نيس ـ مارينا منصف
كان من بين ضحايا مذبحة يوم الباستيل الوحشية أمس طالبة روسية واعدة وأب أميركي وابنه، وتدعى الطالبة الروسية فيكتوريا سافتيشينكو وتبلغ من العمر 21 عامًا وقتلت على الفور عندما اصابتها الشاحنة وهي تسير مع صديقتها بولينا سيربياينكوفا البالغة من العمر 22 عامًا في نيس الليلة الماضي, وقتل الأب والابن الاميركيان من ولاية تكساس ويدعى الأب شون كوبلاند ويبلغ من العمر 51 عامًا والابن بردوي ويبلغ من العمر 11 عامًا، وأكدت عائلتهما الخبر على وسائل التواصل الاجتماعية اليوم، ومن بين الفرنسيين الذين قتلوا أم مسلمة تدعى فاطمة شاهري ومشرف صناعي في قرية ريفية في بلدة صغير من مارسيني ويدعى روبرت مارشلاند.
وأفادت السلطات الألمانية أيضا أن اثنين من الطلاب تتراوح أعمارهم بين 17 و 18 عامًا ومدرس من برلين لقوا حتفهم في الهجوم الذي حصل الليلة الماضية الى جانب عائلة فرنسية مكونة من أربعة أشخاص هم فرانسيس وكريستيان كوكالتي وابنتهما فيرونيك وحفيدهما مايكل، ويعتقد أن مساعد مفوض شرطة الحدود في نيس كان من بين الضحايا ايضا.
وصرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند انه بالإضافة الى قتل حوالي 84 شخصًا، هناك نحو 50 شخصًا بين الحياة والموت، فيما العديد من السياح لقوا حتفهم أيضا، وقال هولاند الذي تحدث بكثير من الاسى الى جانب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس " ارتكب هذا الشخص هذا العمل الارهابي لضرب فرنسا."
ووصفت الروسية بولينا اليوم كيف شاهدت الشاحنة تجتاح الحشد قبل لحظات من اصدامها بفكتوريا الطالبة الروسية في جامعة النخبة الروسية، وذكرت بولينا " كنا انا وصديقتي نسير على الكورنيش ورأينا هذه الشاحنة تتحرك في مسار غريب، وأصيبت هي وتوفيت، اما انا فنقلت الى المستشفى مع كسور في أصابع القدم وساقي الأخرى متورمة."
وأكد الأصدقاء المقربين والعائلة عبر الانترنت وفاة شون كولاند وابنه برودي الذين كانا في عطلة في فرنسا وقت الهجوم، وكتبت هالي كوبلاند على الـ"فيسبوك", "حتى الان سمع كل منكم عن مقتل 80 شخصًا في نيس الفرنسية في الهجوم الارهابي وكان اثنين من بين الضحايا أميركيان وهذان هما العم شون وابنه بردوي البالغ من العمر 11 سنة، وقد كانا هناك في اجازة مع اثنين من أبناء العم الآخرين وعمة يحتفلون بعيد ميلادها."
وأكدت سلطات المدارس الألمانية وفاة معلم واثنين من الطلاب الذين كانوا يحتفلون بنهاية امتحانات الفصل الدراسية في المدينة خلال رحلة مدرسية، وأن مجموعة من عشر طلاب مدرسة ألمان في الوقت الراهن في رحلات في المنطقة.
ونشر حمزة شاهري البالغ من العمر 28 عامًا صورًا لبطاقة هوية والدته التي قتلت في الهجوم، ويتعافى من صدمة في مبنى العائلة في وسط نيس والتي تحول الى ملجأ للأقارب وتحدث بإيجاز عن والدته وقال, " كانت ترتدي الحجاب وتمارس الدين الحنيف الحقيقي ووهي ليست ارهابية."
وقال زوجها المفجوع أحمد أن زوجته الأم لسبعة أطفال من بينهم طفلة تبلغ من العمر 14 عامًا كانت من أوائل ضحايا الهجوم، فبعد خمس دقائق من بدء الألعاب النارية كان على الرصيف أمام مستشفى الاطفال لافال الذي يقع بالقرب من مكان الحادث على بعد ثلاث كيلومترات من وسط المدينة, وصرح إلى صيحفة ليبراسيون " كانت الشاحنة تسير بسرعة من 90 إلى 100 كيلومتر/الساعة، واصطدمت وقتلت فاطمة ولكن السائق بقيَ يسير على طول الرصيف بدون ابطاء."
وكان ستة من أفراد عائلته في المكان وتابع " انا على قيد الحياة لأنني كنت على الطريق، بينما كسر ذراع ابن اخي ورأيت الكثير من الجثث ونحن نركض."
وأكدت وزارات الخارجية أن اثنين من الأرمن وأوكرانية وسويسري كانوا من بين الضحايا ولكنها لم تحدد هوياتهم بعد، ونشر عشرات من الصور على وسائل الاعلام الاجتماعية في محاولة يائسة للعثور على أحبائهم الذين فقدوا منذ الهجوم الارهابي المدمر في نيس الليلة الماضي، ومن بين هؤلاء زوجين اسكتلنديين هما كارول كوان وروس كوان كانا يقضيان عطلة في الريفيرا الفرنسية ولم يعثر عليهما، ونشر العديد من الصور للأصدقاء والأخوة والأخوات والامهات والعديد من الشباب المفقودين منذ الحادث ولا يعرف مصيرهم، ويعاني عشرون شخصًا من جروح خطيرة من بين حوالي خمسين جريحًا بعد أن سارت الشاحنة مسافة ميل كامل خلال الشوارع المزدحمة.
