ختان الإناث في مصر

حصل الطبيب رسلان فضل، الذي سبق اتهامه بالتسبب في وفاة طفلة كان أجرى لها عملية الختان، في عيادته، على حكم بالبراءة، الأمر الذي مثل صدمة موجعة للنساء في مصر عمومًا، ولأسرتها خصوصًا، في بلد يحظى بالمعدل الأعلى لختان الفتيات في العالم.
وتقع عيادة فضل في سهول الدلتا مترامية الأطراف، ولا يزال يجري عمليات الختان بشكل يومي، رغم أنه قضى على حياة طفلة بعد عملية غير قانونية، وخرج حرًا طليقًا من أي قيود أو عقاب، الخميس.
وكشفت تقارير الطب الشرعي، أن الطفلة سهير الباطي، البالغة من العمر 13 عامًا، توفت على يد الطبيب بعدما اعتاد تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، ورغم أن محاكمته جلبت الأمل لمعارضي لممارسة الوحشية في مصر، جاء الحكم ليمثل صدمة كبيرة لرافضي ختان الإناث.
وأكّد محامي أسرة الفتاة، عاطف أبو العنين، أن "تبرئة الطبيب تشجع الآخرين على مواصلة ارتكاب هذه الجريمة في العيادات الخاصة، وربما المزيد من الضحايا".
واعترف والد الفتاة أنه أجرى العملية بشكل غير قانوني، لاسيما وأن القانون المصري يجرمها، فيما توضح أرقام منظمة "اليونسيف" العالمية، أن 90% من النساء المصريات المتزوجات اللاتي تتراوح أعمارهن من 15 إلى 49 عامًا، تعرضن للعملية من قبل.
ويسبب ختان الإناث مجموعة من الصدمات النفسية والعاطفية للفتيات، إلى جانب خطر التعرض للعقم أو العدوى، والمعاناة من نزيف لفترة طويلة، في الوقت الذي تشعر فيه أسرة الفتاة بالفخر عند إجراء العملية، حيث يعتقد أهلها أنهم يحافظون على عفتها.
ولفتت الممثل الإقليمي لمنظمة "المساواة" غير الحكومية، سعاد أبودية، إلى أن إجراء عملية ختان الإناث مشكلة ثقافية وليست دينية، مشيرة إلى أن الأجيال الجديدة بدأت في تحويل موقفها ضد الختان، وتمكنت إحدى الفتيات في أسوان من إقناع والدتها بأن شقيقتها الصغرى لايجب أن تخضع للعملية.
وتابعت أبودية قولها "على الرغم من وجود القانون، هناك إمكانية لمراوغة العدالة، والفتيات سيواصلن نضالهن حال فشل القانون، ليس لدينا أي وقت لنضيعه".