رياض خان مهاجم القطار الألماني

كشفت الكاتبة سو ريد أن اللاجئ المراهق الذي جاء للعيش في ولاية بافاريا العام الماضي، وتم الترحيب به ثم شن هجومًا متطرفًا في محاولة لقطع رأس أحد الركاب في قطار ألماني صائحًا بعبارة "الله أكبر"، وأضافت ريد: "كانت هذه المرة الأولى التي يرتكب فيها مهاجر في ألمانيا مثل هذه الجريمة باسم الإسلام؛ وهو ما ترك في البلاد شعورًا بالعصبية الشديدة جدًا، وبعد الاختبار في مرحاض في القطار قفز المهاجم رياض خان ومعه فأس وسكين مهاجمًا الركاب بشكل عشوائي، وشوّه أربعة سياح من هونغ كونغ وترك اثنين على وشك الموت حيث حطم جماجمهم وأجسادهم إلى أشلاء".

 وحضر المسعف إريك "25 عامًا" إلى مكان الحادث من المركز الطبي بالقرب من بلدة Ochsenfurt، وقال لي: "عندما صعدت إلى القطار وجدت دم في كل مكان والناس يرقدون على الأرض ولديهم فجوات في رؤوسهم وصدورهم وبطونهم، وهذه أسوء الإصابات التي رأيتها، واتجهت إلى إحدى السيدات وأنقذت حياتها، وأخبرتنا الشرطة أن نكون على حذر لأن المهاجم ربما يكون لديه متواطئ".

وهرب خان من القطار عبر حديقة منزل مجاور إلى الشارع وشاهد امرأة تسير مع الكلب الخاص بها، وصرخ في وجهها قائلًا: "سوف أحطمك" وهاجمها قبل الهرب إلى نهر قريب قبل أن يهدد الشرطة بالفأس، وتم حصاره وأطلقت الشرطة الرصاص عليه وقتلته، وتابع إريك: " قبل 5 ساعات في هذا اليوم كان لدى زملائي اجتماع حول الترتيبات الأمنية لمهرجان الموسيقى الشهير في البلاد والمقرر عقده الشهر المقبل، وسأل أحدهم: ماذا سيحدث إذا وقع هجوما "إرهابيًا"؟ وضحك الجميع وقالوا: "هنا في هذه المدينة، إنه أمر مستحيل، ولكن الآن أصبحنا ندرك أن الأمر مختلف".

وتابعت ريد: "تكرر الأمر مرة أخرى في الأسبوع نفسه في بافاريا، حيث هاجم أحد متطرفين الألمان في مركز للتسوق في ميونيخ، مما أدى إلى انقسامات عديدة في البلاد حول الهجرة الجماعية حيث توقع 75% حدوث مزيد من الهجمات "الإرهابية" من الإسلاميين بعد حادث القطار، وليس لدى الألمان أي فكرة عن نوعية الناس الذين سمح لهم بدخول البلاد، بسبب سياسية المستشارة أنجيلا ميركل في فتح أبواب البلاد خلال أكبر أزمة هجرة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وبالطبع أثارت سياسة ميركل نوع من الاندفاع المتهور ليس فقط من سوريا التي تعاني من "الإرهاب"، ولكن من بقية الشرق الأوسط المضطرب وأفريقيا وجنوب آسيا والبلقان، وفي ذلك الوقت حذر النقاد من أن حرص ميركل على استقبال اللاجئين يمكن أن يدمر المشروع الأوروبي، وتردد الألمان في استيعاب المزيد من اللاجئين، مما أثار صعود الحزب البديل الألماني المعادي للمهاجرين AfD"" ويتظاهر العديد من المهاجرين إلى ألمانيا بكونهم لاجئين سوريين هاربين حفاظًا على حياتهم ويتسللون إلى البلاد دون وثائق بسبب الضغوط التي يعاني منها المسؤولين نتيجة زيادة الأعداد على الحدود، وكذب الآلاف منهم بشأن عمرهم حيث قالوا أنهم تحت سن 18 عاما ودون أقارب كحيلة ليظلوا في مقدمة قائمة الانتظار لطالبي اللجوء، وفي إحدى المراحل دخل ألمانيا وبقية أوروبا 10 من القصر غير المصحوبين كل ساعة".