ونشر على توتر العديد من الرسائل المفجعة والتي تشمل صورًا للأمهات والبنات والشباب وتظهر لقطات من رسائل الاستغاثة ارسلت الى المفقودين بدون أي رد، وأكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون اليوم ان مواطن بريطاني واحد أصيب على الرغم من أن أكثر الضحايا الذين قتلوا اليوم لم يعرفوا رسميًا.
وكتبت العديد من الرسائل على توتر من بينها لشخص قال " كانت اختي ليتيسيا في نيس، انا قلق حقًا، انها لا تجيب على هاتفها، الرجاء المساعدة." وشارك شخص أخر صورة شاب وكتب عليها " عائلته لا تعرف عنه شيئًا منذ اكثر من ثلاث ساعات."
وحمل أحدهم أيضا صورة لفتاة صغيرة مع رسالة من أجد أفراد اسرتها تتوسل لمعرفة اذا ما كانت ابنتهم بأمان أم لا ولكن بدون أي رد، وحاولت احداهن الاتصال بصديقتها لمياء ونشرت رسائل لا حصر لها دون رد تقول في أول واحدة " اللعنة، لقد رأيت الخبر للتو، هل انت بخير؟", وعادت تسألها مرة أخرى على موقعها على الانترنت " لمياء، أجيبيني كلنا قلقون، هل انت بأمان؟ قولي لي هل انت بخير لمياء أرجوك أجيبي لقد مضى ساعة اجيني اذا كنت بخير ام لا؟", وكتبت مرة أخرى " اتصلي بي، افعلي شيئا انا ابكي وفاطمة لم تتوقف عن الاتصال بي ويداي ترتعشان من الخوف قولي لي انك بخير ارجوك."
وحملت مستخدمة أخرى صورة لصديقتها كلارا كاسيسينا وكتبت تحتها " كانت لطيفة، لم نتلقَّى أي أخبار عنها واتصلنا بها مرارًا، أرجوكم شاركوا الصورة حتى نجدها." وأعيد تغريد التغريدة أكثر من 300 مرة في أقل من ساعة, وقام عدد من النشطاء على الفيسبوك بتنشيط زر السلامة لمساعدة أولئك الخائفين من أصدقائهم وعائلتهم لمعرفة أنهم على قيد الحياة، وأخذت وسائل الاعلام الاجتماعية خطوات مماثلة في هجمات سابقة كبيرة مثل تلك باريس وبروكسل وأورلاندوا.
وقتل 84 شخصًا على الأقل في هجمات الليلة الماضية عندما اندفعت سيارة ثقيلة باتجاه تجمع من الناس في نيس جنوب فرنسا، وكان من بين الأشخاص الموجودين في المكان المحامية البريطانية هارغيت سارانغ وأطفالها، وغردَّت " ركضت عبر الحشود في نيس مع الأطفال والكثير من الرعب، لن أخذ الأطفال مرة أخرى إلى مناسبة عامة، وأخيرًا عدنا إلى الفندق، أكره هذه الاحداث", وتابعت " كان أمرًا مرعبا الركض بين الحشود مع الأطفال عدت الى الفندق ولم استطع الدخول بسبب عدد الأشخاص الذين يحاولون العثور على مكان للاحتماء، كل جسمي يهتز، أكره أن يمر أطفال خلال هذه التجربة، لماذا فعلوا هذا الأمر؟"
وكان أحد شهود العيان بريطاني يدعى كيفن هاريس يقف على الشرفة في الطابق الثالث من الفندق الذي يقيم فيه فيما الناس متجمعون لمشاهدة الألعاب النارية على الكورنيش رأي بعضا من اللحظات المرعبة، وصرح لبرنامج على بي بي سي " جئت الى غرفة نومي في الطابق السابع بعد سماع اطلاق النار فخرجت الى الشرفة وللأسف رأيت العديد من الجثث الملاقاة على الطريق", وأضاف " كان هناك العديد من الجثث، ربما عشرين والشيء الغريب أن احدًا لم يكن يتحرك لا احد كان يحاول انعاشهم مما يوحي أن الجميع كان مصابا بالصدمة، وبعدها بدأ الناس يحصلون على المناشف من نادي الشرطة ليغطوا الجثث."
وأوضحت شاهدة العيان هليبنا أن الشاحنة توقفت بجانبها بينما كان الناس يفورن وتقول " أعتقد انني سمعت صوت الفرامل، وقفت هناك غير قادرة على التحرك أصبت بالشلل وانا ارى الناس يصرخون، ورأيت الناس ينزفون وأردت المساعدة ولكن لم يكن هناك الكثير لنفعله فالحدث كان جنونا."
وذهب فريق من وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث بما في ذلك السفير البريطاني في فرنسا جوليان كينغ الى نيس لمساعدة الرعايا البريطانيين، وقالت وزارة الخارجية انه من السابق لأوانه اعلان مقتل أي بريطاني، وفعل مركز الأزمات في السفارة خدمة على مدار 24 ساعة ،ونشرت المستشفى المركزي في نيس رقما تستخدمه أسر ضحايا الهجوم.