سيدة أميركا الأولى ميشيل أوباما

نالت سيدة أميركا الأولى ميشيل أوباما إعجاب العالم كأول امرأة تنال هذا الإعجاب في تاريخ الولايات المتحدة، فهي التي ساندت زوجها الرئيس أوباما طيلة فتره حكمه دون أن يؤثر ذلك على جمالها وشخصيتها، وفي آخر احتفال عيد ميلاد للرئيس أوباما في الرئاسة، تزين البيت الأبيض بزينة أعياد الميلاد البراقة استعدادًا لآخر حفلة، والذي سيحضره العديد من الشخصيات المهمة من بينهم الديمقراطيين الذين سيكون الحفلة بالنسبة إليهم حفلة توديع أيام الرئيس الديموقراطي في البيت الأبيض.

وسيكون أكثر شيء مؤثر في الحفلة هو فراق سيدة أميركا  الأولى ميشيل أوباما التي سينتهي دورها بانتهاء فترة زوجها، حيث نالت قدر من الاحتفاء والترحيب لم يحظ به أي سياسي آخر في الولايات المتحدة الأميركية، فلم تظهر ميشيل بمظهر السيدة المتعجرفة المثيرة للجدل كأي سيدة أخرى شغلت المنصب ويرجع ذلك بسبب تمتعها بقدر من الذكاء والحنكة السياسية، فهي لم تستغل منصب زوجها لتحقيق مصالح شخصية أو تجاريه، حيث أنها في غنى عن كل هذه الأمور.

وقد فهمت مشيل أوباما دورها كسيدة أولى للولايات المتحدة منذ أول لحظات لها في البيت البيض، وأدركت أنها حلقة صغيرة ضمن المسؤوليات الهائلة الملقاة على عاتق زوجها، فلم يصدر منها إلا السلوك الحسن ولم تتحدث إلا بالكلام الجيد وكأنها أميرة من الأميرات قد ولدت لشغل المنصب الذي أعد لها منذ زمن، لكنها تعلم أن منصبها هذا لن يدوم أبد الدهر.

وكان أوباما صرح أن ميشيل هي ملهمته في مجال المحاماة، فبالرجوع إلى عام 1989 حيث أول لقاء بين الرئيس أوباما وميشيل التي كانت تعمل في أحد مكاتب المحاماة، وكان أوباما حينها محاميًا تحت تدريب ميشيل، واستطاعت أن تساند زوجها دون أن تحصل على الأضواء أو المدح أو حتى تسبب الحرج لزوجها، وأدت دورها كسيدة أميركا  الأولى دون أن يعيقها ذلك عن دورها كأم أو زوجة.

وفي وقت سابق من ترشح أوباما أخذت ميشيل عهدًا على زوجها بأنه إذا تمكن من الإقلاع عن التدخين، فسيمكنه خوض الانتخابات، فيما كان ينتابها بعض القلق في أن يؤثر هذا المنصب بالسلب على عائلتها الصغيرة، فهي لازالت تتمسك ببعض التقاليد الأسرية حتى بعد منصب الرئاسة كالتجمع لتناول طعام الغذاء، وفي الولاية الثانية من حكم أوباما، رفضت زوجته التطرق إلى قضايا خلافيه كالحديث عن حقوق المثليين الجنسيين، فهي لم توبخ أو تلقى بالذم على أحد لذا نالت حب وثقة الجميع، فكل ما قالته في هذا الصدد "نريد أن نورث لأبنائنا وبناتنا قيم العدل والمساواة" .

ولم يسلم ذكاء وحضور ميشيل من ألسنة النقاد الذين شبهوها "بالغاضبة السوداء"، حيث حاولوا السخرية من خلقها وروح الدعابة اللذان يزينا شخصيتها. فالذي لا يعرفه كثير النقاد، أن ميشيل زارت أحد المدارس عام 2009 لتوجه كلمة إلى التلاميذ قائلة: "أميركا  تعول على كل واحد منكم"، ليتفاجأ الجميع في العام التالي من ارتفاع درجات هؤلاء التلاميذ.

وبالحديث عن المظهر الخارجي للسيدة ميشيل الذي كمل شخصيتها، فهي المرأة القوية الرشيقة غير النحيفة، فقد اعتادت ميشيل ارتداء الملابس البسيطة التي تظهر منها أناقتها والتي تبعد عن صخب الموضة الغريبة كتصميم الملابس الفارهة، فهي لم ترتدي الفساتين والملابس الرسمية فقط بل ترتدي أيضًا الملابس العادية والتي تظهر بها كامل أنوثتها وجمالها.

ويختفي في المرأة القوية خلف وجهها البشوش جزء من تاريخ أميركا  الأسود المتمثل في ظلم الاضطهاد والعنصرية، فقد عانى أجدادها ظلم العبودية، حيث أوضحت في هذا الصدد "البيت – البيت الأبيض - الذي أستيقظ به كل صباح قد رفع بنيانه العبيد السود، فقد أتى اليوم الذي أرى فيه بناتي السود يلعبن مع كلبهم في حديقة هذا المنزل"، ففي الماضي كانت هي وأوباما ومعهم عددًا قليلًا جدًا من الموظفين من ذوي البشرة السمراء فقط الذين يعملون في مكتب المحاماة، لكن تقلبات التاريخ تؤكد لها أن المقبل أفضل وأن الأحلام يحين وقتها لتحقق.

فإذا أردت سر السعادة سر على خطى ميشيل التي أكدت: "أعمل بجد واختار شريك حياتك الوفي والزم عائلتك وساعد المحتاجين".