وتابعت ريد: "الحقيقة أن الغالبية العظمى من الوافدين من دول على صلة بتنظيم داعش الذي يروج لكراهية الغرب وأسلوب حياتهم ما دفع رئيس وكالة المخابرات الداخلية في ألمانيا هانز جورج ماسين  إلى التحذير من زرع جهاديي داعش عمدًا بين المهاجرين قائلا في شباط/فبريرإن خطر "الإرهاب" مرتفع للغاية، وأضاف ماسين بعد بضعة أسابيع: "أشعر بالقلق إزاء العدد الكبير من المهاجرين الذين لا نعرف هويتهم ولا يملكون وثائق رسمية عند دخولهم البلاد".

واستكملت ريد: "ويصبح السؤال هل ليبرالية ميركل ستعرض شعبها للخطر؟، بالتأكيد، حيث عاش رياض مهاجم القطار في Ochsenfurt في مكان لاستضافة المهاجرين قبل أسبوعين، وتسائل المقيمون لماذا زعيمتهم حمقاء إلى هذا الحد لتسمح لشخص مثل رياض بالاستقرار بينهم، وتبين بعد الهجوم أن رياض محتالا، حيث زعم أن عمره 17 عام في حين يعتقد المحققون أنه أكبر، كما زعم أنه لاجئ أفغاني ثم تبين أنه مهاجر باكستاني لأسباب اقتصادية، ولم يتم معالجة طلبه للجوء في نظام الهجرة الألماني وهو ما يمكن من التأكد من هويته، واعترف المؤولون البافاريون بتوفير ملاذ له بعد إجراء بعض الفحوصات ثم انتقل للعيش من مكان الاستضافة إلى أبوين رومان كاثوليك في منزل في قرية بالقرب من Ochsenfurt في وقت سابق من هذا الشهر، واكتشفت الشرطة علم داعش مرسوم في إحدى مذكراته مع كلمات: صلوا من أجلي للانتقام من هؤلاء الكفار والذهاب إلى الجنة، وعثر على وثيقة باكستانية تعطي المشورة بشأن مناطق للتوجه إليها في ألمانيا عند عبور الحدود والتي تقبل مزيد من المهاجرين، ثم ظهر في مقطع فيديو ملوحا بالسكين متفاخرا بكونه من جنود داعش يستعد لتنفيذ مهمة انتحارية".

وتابعت ريد: "ما يظهر أصول رياض الحقيقية استخدامه كلمة الشام عند الحديث عن سورية، وهي كلمة مستخدمة في باكستان وليس أفغانستان، واستخدم كلمة فوج في إشارة إلى الجيش وهي شائعة في باكستان ولم تسمع في أفغانستان، ولكن لماذا عض رياض اليد التي امتدت لتساعده، كان خان على وشك بدء التدريب المهني في مخبز في البلدة ودفع مصروف جيبه من قبل الدولة الألمانية، وقبل أن ينتقل إلى الأسرة الحاضنة كان رياض من بين 250 من المهاجرين الذين يعيشون في 3 منازل للاستضافة في بلدة تضم 11 ألف شخصًا وبذلت قصاري جهدها للترحيب باللاجئين، ومن المقرر افتتاح منزل رابع لاستضافة اللاجئين الشهر المقبل، وذكر سباستيان (41 عاما) الذي يعيش في Ochsenfurt أن المدينة لديها تاريخ طويل من قبول اللاجئين وهناك كنيسة سريانية أرثوذكسية تقدم الطعام للمهاجرين الذين وصلوا منذ 20 عامًا".

