الرياض ـ عبدالعزيز الدوسري
حصلت عارضة أزياء سابقة على 75 مليون جنيه إسترليني من زوجها الملياردير السعودي السابق بعد إحدى معارك الطلاق الأغلى، وطلبت كريستنيا استرادا 196 مليون من رجل الأعمال السعودي وليد الجفالي لسد حاجاتها الأساسية، وتضم هذه الحاجات منزلين فاخرين وميزانية ضخمة للملابس و5 سيارات.
ورفضت العارضة البالغة من العمر 54 عاما عرضا بالحصول على تعويض قدره 37 مليون جنيه إسترليني بالإضافة إلى أملاكها الخاصة، ومنحتها المحكمة العليا في لندن اليوم تسوية نقدية بقيمة 53 مليون جنيه نقدا، لكن المحامين قالوا إن التعويض بلغ 75 مليون بالأخذ بعين الاعتبار قيمة الأصول. وستستلم 2.5 مليون جنيه إسترليني كل عام مع 18 مليون آخر لشراء عقار في لندن رغم أنها تمتلك بيتا في بيفرلي هيلز، وسيدفع لها زوجها السابق 4.4 مليون عن كل سنة من زواجهما الذي دام 12 عاما.
وأثار هذا المبلغ دهشة الكثيرين بعد أن صرحت استرادا أنها تحتاج الى مليون جنيه للملابس من بينها 40 ألف لمعاطف الفرو و 109 ألف للفساتين الراقية و 21 ألف للأحذية كل عام، وقالت إنها تحتاج أن تنفق على منزلها الفخم في لندن الذي يبلغ سعره 60 مليون، وآخر بسعر 4.4 مليون جنيه، فضلا عن 5 سيارات بقيمة 495 ألف دولار، 2 في أميركا و3 في لندن. وصرح محاميها الجمعة 8 تموز/ يوليو الجاري بأن قيمة التعويض الذي حصلت عليه هو الأعلى في تاريخ المحاكم البريطانية، وأوضحت القاضية في حكمها أنها لا يمكن أن تقبل أن تحتاج السيدة استرادا على 60 مليون دولار أو منزل في وسط لندن بهذه القيمة."
وتابعت أن استرادا وصفت أسلوب حياتها أثناء الزواج بالسحري، واسترسلت القاضية" يمكن أن يكون هذا هو الوصف مناسب تماما، وتكمن المسألة في أي مدى تستطيع أن تستمر في العيش داخل الفقاعة السحرية في المستقبل المنظور، يساورني شعور بالقلق لكني ضمنت أن يتوفر ما يكفي لتلبية حاجات معقولة." مختتمة بـ" في نهاية المطاف أعتقد أن ميزانية سنوية صافية تقدر بنحو 2.5 مليون جنيه طالبت بها المدعية تلبي حاجات معقولة."
وصرحت استرادا بعد حكم القاضية "أنا ممتنة كثيرا اليوم للحكم، لقد عشت في بريطانيا منذ عام 1988 وأنا ممتنة من المحاكم البريطانية، أنا لم أكن أريد أن أصل إلى المحاكم، وتمنيت لو أن القضية انتهت وديا، فهذه عملية مضنية وطويلة." وتابعت " عشنا أنا ووليد 12 سنة في زواج سعيد ولنا ابنة جميلة معا، ولكنه تزوج مرة أخرى وطلقني دون علمي، وبما أني تربيت في عائلة من الطبقة المتوسطة وحققت نجاحا في مهنتي حتى تزوجت؛ فأنا أدرك تماما أن الحياة الرائعة التي عشتها مع وليد كانت غنية جدا وأنا أفهم تماما كيف يمكن أن ينظر لها في العالم الأكبر." موضحة " تركيزي اليوم على دعم ابنتي والمضي قدما في حياتنا؛ لأجلها ولأجل عائلتنا ، وآمل أن نتمكن من حسم الأمور بشكل معقول."
وأمرت قاضية شؤون الأسرة السيدة روبرتس الدكتور الجفالي بدفع المبلغ لاسترادا بحلول الرابعة مساء الجمعة الموافق 29 تموز/يوليو الجاري، وحكمت أيضا أن الأخيرة كانت المالك القانوني والمستفيد من خاتم من ألماس أزرق اشتراه الدكتور الجفالي بنحو 4 ملايين دولار الذي كان هناك نزاع عليه. وأكدت القاضية " أنا راضية تماما عن الأدلة التي سمعتها من مقدمة الطلب والشهود الذين قالوا إن المدعى عليه أعطى المدعية الخاتم الأزرق هديةً."
