

ومن ناحية أخرى، تشير استطلاعات الرأي تراجع نتنياهو أمام منافسه الرئيسي زعيم المعارضة الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ.

الوثيقة كتبها الصحافي الإسرائيلي بن كاسبيت، بعد سماع شريط صوتي يتضمن حديثًا هاتفيًا مطولاً، تشاجرت فيه سارة مع زوجة الرئيس السابق لبلدية سديروت، وأحد خصوم زوجها السياسيين، إيلي مويال، وتدعى مونيك بن ميليخ، خلال الحرب على غزة الصيف الماضي.

وسيصدر بن كاسبيت نسخة نصية مكتوبة من هذه المحادثة، وسط تكهنات بأنَّ الشريط الصوتي الذي يستمر لمدة 30 دقيقة، سيفرج عنه من قِبل مونيك.

وفي حين أنَّ سارة لا تشارك في الانتخابات، إلا أنها توجهت سريعًا إلى مقر حملة الليكود لمناقشة هذا الطارئ الخطير، وسط مزاعم بشأن سوء معاملتها الموظفين، ومزاعم إنفاق الزوجين المفرط الممول من قِبل الدولة.

وفي مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، وصف علم النفس التربوي نتنياهو بأنه "بطل العالم الحر".

وزعمت سارة خلال المحادثة أنَّ أعداءها السياسيين يحاولون إذلالها، من خلال تصميمهم على النيّل من زوجها ومهاجمته باستمرار.

واتهمت سارة، خلال التسجيل، مونيك وزوجها بأنهما يغاران من نتنياهو، متفاخرة بمواهب زوجها وكيف أنه محبوب وسط أسرته والناس، مضيفة: "هل يوجد أحد لا يريد نتنياهو في هذا البلد؟ وهل يوجد شخص يشبهه؟ فالعالم بأكمله معجب به، نتنياهو هو الرجل الذي حمل كل شؤون إسرائيل على عاتقه، فهو يرسل الجنود إلى الحرب، ويتصرف بحكمة سياسية نادرة، ويتحدث مع القادة في كل وقت، وتجربة نتنياهو، وحكمته، وتعليمه أمور مثيرة للإعجاب".

ثم تابعت: "تمكن من التعلم في مختلف المجالات، والحصول على الكثير من الشهادات الجامعية، وهو يقرأ أيضًا الكتب، ويفهم في الاقتصاد والأمن والسياسة، لأنه يعلم كيف يتكلم مع قادة العالم، أين هو زوجك من مكانة نتنياهو؟ فلا تصل مكانته حتى إلى كعب قدم زوجي، هل سبق وأنَّ تحدث مويال مع أي من قادة العالم في أي وقت مضى؟ هل سبق وأنَّ فعل أي  شيء في حياته؟ نتنياهو واحد من أكثر القادة المخضرمين في العالم، ويقولون لو أنه ولد في الولايات المتحدة، لكان قد تم انتخابه رئيسًا هناك".

وأثناء المحادثة الهاتفية، سألت مونيك سارة: "لماذا تعتقدين أنَّ إيلي يغير من رئيس الوزراء؟"، فأجابت الأخيرة: "يغير منه لأنه ناجح جدًا، لأنه قائد عظيم، ولأنه أذكى من زوجك مليون مرة، وأنجح منه مليون مرة، ولأنه زعيم كبير، وزوجك لا يفعل شيء سوى الثرثرة، فما هي مكانة زوجك دون زوجي، وزوجك لا يفعل الشيء سوى المفاخرة بكل شيء في اللقاءات والبرامج، وأنا في انتظار لمعرفة ما اذا كان سيجري حوارًا لمهاجمتي، ولو فعل ذلك سيكون غير آدمي".

وفي لقائها مع صحيفة "جيروزالم بوست" وصحيفة "معاريف" الإسرائيليتين، اهتمت سارة بدحض كل الانتقادات الموجهة لها في الآونة الأخيرة، وألقت مسؤولية تركيز وسائل الإعلام أخيرًا ضدها، على حملة يشنها أعداؤها السياسيون، وفي مقدمتهم مدير صحيفة "يديعوت احرونوت"، نوني موزس، والأحزاب اليسارية.

وقالت: "إنه نهج نخبوي متعصب يلقي باللوم على المرأة، وكل شيء يحدث بسبب خطأ المرأة، إنه تحيز ضد المرأة ويعبر عن بذل شتى الجهود لإذلال زوجة رئيس الوزراء في دورها الطبيعي كشريك، أنا وزوجي كنا هدف وسائل الإعلام منذ العام 1996 عندما انتخب نتنياهو للمرة الأولى رئيسًا للوزراء".

ويبدو أنه من غير المحتمل أنَ تساعد تعليقاتها تلك على تبديد الصورة التي أخذها البعض عنها، حول جنونها بالعظمة وافتقارها إلى الحكم الصحيح.

وفي جزء آخر من اللقاء، بدت وكأنها تردد ما قالته في الشريط الصوتي، إذ أضافت: "نتنياهو هو بطل ليس فقط بالنسبة إلى الشعب اليهودي، ولكن بالنسبة إلى الناس في كل مكان يشعر فيه الناس بأنهم جزء من العالم الحر، والناس الذين يعارضون أهوال تنظيم داعش، وخطط إيران النووية، وأرى علاقتي معه مسؤولية كبيرة".

وتعليقًا على المزاعم التي أدلت بها مديرة منزل نتنياهو السابقة، شبهتها سارة بأنها وزوجها "خادمين حاقدين" كانا يدبران المكائد، تمامًا كما في المسلسل البريطاني الشهير "داون تاون أبي"، مضيفة: "هناك  بعض الناس يكسبون رزقهم عن طريق رمي الأوساخ على أشخاص آخرين وسمعتهم، وليس فقط أي شخص، ولكن الشخص الذين كانوا يعملون لديه ووقف بجانبهم كثيرًا، إذا كانت غير راضية عن العمل، لماذا لم تتركه فقط؟ لماذا عليها أنَّ تبصق في البئر الذي شربت منه؟ أي نوع من الأشخاص هي؟ لا يسعني سوى التفكير في المسلسل البريطاني "داون تاون أبي"، الذي كانت تبثه قناة بي بي سي، مع الموظفين والخادمين الساخطين، في الطابق السفلي والعلوي، الذين كانوا يدبرون المؤمرات، ويدخلون في سلسلة طويلة من المهاترات والقيل والقال لا نهاية لها".