واشنطن ـ رولا عيسى
اجتمعت السيدة الأولى ميشيل أوباما، مع خليفتها زوجة الرئيس المنتخب ميلانيا ترامب، في البيت الأبيض، فيما مُنعت الصحف من تغطية هذه الزيارة، التي تزامنت مع اجتماع أزواجهنّ الذي دام 90 دقيقة، في المكتب البيضاوي.
ووصل ترامب وزوجته إلى البيت الأبيض، عبر مدخل خاص من الجانب الجنوبي للمبنى، وغادروه بنفس الطريقة، ونشرت صورة للسيدتين، يتحدثا في الغرفة البيضاويّة الصفراء، بعد ضغط الرأي العام على البيت الأبيض، لنشرها بعد الزيارة.
ويذكر أنه في عام 2008 عند تسليم البيت الأبيض المرة السابقة، كان الرئيس جورج دبليو بوش، وزوجته لورا، في استقبال أوباما وزوجته، وفي ذلك الوقت وجّهت الدعوة إلى الصحافيين لتغطية هذه اللحظة التاريخيّة على عكس اليوم.
وجاء في تقرير وول استريت جورنال، أن البيت الأبيض ألغى التقاط الصور، الأمر الذي اضطّر المتحدث الرسميّ باسم الرئيس، إلى الرجوع عن ذلك في البيان اليوميّ له قائلا "هذا الأمر ليس صحيحا".
ونشر دونالد ترامب في وقت متأخر من مساء يوم الخميس، تغريدة عبر تويتر، مدح فيها الزوجين فكتب "يوم رائع في العاصمة التقيت فيه بالرئيس أوباما لأول مرة، وكان اجتماعا جيدًا للغاية ويوجد توافق كبير بيننا، وأحبت ميلانيا السيدة ميشيل أوباما كثيرا".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن السيدة ميشيل أوباما اصطحبت السيدة ميلانيا ترامب، في جولة تستعرض لها سكنها الجديد أثناء حديثهما حول "المتطلبات الفريدة لتنشئة الأسرة في البيت الأبيض"، وصرح السكرتير الصحافي للبيت الأبيض جوش إيرنست أن "السيدة الأولى كانت مسرورة بتوسيع نطاق هذه المجاملة للسيدة ترامب، وأنها استمتعت بالفرصة التي جعلت ترامب تزورها اليوم".
فيما ارتدت ميلانيا – عارضة الأزياء السابقة التي تبلغ من العمر 46 عاما- معطفا أسود مع جونلة سوداء وحذاء أسود، من كريستيان لوبوتان، بينما ارتدت ميشيل حذاء فضي وفستان أزرق داكن.
وأضاف إيرنست أن السيدة الأولى استعرضت شرفة ترومان والطابق الأرضيّ من البيت الأبيض كجزء من جولتهما، واستكمل قائلا "لقد تحدثا أيضا عن تربية الأطفال، حيث قضت ابنتا السيدة الأولى السنوات التأسيسيّة من طفولتهما في البيت الأبيض، وكذلك سوف يقضي نجل السيدة ترامب سنوات هامة من طفولته هنا".
وأضاف "هذه الطفولة- في البيت الأبيض- فريدة من نوعها إلى حد ما، وسنحت الفرصة للسيدتان بالتحدث عن هذه التجربة". وأضاف "بعد انقضاء جولتهما اصطحبت السيدة الأولى السيدة ترامب، للسير إلى المكتب البيضاوي، وزاره الأزواج الاثنين مرة أخرى قبل المغادرة".
ويذكر أن السيدة الأولى، لم تظهر على الملأ، منذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسيّة الثلاثاء الماضي.
وقد تقابلت ميشيل أوباما مع هيلاري كلينتون، مرارًا وتكرارًا في الأشهر الأخيرة من الحملة، وكانت تظهر إلى جانبها في ولاية كارولينا الشمالية، وبنسلفانيا كما ظهرت معها أربع مرات أخرى.
ويشار إلى أن ميشيل أوباما الأكثر شعبيّة من زوجها قللت من شأن ترامب في الانتخابات الرئاسيّة في موقف لا ينسى، عندما وبّخته علنا في التجمع الحاشد لكلينتون عن تفاخره بإمكانية الاعتداء الجنسيّ على النساء مع الإفلات من العقاب لأنه رجل ثريّ، كما أنها منحت كلينتون شعارا للترشح "نحن نسرق الأنظار في حين يقلّ شأن الآخرون".
وفاز ترامب بأصوات انتخابية أكثر من كلينتون الثلاثاء الماضي، وعلى الرغم من فوز كلينتون– مرشحة الحزب الديموقراطي مثل أوباما- بغالبية الأصوات بشكل عام، سوف يصبح ترامب الرئيس المقبل، حيث يقرر المجمع الانتخابي، وليس التصويت الشعبي، من الفائز في الانتخابات الوطنية.
ولم تساند السيدة الأولى زوجها عندما ناشد الأمريكيين الذين انتخبوا كلينتون، بالترحيب بالرئيس الجديد، كما أنها تحلّت بالصمت خلال الثماني والأربعين ساعة التالية لإغلاق صناديق الاقتراع، وأصرّ المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض جوش إيرنست، على أنها غير مسؤولة عما حدث في الحديقة الجنوبية قائلا "بالطبع لا"، مع نفي اقتراح أن السيدة الأولى أو نائب الرئيس، طلب عدم تسجيل الاجتماع مع زوجة ترامب، وأضاف "لست على علم بإجراء مشاورات مع مكتب السيدة الأولى، حول ترتيبات الصحافة لهذا اليوم، وأنا بالتأكيد لم أتشاور معهم"، واستكمل "يمكننا الرجوع إلى المصوّر الخاص بالبيت الأبيض وتحديد ما إذا كان هناك أيّ صور لهذا الحدث وسوف نتابع معكم هذا الأمر".
ولم تظهر أيّ صورة من هذه الصور حتى الساعة 6:30 يوم الخميس، وتمّ الكشف عن صورة واحدة فقط، تظهر فيها ميلانيا وميشيل تجلسان لتناول الشاي بعد الساعة الخامسة مساء،
وصرح إيرنست في البيان اليومي له، بأن الإدارة منعت الوصول إلى الاجتماعات اليوم، كما أشار إلى أن اجتماع بوش وأوباما في المكتب البيضاوي، لم يسمح فيه بدخول الصحافيين في الجولة السابقة، كما زعم زعما خاطئا بمنع الوصول للاجتماعات عام 2000 أيضًا عندما تولى بوش مقاليد الحكم من بيل كلينتون.
وأضاف "لم يكن لدى ميشيل أي نوع من المسؤولية الدستورية، فيما يتعلق بالانتقال، وأعتقد أن ما رأيتم اليوم هو مبادرة لحسن الضيافة للسيدة الأولى المقبلة".