بريجيت ماكرون

تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بإبعاد العادات القديمة، حين وصل إلى السلطة، وأخذت زوجته بريجيت هذه الرسالة على محمل الجد، فبدلًا من عقد الاجتماعات بالطريقة المعتادة، والجلوس حول طاولة في أحد المكاتب، تقوم بريجيت ماكرون بتنظيم الاجتماعات في شوارع العاصمة الفرنسية، باريس.

تتجول في شورع باريس

ويقول الموظفون في قصر الإليزيه "إن اجتماعاتها بشأن المتنزهات أبقت على اتصالها بالرأي العام في وقت اتهم فيه زوجها على نطاق واسع بعدم الاتصال بتطلعات الأسر العادية"، ويقولون "إن شعبيتها تتزايد، وهي أكثر شعبية من أي سيدة أولى أخرى منذ أن بدأت فرنسا انتخاب رئيسها قبل خمسة عقود".

وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن ماكرون تغادر قصر الإليزيه مع بيير أوليفييه كوستا مديرة مكتبها الخاص، وتريستان بروميت رئيس المكتب، في كل يوم تقريبًا ، للتجول في أنحاء العاصمة أثناء مناقشة التزاماتها اليومية والقضايا التي ترغب في دعمها، ويدونون ملاحظاتها على هواتفهم الذكية بينما يسيرون على طول الرصيف بجانبها، وغالبًا  ما يتعرف المارة عليها ويعلقون على السياسات التي يتبعها السيد ماكرون، والتي تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أنه لا يحظى بشعبية مثل زوجته، كما أنها تميل إلى نقل ملاحظاتهم إليه، وفقًا لقول الموظفون.

ومن المفهوم أن السيدة ماكرون تؤمن بأن الاجتماعات المتجاورة تحوِّل عملية صنع القرار إلى عملية أكثر فاعلية، بجانب مجموعة مختلفة من الأولويات التي تنشأ عندما يكون المشاركون متنقلين وفي الخارج، وقد أثارت عاداتها مخاوف أمنية في أعقاب سلسلة من الهجمات المتطرفة في فرنسا، ولكن الحراس الشخصيين يصرون على تغيير مسار الرحلة ووقت جولاتها كل يوم.

تأتي في المرتبة الثانية بعد زوجة شيراك

وسخر الكوميديون من الزوجين، بلا هوادة بسبب الفجوة العمرية بينهما، عندما دخل ماكرون المكتب الرئاسي في العام الماضي، حيث إنها في عمر 65 سنة، وتكبره بـ25 سنة؛ ولكن استطلاع للرأي أجرته باريس ماتش الشهر الماضي وجد أن 67% من الناخبين وافقوا على السيدة الأولى، التي ملأت الفراغ في الإليزيه منذ جولي غاييت، زوجة فرانسوا هولاند، ولم تنتقل إلى القصر وتجنبت جميع المشاركات الرسمية في المكتب.

وقال المجيبون "إن ماكرون أكثر سيدة فرنسية شعبية، باستثناء بيرناديت شيراك، زوجة جاك شيراك، الرئيس بين عامي 1995 و2007"، ولا يستطيع ماكرون سوى الحلم بشعبية كهذه، حيث يبلغ متوسط معدل تأيده في استطلاعات الرأي السبعة التي نشرت هذا الشهر 36.5%.

تتلقى رسائل عبر صندوق البريد

ويعد صندوق بريد السيدة الأولى علامة أخرى على نجاحها، حيث تحصل على العديد من الخدابات من الناس الذين استنفدوا جميع القنوات الأخرى في السعي للحصول على طلبات تتراوح بين الرعاية الصحية إلى المجلس، وقال مصدر في الرئاسة "غالبا ما ينظر إليها على أنها الملاذ الأخير، الشخص الذي تلجأ إليه عندما تفشل كل الأمور الأخرى".

وقالت رينو بيلا، في هذا السياق، وهي معلقة سياسية في قناة LCI""، قناة إخبارية "لقد أوفت دورها بشكل جيد، يبدو أنها تتعاطف مع الناس وفي نفس الوقت تبقى حكيمة"، ومع ذلك، حذرت من أن شعبية السيدة ماكرون لن تفيد بالضرورة زوجها، قائلة "كانت زوجة جاك شيراك تحظى بشعبية كبيرة، وهذا لم يمنعه من خسارة الانتخابات ".