وتابع سباستيان " حاولنا بذل قصارى جهدنا لأشخاص مثل خان ولكن بالفعل الموقف تجاه المهاجرين تغير، والأن أصبحنا نعلم أن الأعمال الوحشية لا تحدث فقط في أجزاء من أوروبا ولكن في ألمانيا أيضًا، إنه أمر محزن لبلدتنا، ومن يستطيع أن يلوم السكان للشهور بهذه الطريقة الجديدة"، وأفادت ريد أنه عند الجلوس مع السكان المحليين قدم لي سباستيات مدرس عمره 34 عامًا عمل في منزل للمهاجرين في بلده أخرى على بعد أميال، ورفض الرجل ذكر اسمه لكنه قال إنه يريد ظهور الحقيقة.

 وأوضحت أن العديد من الأطفال المهاجرين ليس لديهم أوراق هوية ويقولون أن أعمارهم تتراوح بين 14-15 عامًا ولكن هذا ليس صحيحًا، وهم أكبر عمرًا وذوي لحية كاملة ولكن يدعون كونهم مراهقين، وعندما لاحظنا بعض الأعمال المشبوهة وأخبرنا من يديرون منزل الاستضافة لكنهم طلبوا الحفاظ على الهدوء لأن كل طفل منهم يساوي أموال تدفعها الحكومة الألمانية لرعاية القصر غير المصحوبين، هناك شعور من الإحباط بين الألمان حول ما يحدث، نحن نشعر أننا نتخذ مطية بواسطة المهاجرين ونظام الهجرة يجعل الأمر أكثر سوءًا، وبالطبع ليس كل المهاجرين سيئين ولكن بعضهم دخل بحجج واهية وربما يكون شخصًا خطيرًا".

وهناك 15 مهاجرًا شابًا في مكان استضافة المهاجرين ومنهم 3 سوريين والبقية أفغان وصوماليين، وتدفع الدولة الألمانية 100 إسترليني يوميا لإطعامهم وتسكينهم وتعليمهم، وأضاف المعلم: "السوريون شعب حسن التصرف إنهم يتعلمون اللغة، إلا أن بعض الأفغان يدعون أنهم أطفال مهاجرين ولا يعرفون كلمة ألمانية واحدة"، وتابعت ريد " كل يوم يصل المزيد من المهاجرين إلى أوروبا بما في ذلك ألمانيا وبريطانيا لبدء حياة جديدة، وأنقذت القوات البحرية وخفر السواحل الإيطالية 3100 أفريقيا من قوارب متهالكة تبحر  عبر البحر المتوسط من ليبيا، فيما أوضحت المنظمة الدولية للهجرة أمس موت ما يقرب من 3 آلاف لاجئا في البحر المتوسط هذا العام في حين وصل ما يقرب من 250 ألف مهاجرا إلى أوروبا".

وفي انتقاد واضح لميركل الخميس حذر رئيس الوزراء المجري هيكتور أوربان من العلاقة بين الهجرة غير الشرعية والعمليات "الإرهابية" في القارة مضيفًا: "إذا أنكر شخص ما هذه الصلة فإنه يضر بسلامة المواطنين الأوروبيين"، وقبل يوم واحد دعا وزير الداخلية البافاري يواخيم هيرمان إلى تشديد الرقابة على الحدود في المانيا حيث تبين أن مهاجم قطار ألمانيا ليس لديه جواز سفر وسمح له بالدخول دون فحص بصماته.

