راجي تلوح للناخبين من على المسرح في إحدى جولاتها الانتخابية

 توجَّه الناخبون في العاصمة الإيطالية روما إلى صناديق الاقتراع، الأحد، وسط توقعات كبيرة بفوز فيرجينيا راجي كأول امرأة تتولى منصب رئيس البلدية لهذه المدينة الخالدة. ولقد أصبحت المحامية وعضو المجلس المحلي فرجيينا راجي، 37 عاما، أحد أشهر الوجوه في السياسة الإيطالية في غضون بضعة أشهر فقط من بدء الحملة الانتخابية.

وسيمثل فوز راجي، التي تنتمي الى حركة "النجوم الخمس" المعارضة للأحزاب التقليدية وأسسها الممثل الكوميدي بيبي غريللو ، صفعة قوية لرئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي. وتعد راجي المرشحة الأوفر حظا في مواجهة روبرتو جاكيتي الذي ينتمي الى "الحزب الديمقراطي" يسار الوسط. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 6صباحا بتوقيت غرينتش ، وتم إغلاقها الساعة العاشرة وفقا للتوقيت ذاته.

ويحق لأكثر من 9 ملايين ناخب الإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات في 126 بلدية، بما في ذلك روما وميلانو ونابولي وتورينو وبولونيا، إلا أن غالبية العيون تركز  على حركة "النجوم الخمس" التي ظهرت كأفضل حركة داعمة لمعارضة يسار الوسط، المتمثل في"الحزب الديمقراطي"، وهو الائتلاف الذي يقوده رئيس الوزراء رينزي،  ويبدو أنه موقف حرج أمام هذه الحركة الناشئة التي تأسست منذ عام 2009.

ومع أفول نجم رينزي إلى حد ما، يمكن لنجاح الحركة في روما أن يوفر منصة للانطلاق نحو الانتخابات البرلمانية المقررة في عام 2018، وخاصة أن "الحزب الديمقراطي" يواجه أيضا الهزيمة في العاصمة المالية الايطالية ميلان وتحديا صعبا في مدينة تورينو.

وقالت راجي:" نشهد لحظة تاريخية "، تعليقا على فوزها في الجولة الأولى من التصويت في 5 يونيو/حزيران الجاري، بنسبة 35% من الأصوات، مقابل 24 % لمنافسها  جياكيتي. ووفقا لصحيفة "تليغراف" البريطانية، فإن فوز حركة "النجوم الخمس" يعد إنجازا رائعا لها في ظل محدودية الجهاز التنظيمي لها، وكذلك لراجي المرأة الوحيدة التي دخلت السباق السياسي منذ 5 سنوات.

وأضافت راجي، مؤخرا، إن هذه الخطوة مدعومة بولادة ابنها ماثيو، وإصرارها على عدم ترعرعه في مدينة تعاني من المشاكل المتشابكة  بسبب فشل الخدمات العامة والفساد المستشري.

وتعد مسألة محاربة المحسوبية والفساد المستوطن في البلاد الأساس الذي تستند عليه حركة "النجوم الخمس" وخاصة بعد معاناة الناخبين الرومانيين من هذا الجشع خلال السنوات الأخيرة.  ويخضع العشرات من رجال الأعمال المحليين والمسؤولين والسياسيين حاليا للمحاكمة بتهمة تورطهم في شبكات إجرامية تسرق المدينة، فيما تصل قيمته عشرات، إن لم يكن مئات من الملايين.

ووفقا لتحقيقات أعضاء النيابة العامة، في ما يعرف بفضيحة "المافيا كابيتال"، فإن المدينة تعاني بداية من سرقة الأموال المخصصة للأطفال من أصل روماني لإيداعهم في مخيمات دراسية معزولة، وصولا إلى الغش في رصف شوارع المدينة منذ عدة سنوات.

 ويسعى رئيس الوزاء الإيطالي إلى الحد من الآثار المترتبة على نتائج الانتخابات، مكررا بأن "أم المعارك" بالنسبة اليه تتمثل في استفتاء شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل بشأن إصلاحات دستورية واسعة تهدف إلى تعزيز  الاستقرار في الحياة السياسية الايطالية، فيما تعهد بالتنحي عن منصبه إذا خسر.

وخلال الفترة التي سبقت الجولة الثانية، أفادت تقارير للصحافة الإيطالية، أن راجي فشلت في الإعلان عن مدفوعات استشارية لهيئة عامة، ، وهو إدعاء رفضته المرشحة السياسية البارزة. وقالت:"هذا الأمر مجرد محاولة لإرهاقي، إذ أنني أوضحت وأعلنت بالفعل أن الأمور كله تتم تماشيا مع القواعد".

من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة " لا ريبوبليكا" الإيطالية ماريو كالابريز، في افتتاحية الصحيفة، السبت، إن الانتخابات"مقدر لهم أن تترك أثرا على الحياة السياسية الايطالية وتمزيق محتمل للنظام القائم". وأضاف أن الحزب (الحركة) الجديدة "مرتبطة بالأمل" لدي كثيرين