لندن ـ كاتيا حداد
انتُخبت ديان جيمس رئيسة لحزب استقلال المملكة المتحدة المناهِض لارتباط بريطانيا بالاتحاد الأوروبي خلفًا لنايجل فاراج والتي ستحدّد مطالبها في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي على الفور.
وفي خطاب الفوز الذي حصلت فيه على 8451 صوتا، قالت أن هذا هو الفوز الاول في مسابقات اوروبية بين 28 دولة للخروج من الاتحاد الاوروبي.
وقد وضعت ديان (متزوجه وتبلغ من العمر 56 عاما) شروط للخروج من الاتحاد الأوروبي، منها قوانين جديدة صارمة للهجرة يكون أساسها المهارات والقيم الاجتماعية.
وقالت السيدة جيمس التي برزت على الساحة كمرشحة لحزب الاستقلال في الانتخابات التي جرت منذ ثلاث سنوات، انها لن تقبل اي شكل من اشكال العضوية المنتسبة للكتلة التجارية كما طالبت تريزا ماي بالكفّ عن المراوغة حول ما يعنيه الخروج من الاتحاد الاوروبي.
وكانت جيمس قد تغلبت على منافستها ليزا ديفي والتي حصلت على 4591 صوتًا في انتخابات غاب عنها اكبر الاسماء في الحزب.
وفي محاولة لإزاحة اي شبهات في حزب الاستقلال قالت جيمس إنها لا تشبه بأي حال من الاحوال الزعيم السابق للحزب نايجل "انا لست شبيهة نايجل، ولا حتى النسخة الاكثر هدوءً منه، وحتى انني لن أحاول أن ابدو مثله أبدًا".
انتصار السيدة جيمس الساحق جاء بعد منافسة مريرة على قيادة الحزب غاب عنها اسماء كبيرة في الحزب. واعلان اليوم جاء بعد شهور من الصراع الداخلي بين اتجاهات مختلفة، قسمتها اجراءات الانفصال عن الاتحاد الاوروبي.
كان السيد نايجل فاراج قد دعم جيمس لتصل الى منصبها، ولكن وصولها اليه اغضب الكثيرين داخل الحزب، بما في ذلك العضو الوحيد له داخل البرلمان وهو دوغلاس كارسويل.
وبعد فوزها انتقلت جيمس فورا لقضية الخروج من الاتحاد الاوروبي وقالت " اعتقد انه لا يمكننا أن نغض الطرف عن اهم القضايا التي نواجهها وهي الخروج من الاتحاد. واضافت قائلة "إنني ممتنة للغاية واقدّر جميع الدول التي نظرت الى التجربة البريطانية وتأمل أن تحققها في بلدانها. ومع هذا فإن الحبر الذي وقعت به بريطانيا على هذه الوثيقة لم يجف بعد، وحتى أن جفّ ففي كل مقابلة تلفزيونية تجرونها، وفي كل حديث صحافي تدلوا له ذكّروا الجميع أنه إلى أن يجفّ حبر هذه الوثيقة سنظل جزء من الاتحاد وسيظلوا يتحكمون بنا".
انضمت جيمس لحزب الاستقلال في 2011 وجرّبت حظها في الانتخابات عام 2013 وخاضت التجربة في الانتخابات البرلمانية الفرعية في هامبشاير، بعد أن تنحى وزير مجلس الوزراء كريس هوهن الذي تم سجنه عندما كذب بشأن مخالفة سرعه مرورية.
وقتها اقتربت من الفوز وجاءت في المركز الثاني حيث حصلت على 27،8% من الاصوات بفارق أقل من 2000 صوت عن الفائز؟
وانتخبت جيمس عضوة في البرلمان الاوروبي عن جنوب شرق بريطانيا في 2014 كجزء من الزلزال السياسي الذي قام به حزب الاستقلال حيث انه لاول مرة يفوز حزب ليس من الاحزاب الرئيسية في الانتخابات الوطنية ببريطانيا. كما تم تعيينها نائبة لرئيس الحزب ولكنها تراجعت عن خوضها الانتخابات العامة في 2015 لاسباب شخصية بعد أن كانت مرشحة لخوض الانتخابات عن شمال غرب هامبشاير.
واثارت جيمس ذهول الكثيرين اثناء مقابلة تلفزيونية في 2015 مدحت فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووصفته بالقائد القوي الذي يقف للدفاع عن بلده.
وهناك شائعات ظهرت انها كانت في السابق على علاقة برجلين متزوجين، منهم احد مباعلي ر المسئولين بوزارة الدفاع استمرت علاقتها به لمدة ثلاث سنوات وهو رون سميث.
كما اتهمت جيمس حزب المحافظين بسرقة الكثير من سياسات حزب الاستقلال، وحتى انها وصفة رئيسة الوزراء تريزا ماي، بــــ"ماي الثرثاة".
وحذرت من أن اعضاء البرلمان من حزب الاستقلال سيكونوا شوكة في جنب رئيس المفوضية الاوروبية كلود يونكر. واكدت على أن بريطانيا لا تريد نسخة مخففة من الخروج من الاتحاد الاوروبي وانه يجب أن يتركوا السوق الواحد ويضعوا حد لحرية تنقل المواطنين بين دول الاتحاد وبريطانيا.
وفي خطاب له في وقت سابق قال فاراج إن حزب الاستقلال يجب أن يكون قويا لتأمين خروج كامل لبريطانيا من الاتحاد الاوروبي ويغلق الباب امام ما اسماه المقاربة الناعمة التي تتعامل بها حكومة ماي مع الامر. وقال في احد المؤتمرات "كان تصويتنا لصالح عودة دفة الامور لايدينا..الأمر بهذه البساطة".
ولكن في نفس الوقت وصل الصراع الداخلي في الحزب لمستوى اعلى قبل فوزجيمس، فقد أعلن أحد مساعدي فاراج السابقين استقالته من الحزب واصفا الوضع بالفوضي الكارثية.
وبدلا من أن يبدو كبطل منتصر اثناء تسليمه قيادة الحزب قال فاراج "لقد فعلت ما بوسعي جاء الوقت الذي يختار فيه الحزب قائد آخر، وفي الوقت نفسه انتقد بشده من انضم للحزب لاثارة القلاقل والصراعات الداخلية. وهناك مزاعم أن كثر من اعضاء الحزب قد ابطلوا اصواتهم في انتخابات رئاسة الحزب في محاولة منهم لاقناعه بالاستمرار في موقعه.
وقال في خطاب "معا سنستطيع تغيير مسار التاريخ في بريطانيا، ولكن يبدو أن هناك من يحاول بأقصى جهده ابقاءنا داخل هذا السوق الواحد. وما يشغلني الآن هو أنه مع وجود مشاكل داخل حزب العمال، وحزب المحافظين يتجه بثبات لانتخابات 2020، قد يكون هذا مغريا للحكومة أن تتبنى نموذج مخفّف من الخروج من الاتحاد الاوروبي، وبالتالي يجب أن يكون الحزب قويا لمواجهة هذه المحاولات.
وقال السيد فاراج إن الحزب يحتاج لإصلاح هيكلي، وإن النجاح الذي حققه الحزب في استفتاء الاتحاد الاوروبي، فشل في تهدئة الأجواء وحلّ الخلافات داخل الحزب.