وأكد هيرمان أن أي شخص يدخل البلاد دون أوراق رسمية ولا يستطيعون إثبات هويتهم يجب توقيفهم أولا على الحدود والتحقق منهم، ولا يزال هناك آلاف في بلادنا لم تنفذ معهم الإجراءات السليمة، وهناك جانب آخر من القصة  وفي ظل القلق من العدد المتزايد من المهاجرين في ألمانيا هناك سخط متزايد بين المهاجرين أنفسهم، ومن بين الحالات النموذجية سمير موسى، 17 عامًا، الصبي السوري الذي وصل إلى برلين في سبتمبر/ أيلول بعد استجابته بحماس لدعوة ميركل للعيش في ألمانيا، إلا أن آماله تبددت بسبب الحجم الهائل من الهجرة إلى البلاد".

ويعد سمير ابن صاحب مرآب متقاعد يعيش في منزل لاستضافة 70 مهاجرًا في سبانداو وهي ضاحية من ضواحي برلين، ويحصل  على مصروف للجيب ويجب أن يخضع لحظر تجول حتى الساعة العاشرة مساء، ومنذ أسابيع قليلة أخذ سمير 5 حبوب ووجد فاقدا للوعي على الأرض، وكا ذلك احتجاجا على سوء أحوال المعيشة والطبخ السيئ من الشيف الأفغاني، وعندما تم إسعافه سُئل عن سبب رغبته في إنهاء حياته فقال " لم أرغب أن أعيش بهذه الطريقة في بلد غريب، الألمان ينظرون لي بشكل مثير للريبة في الحافلة أو القطار، نحن لسنا أصدقاء لأننا لا نستطيع التحدث معا على أي حال".

وأشارت إلى أنها التقت سمير للمرة الأولى الخريف الماضي، حيث انتقل إلى برلين ولديه آمال كبيرة بعد الدفع للهروب على مكان على متن قارب من تركيا إلى اليونان، وأعطي سريرًا في مخيم في قاعة الألعاب الرياضية مع مئات أخرين، واستقبلت برلين اللاجئين باحتفال بالأغاني والبالونات، وأخبرني سمير أنه يتطلع إلى العثور على مكان في جامعة لإتمام دراسة الإلكترونيات وغرفة في شقة حيث يمكنه الدراسة في هدوء، وبعد شهر في أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي لم يسمع سمير أي شئ من سلطات الهجرة في ألمانيا"، ويقول سمير " كنت أخشى ألا ينفذ وعد السيدة ميركل، وتضم برلين أفارقة وباكستانيين وأفغان يتظاهرون أنهم سوريين، والأماكن مزدحمة للغاية، ولم يستطع المسؤولون التكيف مع ذلك، ونحن السوريون الذين تم دعوتهم لم نحصل على فرصة عادلة".

وقدم سمير استمارة طلب لجوء في وقت سابق من هذا العام ووفر الأوراق التي تثبت كونه سورية ولم يسمع شئ منذ ذلك الحين، وفي الوقت نفسه مزقت داعش مدينة دير الزور التي تعيش فيها عائلته في شقة مستأجرة في الطابق الأول في انتظار أنباء من ابنهم الأكبر، ويضيف سمير " لم أجرؤ أن أخبرهم على مدى سوء الأوضاع بالنسبة لي في ألمانيا، أنا أسحق مع 5 شباب سوريين أخرين في غرفة واحدة ونحن جميعا نشعر بنفس الأسى للمجئ هنا"، ويعد سمير لاجئ حقيقي حيث أظهر أوراقه لكنه يشهر بالاحتراق بسبب الاستياء من محنته، مشيرة إلى أنه لا يعرف أحد كيف تحول رياض إلى قاتل، هل أصبح متطرفًا من قبل تنظيم داعش قبل أن ينطلق من باكستان وتحول إلي عنصر نائم لجماعة مسلحة خلال رحلته الطويلة؟، لقد سرق الفأس من مبنى خارج منزل الأسرة الحاضنة التي عاش معها، والشيء المؤكد أنه مع تزايد العداء بين اللاجئين الحقيقيين وعدد الألمان المتزايد لم يصبح المشروع الكبير للسيدة ميركل كبيرًا بالفعل في هذه الأيام".