القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
نجحت نجمة فيلم "المرأة الخارقة"، الإسرائيلية غال غادوت، في إنقاذ شخصية إسرائيلية شهيرة زميلة لها، وقعت في خلاف مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إذ دعمت النجمة التي عادة ما تتجنب السياسة، روتم سيلا، أحد كبار عارضات الأزياء ومقدمة البرامج التلفزيونية، حيث انتقدت حملة نتنياهو الانتخابية التي تروّج للخوف من الأقلية العربية في البلاد. ودفع توبيخ سيلا لنتنياهو ودعوتها إلى المساواة بين جميع المواطنين الإسرائيليين عبر تطبيق "إنستغرام"، رئيس الوزراء إلى التوجه لوسائل التواصل الاجتماعي بنفسه، وإبلاغها بأن إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي. وردت غادوت في وقت متأخر من الأحد، حيث دعمت منشور سيلا التي لديها نحو 28 مليون متابع عبر "إنستغرام"، وقالت: "أحب جارك كما تحب نفسك. هذه ليست قضية يمين أو يسار. يهودي أو عربي. علماني أو ديني.. إنها مشكلة حوار. روتم أختي أنت مصدر إلهامنا جميعا".
اقرأ أيضا:
الكشف عن هدايا الرئيس الروسي بوتين للوزيرة العروس النمساوية
وحاول نتنياهو، الذي يخوض سباقا شاقا لإعادة انتخابه، حشد قاعدته الدينية والقومية باتهام خصومه بأنهم سيشكلون حكومة ائتلافية مع أحزاب سياسية عربية، كما أدلت وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، بتصريحات في لقاء تلفزيوني بشأن دور الأحزاب العربية في انتخابات العامة، التي من المقرر أن تُجرى في أبريل/ نيسان المقبل، وقالت سيلا في تعليق عبر "إنستغرام": "ما هي المشكلة مع العرب؟"، مضيفة: "متى بحق الجحيم يخبر أحد أعضاء الحكومة الناس بأن إسرائيل دولة لكل المواطنين وأن الناس جميعا خلقوا سواسية، وأنه حتى العرب والدروز والمثليين والمتحولين جنسيا، ويا للصدمة، اليساريين أيضا، جميعهم من بني الإنسان". وردّ نتنياهو على انتقادات سيلا عبر حسابه على "إنستغرام"، بالإشارة إلى قانون "الدولة القومية". وخاطب سيلا قائلا: "عزيزتي روتم، إن إسرائيل ليست دولة لكل المواطنين. ووفقا لقانون الجنسية الأساسية الذي مررناه، إسرائيل دولة اليهود فقط"، وأضاف: "كما كتبت، ليست هناك مشكلة مع المواطنين العرب الإسرائيليين فلهم الحقوق نفسها مثلنا جميعا. كما استثمرت حكومة الليكود في القطاع العربي أكثر من أي حكومة أخرى." وتعهدت سيلا التي لقي منشورها تعليقات سلبية بالاستمرار في التحدث، متمنية قيادة تعطي أملا حقيقيا للسلام والمساواة والحب بدلا من التحريض والانقسام. وفي حين أن الفنانين الإسرائيليين، مثل نظرائهم الأميركيين، يتمتعون بسمعة طيبة بسبب وجهات نظرهم الليبرالية، فقد كانوا بشكل عام حذرين من التعبير عن ارائهم السياسية في السنوات الأخيرة خوفا من إيذاء أنفسهم تجاريا، إذ يعتمد العديد من الفنانين على المنح الحكومية والعقود البلدية، لذا فإن اتخاذ موقف غير شعبي قد يكلفهم خسارة مالية. وسبق أن استغل نتنياهو تعليقات مثيرة للجدل خلال فترات الانتخابات لحشد هؤلاء الفنانين إلى جانب وسائل الإعلام والنخب الأخرى لحشد قاعدته التقليدية للطبقة العاملة، وفي الحملة الحالية استهدف العرب الإسرائيليين الذين يشكلون نحو 20% من مواطني إسرائيل البالغ عددهم نحو 9 ملايين نسمة. ويمتلك العرب حقوق المواطنة الكاملة، حيث خصص نتنياهو ميزانيات كبيرة لمجتعاتهم في محاولة لسد الفجوة الاقتصادية الكبيرة، لكنهم يتعرضون لتمييز في كثير من الأحيان، وفي وقت الانتخابات يصبحون الرجل المخيف لنتنياهو، إذ في عام 2015، ومع مواجهة نتنياهو لخسارة محتملة، نشر رئيس الوزراء فيديو يقول فيه إن العرب يذهبون بأعداد كبيرة لصناديق الاقتراع، طالبا من أنصاره المشاركة في الانتخابات، ويبدو أنه يستخدم التكتيك نفسه هذه المرة.قد يهمك أيضا:
الرئيس بوتين يهنئ وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل بمناسبة زفافها