وأوضحت محامية الدكتور الجفالي ساندرا ديفيس " الدكتور أثبت أنه رجل عادل ومستعد لتقديم حياة مريحة لزوجته السابقة لبقية حياتها أكثر مما هي تستحق، كان الفرض الوحيد من هذه القضية تقييم تسوية مالية مناسبة على أساس حاجاتها، خلافا للمطالب غير العادية التي قدمتها في بداية القضية." وكانت استرادا عاطفية خلال ظهورها في المحكمة العليا في لندن فتخلل جلسة الاستماع لها فواصل من الراحة والبكاء، وقالت للقاضية " أنا كرستينا استرادا كنت على القمة وعارضة دولية لقد عشت هذه الحياة وهذا وما تعودت عليه، من الصعب علي أن أنقل مستواي غير العادي من الترف والبذخ الذي حظيت به."
وجادلت على منصة الشهود أنه يحق لها الحصول على المبلغ الذي من شأنه أن يحافظ لها على أسلوب حياتها الغني، واتهمت محاميتها فرانس هيوز أن محامو المدعى عليه حاولوا إذلالها علنا بنشر طلباتها رفيعة المستوى في جميع أنحاء العالم. وأشارت إلى "أن تكتيات فريق العمل القانوني للدكتور الجفالي كان يتمثل في هدف واحد هو إذلال استرادا علنا، التي طالبت بمبلغ 196 مليون من ثروته الضخمة، واضطراها بذلك إلى خفض مستوى الحياة الكبيرة التي اعتادت هي وابنتها العيش فيها أثناء زوجاهما."
وقدر محاموها أن زوجها يمتلك نحو 8 مليارات جنيه، لكن الدكتور الجفالي الذي لديه 3 زوجات قال في بيان مكتوب أن هذا الرقم خيالي جدا، وصافي ثروته 113.8 مليون جنيه إسترليني. ويعاني الدكتور الجفالي من السرطان ويخضع للعلاج في سويسرا ولم يتمكن من حضور المحكمة، وقال في بيان له أنه ترك الغالية العظمى من ثروته لأبنائه الثلاثة الكبار بمن فيهم ابنة استرادا ولكنه لم يحدد قيمتها. وقضت عارضة الأزياء سنواتها الأولى في ضاحية الطبقة الوسطى في بليفو بسياتل فعاشت مع والدتها وشقيقتها شانتال قبل أن تنقل إلى لندن في عام 1989، وارتبطت بعلاقة عاطفية بالأمير أندور الذي كان انفضل آخرا عن سارة فيرغسون، وكان لاعب الفورمولا فلافيو برياتوري أحد أحبائها أيضا، كما أنها ارتبطت بعلاقة مع الجنوب أفريقي الغني الملياردير سول ميرزنر، وبعدها التقت بالدكتور الجفالي.
وظهرت مشاكلهما الزوجية بعد أن قرر الدكتور الجفالي في عام 2012 الزواج بعارضة أزياء لبنانية تبلغ من العمر 25 عاما، التي هي اليوم أم أصغر أبنائه، وطلق الشيخ استرادا في السعودية في عام 2014 بموجب القانون الإسلامي دون علمها. وتعيش اليوم في بيتشوبس هاوس وهو بيت الزوجية في ويندسور بارك الذي تقدر مساحته بنحو 33 فدان من الأراضي، وتشير تقديرات إلى أن قيمته بين 22 مليون و 60 مليون جنيه، واضطرت لرفع قضية في بريطانيا لأنها لم تتمكن من رفع قضية في السعودية، وحاول الدكتور الجفالي أن يمنع المحاكمة على أساس أنه يتمتع بالحصانة القانونية بسبب وضعه الدبلوماسي بصفته ممثل دائما لمنظمة البحرية الدولية لجزيرة سانت لوسيا في البحر الكاريبي.
وقضت بعدها المحكمة أن قضية الطلاق لا تتعلق بالمهام الدبلوماسية؛ لذلك لا حصانة عليها، وقال محاموه إنه كان سخيا عليها واشترى لها منزلا فاخرا في بيفرلي هيلز، وكان مسؤولا إلى حد كبير عن كونها امرأة ثرية ولديها أصول بأكثر من 20 مليون جنيه إسترليني كافية لتلبية حاجات أي امرأة تبلغ من العمر 54 عاما. واستمتعت المحكمة إلى أنه كان مستعدا لدفع 17 ملون جنيه، إضافة لاستخدام المنزل الفاخر الذي يقدر بنحو 6.5 مليون في لندن على مدى الخمس سنوات المقبلة، وتلبية كل التكاليف المرتبطة به، ولكن ممثلوها أصروا على أنها تستحق جزءا من ثروته وأن مطالبها كانت معقولة.